تأخر تشكيل حكومة اتفاق الرياض يفاقم معاناة المواطنين في المناطق المحررة تقرير

عدن الحدث.. خاص

يفاقم تأخر تشكيل حكومة اتفاق الرياض، من الأزمات الداخلية التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب الذي قامت به ميليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن أواخر العام 2014م. ويتركز تأثير تأخر تشكيل هذه الحكومة أولاً وبشكل أكبر على أوضاع المحافظات المحررة التي تعيش تدهوراً مستمراً في الخدمات وانهيار الاقتصاد، سواءً تلك المحافظات التي ترفض الهيمنة الإخوانية مثل العاصمة عدن ومحافظة حضرموت، أو التي يسيطر عليها الإخوان ويبنون لهم اماراتهم الخاصة بهم فيها دون أن يقدموا للناس شيئا. ويبقي تأخر الحكومة الصراع على أشده بين الإخوان من جهة، وكل القوى المناهضة لها من جهة أخرى، في ظل استحواذ الإخوان على الشرعية والتصرف كما لو أن تحرير المناطق من الحوثي يعني تسليمها للإخوان. وبنفس الوقت يقدم الخدمات المجانية للذراع الايرانية ويشغل القوى المناوئة لها بصراعاتهم مع الإخوان. وعلى الرغم من استكمال رئيس الوزراء المكلف، الدكتور، معين عبدالملك، مشاوراته مع المكونات والأطياف السياسية من أجل تشكيل هذه الحكومة، إلا أن مصادر سياسية تشير إلى عراقيل وضعها حزب الإصلاح الذي كانت هيمنته تمتد إلى أروقة الحكومة عبر الوزراء المقالين. تدهور الخدمات ومع تأخر تشكيل الحكومة، تزداد معاناة السكان في المناطق المحررة وتحديداً العاصمة عدن التي تستمر الخدمات فيها بالتدهور على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها محافظ عدن المعين حديثاً أحمد لملس، لتحقيق الاستقرار في خدمات الكهرباء وتجاوز العقبات التي سببها تأخر تشكيل الحكومة ومنها عدم دفع مستحقات محطات الكهرباء المستأجرة وكذا توفير الوقود لها. ونفس الحال كانت تعيشه محافظة حضرموت، قبل أن ينتفض سكانها منتصف الشهر الماضي، ويهدد محافظها، فرج البحسني، بإيقاف تصدير النفط من ميناء الضبة، ليتم بعد ذلك استدعاؤه إلى العاصمة السعودية الرياض حيث تقيم الحكومة وقيادة الشرعية، ويتم التفاهم معه على كيفية تجاوز هذه العقبات. الاقتصاد أهم التأثيرات غير أن خبراء اقتصاديين يرون أن أهم تأثيرات تأخر تشكيل الحكومة الجديدة يتمثل بـ"التدهور الاقتصادي"، في إشارة إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار، لافتين إلى أن هذا التأثير له انعكاساته السلبية على كافة المجالات السياسية والاجتماعية والتنموية والخدمية وحتى العسكرية. يقول رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن هناك الكثير من المهام الاقتصادية المعطلة بسبب تأخر تشكيل الحكومة منها الاستفادة من الدعم السعودي وكذا حشد الموارد لمواجهة الانهيار الاقتصادي وتأثيرات جائحة فيروس كورونا المستجد. ويرى مصطفى نصر أن هناك ارتباطا كبيرا بين الجانب الاقتصادي والجانب السياسي، إذ إن الاقتصاد هو الوجه الآخر للسياسة، واقتصاد السياسة اقتصاد مكثف كما يقال، وبالتالي هذا الخلل في الجانب السياسي والصراع العسكري وغيره كله ينعكس مباشرة على أسعار العملة والوضع الاقتصادي عموما. من وراء تأخر تشكيل الحكومة؟! لا يختلف اثنان أن ذراع الإخوان في الحكومة هو من يقف وراء تأخر تشكيل الحكومة، وهو ما يؤكده التصعيد الإعلامي المستمر على اتفاق الرياض وصولاً إلى استهداف السعودية راعية الاتفاق وقائدة التحالف العربي الداعم للشرعية، إلى جانب التصعيد العسكري في حدود المحافظات الجنوبية والتواطؤ مع الحوثيين في المناطق المحررة شمالاً. وأدى تأخر تشكيل الحكومة إلى أن الوزراء وخاصة الموالين للإخوان يمارسون مهامهم ويتخذون القرارات على الرغم من أنهم حكومة تصريف أعمال. ويعتقد المحللون السياسيون أن تحركات وزراء الإخوان تسير وفق مخططات تقف وراءها قطر وتركيا التي أكدت تقارير صحفية وجود خبراء عسكريين تابعين لها في محافظة شبوة الخاضعة بشكل كامل للإخوان. وتقوم تلك المخططات، بحسب السياسيين، على تمهيد الإخوان لتدخل تركيا في اليمن، في حال نجاحهم في إجهاض اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة الذي حشدت السعودية كافة جهودها لتنفيذه بهدف توحيد الجهود والتوجه نحو استكمال تحرير اليمن من الميليشيات الإيرانية.