تنفيذ اتفاق الرياض ..مفتاح السلام وضربة جديدة لإخوان اليمن

عدن الحدث -- العين الإخبارية

بدأت الحياة تعود مجددا إلى اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره مفتاحا رئيسيا للسلام المنشود، وخطوة هامة تعرضت طيلة الأشهر الماضية لمؤامرات وعراقيل إخوانية، ستزيل شبح الانقسام داخل صفوف القوى المناهضة للانقلاب الحوثي. وقوبل إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية، عن توصل الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، إلى تفاهمات وموافقة على وقف شامل لإطلاق النار مع وقف كافة أشكال التصعيد بترحيب من قبل طرفي اتفاق الرياض، والشارع اليمني أجمع، باعتبار ذلك خطوة مهمة لنزع التوتر بالمدن المحررة. ومن شأن تطبيق اتفاق الرياض، توحيد الصفوف داخل الحكومة الشرعية، وتوجيه البوصلة لردع الانقلاب الحوثي الذي بدأ يكثف هجماته الإرهابية على محافظة مأرب النفطية من عدة اتجاهات، متحديا بذلك الدعوات الأممية المتكررة لخفض التصعيد باعتباره يشكل تهديدا حقيقيا للمفاوضات الجارية والساعية لوقف شامل لإطلاق النار باليمن. وخلافا لذلك وهو الأهم، سيشكل تنفيذ اتفاق الرياض، وفقا لمراقبين، ضربة مدوّية لمحور قطر ـ تركيا والمشروع الإخواني، الذي عمل منذ توقيع الاتفاق على تغذية الصراعات داخل صفوف القوى المناهضة للانقلاب الحوثي، وتفجير الوضع عسكريا بالمناطق المحررة، تنفيذا لمخطط مشبوه من تنظيم الإخوان الإرهابي. استئناف عمل اللجان بناءً على التفاهمات التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية، من المقرر أن تبدأ، اليوم الثلاثاء، اجتماعات الفرق السياسية والعسكرية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي بالعاصمة السعودية الرياض، وفقا لمصادر يمنية لـ"العين الإخبارية". وقالت المصادر إن الفرق السياسية، ستعقد اجتماعا بحضور ممثل الحكومة، سالم الخنبشي، وممثل المجلس الانتقالي الجنوبي، ناصر الخبجي، وذلك لإبرام التفاهمات الخاصة بالبنود السياسية من اتفاق الرياض، وعلى رأسها الاتفاق على تعيين محافظ لعدن بالتوافق. ومن المقرر أن تلي هذه الخطوة، تدارس الأسماء لأعضاء الحكومة المشتركة بين الشرعية والمجلس الانتقالي، والتي ستتألف من 24 حقيبة فقط، مع استبعاد كافة الأسماء والشخصيات التي كانت سببا في تأجيج الأوضاع بالمدن المحررة جنوب اليمن، حسب المصادر. وأكدت المصادر أن الفرق العسكرية ستعمل بالتوازي على خفض وقف إطلاق النار بمحافظة أبين بشكل شامل، وستقوم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، بالبدء الفوري بنشر مراقبين على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار، وفصل القوات بشكل تام. وحاولت العناصر الإخوانية، فجر الثلاثاء، إرباك المشهد في محافظة أبين، وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا حزب الإصلاح نفذت عدة خروقات وشنت هجمات بالمدفعية على مواقع القوات الجنوبية بهدف خلط الأوراق وإفشال تنفيذ اتفاق الرياض. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد دعا على لسان متحدثه الرسمي، ليل الإثنين، القوات التابعة له لضبط النفس، وأكد على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بشكل فوري، وهو ما يسعى تنظيم الإخوان لإفشاله. سلسلة من العقبات منذ توقيع اتفاق الرياض في الـ5 من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، لم تترك العناصر الإخوانية من وسيلة إلا واستخدمتها بهدف وأد الاتفاق خدمة للمشروع الحوثي، وخلافا لسلسلة من الحملات الإلكترونية الممنهجة، كان التصعيد العسكري ومحاولة اجتياح العاصمة المؤقتة عدن، أحد أبرز الأوراق التي راهن عليها محور قطر ـ تركيا. وجنّد تنظيم الإخوان، مئات الخلايا الإلكترونية للنيل من اتفاق الرياض وزرع المكائد بين دول التحالف العربي والشرعية والنيل من الوجود السعودي في مدن الجنوب، بعد سنوات من التحريض على القوات الإماراتية بمدينة عدن. وفي مقابل التغاضي التام عن الجرائم الحوثية بالمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب، عمدت الخلايا الإخوانية على تأجيج الأوضاع بالمحافظات المحررة، وخصوصا عدن وحضرموت وسقطرى، خدمة للمشروع الإيراني التركي القطري من جهة، وخوفا من انتهاء الهيمنة الإخوانية على مفاصل القرار داخل أجهزة الدولة التي سيطوي صفحاتها تنفيذ اتفاق الرياض. واعتبر الناشط السياسي اليمني، ماجد أحمد، أن تنفيذ اتفاق الرياض، لحظة لم يكن يتمناها تنظيم الإخوان إطلاقا، ومن أجل ذلك رمى بكل أوراقه من أجل إفشاله، متوقعا أن الأجندة المشبوهة لن تتوقف بشكل تام حتى خلال الأيام القادمة. وقال أحمد، في تصريح لـ"العين الإخبارية": "كافة مصالح الإخوان ستتبخر عند تطبيق اتفاق الرياض، هناك مسؤولون تحولوا إلى أمراء حروب، ولا يريدون أبدا التخلي عن الكرسي، ومن أجلها لكل الوسائل المشروعة والقذرة في سبيل خلط الأوراق وتأجيج الصراع. وأضاف: "عدد الحقائب سيتقلص إلى 24 وسيتم استبعاد كافة الشخصيات المؤججة للصراع، ولن يكون بمقدور تنظيم الإخوان فرض الأسماء التي شاركت بالمعارك داخل المناطق المحررة، سيخسرون كل غنائمهم ولذلك شاهدنا الاستماتة الحاصلة طيلة الأشهر الماضية لإفشال تنفيذ الاتفاق". وإضافة إلى عدد من الوزراء الذي سينتهي دورهم بمجرد تنفيذ اتفاق الرياض، سيخسر إخوان اليمن، العشرات من نواب الوزراء والوكلاء الذين ساهموا في التحريض على الاضطرابات أو الإساءة للتحالف العربي، وسيتم استبدالهم بشخصيات تكنوقراط ولا علاقة لها بتنفيذ الأجندة الإخوانية المشبوهة.