الرئيس الزُبيدي: القضية الجنوبية أصبحت رقماً صعباً وخياراتنا مفتوحة لمعالجة مختلف قضايا الجنوب

عدن | خاص
 
نظم المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، احتفالاً بالعاصمة المؤقتة عدن بمناسبة الذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي، والذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن.
وألقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، كلمة في الحفل، الذي حضره أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي وأعضاء من الجمعية الوطنية والأمانة والعامة لهيئة رئاسة المجلس وقيادات محلية وشخصيات اجتماعية ونخبوية وإعلاميون، أكد فيها على أن المجلس حقق انتصارات على مختلف الصعد جعلت من الجنوب وقضيته، رقماً صعباً على الساحة الدولية، وأن العالم بات يعترف بأن المجلس الانتقالي هو الحامل لقضية الجنوب.
وقال الزُبيدي، إنه انطلاقاً من استشعار المجلس الانتقالي الجنوبي وإيمانه بحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، فإننا نؤكد بأننا لن نألو جهداً عن الانتصار لكل الآمال والتضحيات وكل الدماء الطاهرة التي سالت في ميادين البطولة والفداء للوصول إلى الغاية المنشودة بالاستقلال وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة، وهي المسؤولية النضالية والكفاحية التاريخية للمجلس الانتقالي الجنوبي”.
وأوضح، أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذ تأسيسه، بذل كل الجهود الهادفة لوضع القضية الجنوبية في مسارها السياسي الصحيح، من خلال الجهد والكفاح والنضال، وهندسة العمل السياسي والدبلوماسي، واستطاع أن يعمل بقوة وثبات وبرؤية ناضجة وواضحة، وحقق نجاحات كبيرة، نقلت القضية الجنوبية، إلى مستويات متقدمة وجعلتها رقماً صعباً في المحافل الدولية، من الصعب تجاوزها أو القفز عليها.
وأصاف :”على الصعيد التنظيمي عمل المجلس على استكمال بنيته التنظيمية وتشكيل هيئاته المختلفة المركزية والمحلية، وبات حضوره فاعلاً في كافة مدن ومناطق الجنوب، وفي العديد من الدول المؤثرة في صناعة القرار الإقليمي والدولي”.
وأما سياسياً أشار الزبيدي، إلى أن ‘المجلس نجح في فتح كل الأبواب التي ظلّت مُوصدة أمام قضية شعب الجنوب، وتمكن وخلال ثلاثة أعوام فقط، أن ينتزع اعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه، وها هو اليوم يقف شامخاً أكثر قوةً وتماسكاً”.
وحول المسار الأمني قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إن “نجاحات المجلس في المسار الأمني والعسكري، فيه من الشواهد الكثيرة أهمها الانتصار للمشـروع العربي والتصدي للمليشيات الحوثية الموالية لإيران، حيث برزت القوات المسلحة الجنوبية كقوة فاعلة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وعلى صعيد مكافحة التطرف والإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار حققنا بالتعاون مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة نجاحات مشهودة في كافة محافظات الجنوب”.
وأشار الزبيدي، إلى أن نهج المجلس الانتقالي الجنوبي تجسد “انطلاقاً من أسسه وأدبياته المعبر عنها في إعلان عدن التاريخي ورؤيته السياسية، المؤكدة على إن الجنوب لكل أبناءه وبكل أبناءه، على قاعدة التصالح والتسامح والشـراكة الوطنية، واعتماد مبدأ الحوار والحلول السلمية لإزالة التباينات وحل الإشكاليات، وتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي”،
وتابع: “ستظل أيادينا ممدودة للحوار مع كافة أبناء الجنوب، ونجدد الدعوة اليوم لكل الجنوبيين إلى توحيد الصف الجنوبي وتنظيم جهوده، وحشد كافة الإمكانيات والقدرات لحماية شعبنا وتأمين مكتسباته وتحقيق تطلعاته”.
وقال، إن “ما نمر به اليوم من تحديات، وحرب شعواء تشنها القوى المأزومة ومراكز النفوذ العميقة التي دأبت على العبث والفساد وتكريس سياسات العقاب الجماعي بحق شعبنا، إنما يأتي لإدراك تلك القوى اقتراب نهايتها التي لا مفر منها، وهذا يُملي علينا أن نواصل مسيرة العمل بوتيرة عالية، وأن نضاعف جهودنا، لرفع معاناة شعبنا وإنهاء نفوذ الواهمين بإخضاعنا وابتزازنا واستغلالهم للوضع البائس التي صنعته تداخلات سياسية متشابكة، والتي وإن تجلت بأسوأ صورها فلن تستطيع تجاوز إرادة شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة”.
ودعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، “حكومة المناصفة للعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن والإيفاء بوعودها وأداء مهامها في تحسين الخدمات وصرف المرتبات ومعالجة الاختلالات ومكافحة الفساد، وتخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشـي على المواطنبن وممارسة سلطاتها لإلزام كافة المؤسسات الإيرادية في جميع المحافظات بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي في عدن”.
وطالب الزبيدي، الحكومة، باطلاع الرأي العام عن ماهية القوى التي تمارس العقاب الجماعي بحق الشعب، وأن تضطلع بدورها في مواجهة المتنفذين وتجار الحروب.
وأضاف: “للصبر حدود أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وأن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم، كما نؤكد مرةً أخرى بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب بما يتوائم والمتغيرات المحيطة ويحمي أمن ومصالح دول المنطقة والعالم”.
وحول اتفاق الرياض، قال الزبيدي إنه “مثل الإقرار الإقليمي والدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب لا زالت تعمل على تعطيله وتحاول إفراغه من محتواه، ولهذا ندعو الأطراف الراعية للاتفاق إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية”.
وفي مقدمة بنود اتفاق الرياض أوضح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، “تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج المليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين”.
وأكد الزبيدي، على الموقف الثابت والراسخ للمجلس الانتقالي الثابت وشراكته الفاعلة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في التصدي لميليشيات الحوثيين الموالية لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب، وحماية المصالح الإقليمية والدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب.
وفيما بارك كافة المساعي الجارية لإنهاء الحرب والشـروع في عملية سياسية شاملة، جدد بأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لراية السلام، ساعياً لإيقاف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني، داعماً لكل المبادرات الأممية والإقليمية، حريصاً على إنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام، غير أن المجلس ” لن يقبل بأية تسويات أو حلول تتجاوز القضية الجنوبية، خلافاً لإرادة وتطلعات الشعب الجنوبي”.
واختتم الزبيدي كلمته بالقول: “ثقوا بأن التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا ستكلل بالانتصار، وأننا ماضون بقوة وثبات نحو تحقيق هدف شعبنا المتمثل باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، وأننا قادمون على مرحلة واعدة بتحقيق انتصارات سياسية واقتصادية لانتشال الأوضاع الراهنة، مستمدين عزيمتنا من إرادة شعبنا وعدالة قضيته، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال”.