صحيفة إماراتية ترصد مستجدات احداث التمرد الاخواني وعودة الحياة الى شبوة

العين الاخبارية
طوى المواطنون في مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة إلى غير رجعة كابوس الإخوان بعدما عاشوا 3 أيام من جحيم تمرد التنظيم.
وبعد يوم من إخماد التمرد الذي نفذته قيادات عسكرية وأمنية تابعة لتنظيم الإخوان في محور عتق، والقوات الخاصة وقوات النجدة، عادت الحياة في مدينة عتق إلى طبيعتها وفتحت المحال والأسواق أمام المدنيين.
وطيلة 3 أيام من الاشتباكات الدامية، ظل المدنيون في مدينة عتق محاصرين داخل منازلهم التي تعرض الكثير منها لقصف عشوائي إخواني ممنهج خلف عديد الضحايا بما فيه الأطفال، فضلا عن ترويع جماعي للسكان.
وشلت الحياة بشكل كلي في مدينة عتق بعدما أغلقت المحال أبوابها وقطعت الخدمات الأساسية بما فيها الكهرباء والمياه في صورة تبرز تداعيات الانقلاب العسكري الكارثي الذي نفذه الإخوان ضد السلطة المحلية.
"العين الإخبارية"، أجرت جولة ميدانية في مدينة عتق، ورصدت آراء السكان بعد إخماد تمرد الإخوان وعودة الحياة إلى طبيعتها وآمالهم بعد لفظ التنظيم الإرهابي.
ومنذ فجر الإثنين، قاد الإخوان وقياداتهم في محور عتق والقوات الخاصة والنجدة في شبوة تمردا على الشرعية، وذلك منذ إقالة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب، لضلوعه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى داخل المحافظة التي توجد مليشيات الحوثي على حدودها الإدارية.
وعلى وقع الفتنة، اتخذ المجلس الرئاسي إجراءات حاسمة، في مقدمتها تعيين 3 قيادات عسكرية وأمنية في شبوة، وذلك بعد إقالته للقيادات الإخوانية المتمردة، قبل أن يعلن محافظ شبوة، عوض ابن الوزير العولقي، الأربعاء، انطلاق عملية عسكرية لإنهاء تمرد الإخوان، ليتم فرض الأمن والاستقرار في المدينة المطلة على بحر العرب.
الخدمات والأمن
وبعد يوم من إنهاء التمرد وعودة الأوضاع إلى طبيعتها، حمل الشارع مليشيات الإخوان وقيادتهم مسؤولية تفجير الأوضاع ومفاقمة معاناة المدنيين الذين يعانون أصلا من تداعيات حرب تمرد مليشيات الحوثي.
وروى المواطن اليمني محمد باشاه اللحظات الصعبة جدا التي عاشها عالقا مع عائلته وسط الاقتتال الدامي بقوله "كانت النيران تحاصرنا من كل الاتجاهات، انفجرت المواجهات بشكل طاحن وسقط العديد الضحايا".
وتحدث المواطن وهو يشير بيده نحو آثار القصف العشوائي الإخواني على المباني السكنية، قائلا إن" المعارك التي شهدتها مدينة عتق طيلة 3 أيام مضت بسبب تمرد قيادات الإخوان لم تشهدها المدينة من قبل وكانت شرسة وغير مسبوقة".
وأكد باشاه لـ"العين الإخبارية"، أن الحياة عادت إلى طبيعتها واستتب الأمن بعد إخماد تمرد الإخوان كما بدأت بعض الخدمات بالعودة بما في ذلك المياه، معربا عن أمله في تواصل السلطة المحلية لفرض استتباب الأمن واستقراره.
ومن جهته، يصف المواطن سالم الفرد ما عاشته مدينة عتق بأنه "جحيم لا يطاق" حيث أدت المواجهات إلى "انقطاع تام للكهرباء والمياه وغلق كلي للمحال التجارية وشلت حركة الحياة".
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أضاف أنه ظل مع عائلته في منزله طيلة أيام الثلاثة الأيام الماضية رافضا الخروج إلى منطقة آمنة رغم ما عاناه كثيرا من رعب وخوف وذعر بسبب حدة القصف العشوائي للإخوان.
وتابع واصفا عودة الحياة إلى سابق عهدها بعد إخماد تمرد الإخوان" الآن نشعر بالأمن وبدت اليوم الحركة تعود إلى طبيعتها ونحمد الله على ذلك".
بهجة النصر
ورغم تداعيات إخماد التمرد، إلا أن طعم النصر القياسي الذي حققته قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة حظي بارتياح شعبي غير مسبوق.
ويقول أحد شيوخ محافظة شبوة والقيادي في المجلس الانتقالي، علي بن ثابت، إن السكان "يعيشون لليوم الثاني أيام النصر بعدما تخلصت المحافظة من سلطة الإخوان المجرمين، الذين تآمروا للانقلاب على السلطة المحلية المعترف بها".
وأضاف القيادي الجنوبي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "المجتمع الشبواني أصبح يسيطر على أمنه ودفاعه وقيادته وكرامته على طريق السيطرة على إمكانياته وموارده بما فيه حقول النفط والغاز".
وأعرب بن ثابت عن شكره لقوات العمالقة وقوة دفاع شبوة بدعم من التحالف العربي بعد إثباتها أنها القوة الضامنة لحماية جنوب اليمن، وذلك إثر خوضهم معارك رهيبة داخل مدينة عتق، حتى تم طرد تنظيم الإخوان الإرهابي.
في الصدد قال بيان مقتضب لقوات دفاع شبوة أن المحافظة تشهد ارتياحا شعبيا واسعا بعد إحكام السيطرة على المحافظة من قبل دفاع شبوة وقوات العمالقة.
وجددت القوات دعمها الكامل لمحافظ شبوة المعين من السلطة الشرعية المعترف بها لضمان تثبيت الأمن والاستقرار ومنع أي اختراقات للتنظيمات الإرهابية.