رويترز تُحقق حول لغز وباء كورونا في اليمن

عدن الحدث

قالت وكالة "رويترز" في تقرير لها نشرته، الاثنين، إن وباء كورونا في اليمن، بمثابة لغز، خاصة وان اليمن بلد يعاني من ويلات الحرب منذ 5 سنوات، ولديه قطاع صحي مدمر. وجاء تقرير رويترز متزامنا مع ما اعلنته اللجنة الوطنية العليا للطوارئ ومواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في اليمن، عن شفاء حالة الإصابة الوحيدة المسجلة في مدينة ⁧‫الشحر‬⁩، محافظة ⁧‫حضرموت "شرقي اليمن"‬⁩. وتقول "رويترز"، عندما أكد الأطباء أن صالح، المسؤول في ميناء الشحر، أصبح أول يمني تتأكد إصابته بمرض كوفيد-19، سارعت السلطات بتتبع تنقلاته في محاولة لحماية أحد أكثر دول العالم عرضة للخطر من تفشي الوباء. واضافت،"وبعد قرابة ثلاثة أسابيع، ما زال الأمر لغزا ولا يعرفون ما إذا كانت أول حالة إصابة مؤكدة مختبريا في اليمن هي بالفعل لفرد يمثل أصل ما يمكن أن يكون تفشيا مدمرا بشكل غير عادي". واشارت إلى ان فجوة المعلومات تعكس عدم قدرة اليمن على رصد عدوى تذل دولا بالغة الثراء، ناهيك عن مكافحتها، فاليمن يقف عاجزا بسبب فقره في معركته على فيروس كورونا المستجد، كما أنه منقسم إلى مراكز قوى متنافسة وبنيته التحتية الطبية منهارة بسبب الحرب وتعتبره الأمم المتحدة يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وقال ألطف موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن انتقال المرض فيه يمكن أن يكون فيما سماه مرحلة الحالات الفردية، وهي مقدمة محتملة لعدوى عنقودية. لكن من المستحيل تحديد من يسمى "المريض صفر" وهي خطوة مهمة في تتبع وتعقب كل أولئك الذين يحتمل تعرضهم للعدوى واحتواء تفشي المرض، تقول رويترز. وتضيف "وجرى فحص صالح، الذي وصفت حالته بالمستقرة، مع أنه مدخن شره ويعاني من مشاكل في القلب، في السابع من أبريل في منشأة طبية بميناء الشحر بعد ظهور أعراض، وفي العاشر من أبريل جرى فحصه مجددا، وجاءت النتيجة إيجابية في المرتين". ونقلت رويترز عن رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا قوله إن مسؤولي الصحة سارعوا بعد ذلك لتحديد أكثر من 150 شخصا في منطقة حضرموت بجنوب البلاد خالطوا الرجل البالغ من العمر 60 عاما في الأسبوعين اللذين سبقا تشخيص حالته. وتابع علي الوليدي"كل المخالطين عن قرب وضعوا تحت الملاحظة وظهرت أعراض على بعضهم لكن الفحوص أثبتت أن حالاتهم سلبية".. موضحا أن "سعالهم وارتفاع حرارتهم كان بسبب إنفلونزا عادية".

وذكر تقرير رويترز ان أوامر صدرت لزهاء 20 شخصا، بينهم أُسرة صالح الذين خالطوه عن قرب، بوضع أنفسهم في عزل ذاتي لمدة أسبوعين. واشار التقرير الى أن السلطات خلصت إلى أنها لم تستطع تحديد ما إذا كان صالح، الذي تم حجب اسمه بالكامل لأسباب تتعلق بالخصوصية، هو أول ناشر للعدوى في اليمن لأن قدرتها على إجراء الفحوص غير كافية. وقال الممرض مجدي باقحوم إنه وزميله سالم باحسن كُلفا بنقل الحالة المصابة بفيروس كورونا من غرفة العناية في مجمع تيسير الطبي إلى غرفة عزل مؤقته جُهزت له في مستشفى الشحر الحكومي وإنهما جلسا مع المصاب قرابة ساعة ونصف الساعة داخل الإسعاف "مرت علينا وكأنها سنة ونصف"..

وكانا في غاية القلق لأن هذه أول مرة يتعاملان فيها مع مريض بكوفيد-19. وجرى إغلاق ميناء الشحر للتطهير لمدة أسبوع، وفُرض على حضرموت، أكبر محافظة في اليمن حظر تجول جزئي وصدرت أوامر لجميع عمال الميناء بعزل أنفسهم ذاتيا لمدة أسبوعين، وأغلقت المحافظات المجاورة حدودها معها. البحث مستمر لفت تقرير رويترز إلى ان قوى منظمات إغاثة إنها تخشى حدوث كارثة إذا تفشى الفيروس بين السكان الذين يعانون سوء التغذية وحيث تنتشر أمراض مثل الكوليرا. ويعتمد نحو 80 في المئة من السكان أو 24 مليون شخص على المساعدات الإنسانية. ونقل التقرير عن منظمة الصحة العالمية قولها، اعتمادا على نماذج كلية إمبريال كوليدج في بريطانيا، إن السيناريو المحتمل لتفشي المرض مع خطوات الاحتواء يمكن أن يشهد إصابة أكثر من 55 في المئة من السكان مع وفاة أكثر من 42 ألفا بسبب المرض.

وقال موساني إن اليمن لديه 570 وحدة عناية فائقة و17 ألف سرير في جميع أنحاء البلاد، نصفها مشغول بالفعل. وأضاف مسؤول الصحة العالمية "في ذروة الإصابة بفيروس كورونا في اليمن قد يحتاج إلى 18 ألف سرير و2500 وحدة عناية فائقة لمرضى كوفيد-19 فقط، بوسعك تخيل الفجوة". وبحسب التقرير، هناك أدلة على كيفية إصابة صالح بعدوى المرض، فبموجب وظيفته في الشحر اجتمع صالح وتعامل مع مسؤولين حكوميين وعسكريين وتجار على متن عشرات السفن التي ترسو كل يوم بالبضائع، ومعظمها من عُمان والإمارات. ورجح محافظ حضرموت فرج البحسني، أن يكون المصاب قد تعرض للعدوى عن طريق النشاط البحري.

لكن السلطات أشارت أيضا إلى أن صالح زار ثلاث مناطق مختلفة في حضرموت خلال الأسبوعين اللذين سبقا نوبات سعاله المستمرة، على حد قولهم. وقال البحسني لوسائل إعلام محلية "يقول المسؤولون في اليمن إنهم لم يتمكنوا من تحديد كيفية انتقال العدوى إلى الرجل وإنهم مستمرون في البحث لمعرفة أسباب انتقالها". وقال مصدران مطلعان على الموضوع لرويترز إن هناك حالة مؤكدة واحدة على الأقل في العاصمة صنعاء. لكن وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون نفت ذلك وقالت إن نتائج فحص جميع الحالات المشتبه فيها جاءت سلبية.