نقب الهجر ميفعة .. أسرار التاريخ وكنز الحضارات في مديرية ميفعة بحافظة شبوة.

عدن الحدث -صالح سويد باعوظة

عندما نتحدث عن آثار منطقة نقب الهجر التاريخية بمديرية ميفعة محافظة شبوة، فنحن نتناول تاريخاً سحيقاً يعود لتاريخ الاستيطان البشري في هذه المنطقة.. فلمنطقة نقب الهجر في الجانب الأثري أهمية كبيرة، فقد كانت ولا تزال مقصداً لكثير من الزائرين ، الذي يعتبر معلم أثري يرتبط بأمة من الأمم.. تعد نقب الهجر ميفعة- من اقدم مدن العرب الجنوبيون وجاء ذكرها في التوراة باسم اصبعون وترجح مصادر تاريخية ان الفراعنة من قبيلة عمليق يعود اصلهم الى هذه المدينة التاريخية من ارض اللبان والصمغ والمر والورس والعطور وعود الصندل . وكانت هذه المدينة هي أول عاصمة لمملكة حضرموت الكبرى التي اسسها ال يهبئر حمير عام 1300 ق.م وتعد امتداد لمملكة حمير الاولى او وريثة لها التي تأسست على أنقاض المعانيين في ظفار الشرق 3200 ق.م والتي كانت اخر عاصمة لها ريبون ومن هذه المدينة - اصبعون- يرجح مسود هذه السطور.. ومن خلال هذه الصور في التي التقطت في أقدم المدن التاريخية بنقب الهجر ميفعة التي تعتبر احد المدن التاريخية التي تحتوي على العديد من الآثار والشواهد التي تحكي عن وجود حضارة في هذه المنطقة. ففي منطقة " نقب الهجر " شرق مدينة ميفعة القديمة توجد الكثير من آثار مدن كاملة، حيث تظهر الأساسات للأبنية الحجرية القديمة وتظهر العديد من الآبار المحفورة بوسط الصخور، كما أن هذه المنطقة تكثر بها القبور المتفرقة والتي تختلف اتجاهاتها مما يؤكد أنها تعود إلى آلاف السنين. والغريب في الأمر أنه ورغم كثرة الشواهد الموجودة في هذه المناطق إلا أنها لم تحظ بزيارة واحدة من قبل الأثريين والمتخصصين على الإطلاق مما يجعلنا نخسر حقيقة الكشف عن تاريخ ربما هو حضارة بأكملها والصور التي تظهر هي عينة بسيطة جداً من هذه الشواهد والتي نتمنى أن تجد المتخصصين للتنقيب عن تاريخها العريق. يذكر ان منطقة نقب الهجر ميفعة تعد من أغنى مناطق اليمن الأثري والإنساني، وذلك لقدم الاستيطان بها حيث انتقلت الحضارة إليها من شمال الجزيرة العربية إلى جنوبها. ومن خلال الكتابات والنقوش والإنفاق والقبور والمباني الحجرية تدل على وجود الحضارة الإنسانية في منطقة نقب الهجر منذ آلاف السنين مما يعني أن الحضارة الإنسانية لهذه المنطقة قد بدأت من هنا وتدل الآثار على وجود حياة منظمة في هذه المنطقة التاريخية.