صحيفة لندنية : هجوم على أبوظبي رسائل إيرانية موجهة إلى دول الخليج

ـ العرب
نقلت جريدة العرب اللندنية في تقرير لها أن الهجوم الحوثي على مواقع إماراتية حمل رسائل إيرانية موجهة إلى دول الخليج وكذلك إلى الولايات المتحدة مفادها أن إيران تتجه إلى التصعيد وتستمر في تحدي رغبة مختلف الأطراف في التوصل إلى تهدئة في المنطقة سواء من خلال حل سلمي لأزمة اليمن أو بتحقيق تفاهمات عبر التفاوض بشأن الملف النووي.
كما أكد هذا الهجوم لأنصار الحوار مع إيران من دول الخليج أن حديث الدبلوماسية والابتسامات شيء ورسائل الحرس الثوري شيء آخر.
وقال مراقبون إن إيران تريد عبر استهداف مواقع نفط في أبوظبي أن تترك انطباعا يشبه الانطباع الذي ساد بعد الهجوم على منشآت أبقيق السعودية قبل أكثر من عامين، والمتمثل في أنها الطرف الوحيد الذي بيده ضمان الاستقرار الإقليمي أو زيادة منسوب الفوضى، مشيرين إلى أن الرسالة موجهة بالأساس إلى الولايات المتحدة التي يتسم موقفها بالتذبذب.
ويرى المراقبون أن طهران تقول لواشنطن من خلال هذا التصعيد إنها قادرة على ضرب الاستقرار الإقليمي واستهداف النفط في مواقع إنتاجه وليس فقط خلال نقله عبر المضائق الإقليمية، وهو ما يفرض على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تراجع أداءها المتعلق بالملف النووي الإيراني ومسعاها لفصله عن مطالبة دول المنطقة باستتباب الأمن.
وفي أول رد أميركي على استهداف مواقع إماراتية توعدت واشنطن بـ”محاسبة” الحوثيين، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي جيك ساليفان “سنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين على محاسبتهم”. ولا يُعرف كيف ستتولى إدارة بايدن محاسبة المتمردين المدعومين بشكل معلن من إيران؟ وهل أنها ستتراجع عن قرار رفعهم من قائمة العقوبات أم أن الأمر سيبقى مجرد تهويش؟
وكشفت وسائل إعلام أميركية فجر الثلاثاء عن تحرك إماراتي جاد من أجل إعادة إدراج جماعة الحوثي اليمنية ضمن قائمة الحكومة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، بعد هجوم الاثنين وكذلك الاستيلاء على سفينة إماراتية قبالة الساحل اليمني. ولا يُعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستجيب لمطلب الإمارات أم ستكتفي بإدانات غامضة دون أن تتبعها أفعال؟ وما إذا كانت ستستمر في التفاوض مع إيران دون أي خطوات للضغط عليها من أجل وقف استهدافها لحلفاء واشنطن في الإقليم.
وإلى حد الآن تعتقد إدارة بايدن أنه يمكن جلب إيران إلى مربع التفاوض على الملف النووي دون أي ضغوط حقيقية عليها، خاصة بعد أن رفعت واشنطن جزءا مهما من العقوبات عن طهران، ما يحررها من الضغوط ويمنحها فرصا للمزيد من تقوية نفوذها الإقليمي.
وتقاطعت مصالح طهران مع مصالح الحوثيين كما يقول مراقبون في الهجوم الأخير على أبوظبي، حيث عبرت الجماعة عن قلقها من الدور الإماراتي في معارك شبوة ومأرب الأخيرة التي تكبد فيها الحوثيون خسائر فادحة، كما ترافق ذلك مع رغبة النظام الإيراني في إضعاف دور الإمارات الإقليمي والدولي المتصاعد، والدور الذي يمكن أن تلعبه أبوظبي في أي توجهات دولية قادمة لخنق ومعاقبة طهران على خلفية تشبثها بالبرنامج النووي.
ويعتقد محللون سياسيون أن إيران ترسل رسائل متناقضة؛ فهي من ناحية تظهر رغبتها في الحوار مع دول الخليج وكذلك مع الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى تستمر في تحريك أذرعها لتنفيذ عمليات تهدد الأمن الإقليمي. كما يعتقدون أيضا أن هجوم الاثنين كان محاولة للضغط على واشنطن لتسريع الاتفاق بشأن الملف النووي من جهة، واختبار ردة فعلها ومدى قدرتها على حماية النفط من جهة ثانية.
وتزامن الهجوم على مواقع في الإمارات مع عودة دبلوماسيين إيرانيين إلى العمل ضمن البعثة الإيرانية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بعد ست سنوات من الغياب.