في ذكرى وفاة أبي ...

بقلم : نجله الشيخ / أحمد سعيد أحمد العمودي
في مثل هذا اليوم 7/7 من العام 2008م فقدت قلب من المستحيل نسيانه، رحل فكان رحيله أكثر الأشياء ألماً .. 
في مثل هذا اليوم كانت الدنيا سواداً ونزلت ألاحزان على قلوبنا
 أنا .. اخوتي .. الأحباب .. الأصحاب .. لحظات حُبست لها الانفاس وخَفقت لها القلوب وتَدفقت فيها المشاعر واستعاد شريط الذكريات لحظاته عن أبي الحنون الذي رحل عن هذه الدنيا وودعها .. 
فاجعة عجزتْ أمامها الكلمات أن تصف ألم و فراق وإشتياق .. عجزت الكلمات أن تواسي قلباً أثقلته الجراح في ذلك اليوم الذي طبع التاريخ ألماً و حسرة لم أطيقها ولازالت إلى اليوم أثار ذلك الكَي الذي كواه الفراق والإشتياق لقلوبنا .. 
اليوم ذكرى ألم ذكرى وفاة فقيدي وتاج رأسي والدي الحبيب الشيخ / سعيد بن أحمد العمودي (رحمه الله) مضت سنوات وكان اليوم كما كان بالامس باقياً بالمه ومواجعة واشتياقنا لرؤية فقيداً بكت عليه الدار واستوحش الطريق وارتسمت الأحزان على اوراق الشجر ..
رحلت ياوالدي بجسدك عنا ولكنك بقيت فينا مازرعته من اخلاق ومعادن الرجال بقيت فينت روحك التي تلهمنا وتشد علي ايادينا حتى نستطيع أن نواصل المسير ..
كم هي قاسيه هذه الحياه وهي تختطف الأعزاء ..
كم هي موجعة تلك الأشياء التي لم نعد نراها في جوارنا .. ابتسامتة .. كلماتة .. 
ااااه ياقلبي الذي ابكته كلمة ابي كلما سمعتها تذكرتك فيها وفقداني لها ..
كلمة (أبي) لها معنى ذا طابع ملموس ويملؤه معنى حساس لا يحسّ به الا من فقد والده كيف تقدر حياة الانسان بدون والده ؟؟؟ 
انها مصيبة لا يحتملها الوجدان فالصبر منك يا ذا الجلال والإكــرام كلمات موجّه بدموع الصمت إلى ذكرى رحيل جسد أبي الحبيب ..
لانعترض علي مشيئة الله ولكنه الحزن الذي يتسلل الي دواخلنا بدون استئذان سنوات مضت تحمل في طياتها حزن رحيلك ياابي الغالي مرت ثواني ودقائق وايام وشهور في هذه الأعوام وياليتها لم تمر!!! 
أتتنا أعياد فلم نستشعر فرحها وافراح لم نسعد بجمعها .. رحل عنا ذلك الاحساس الذي لم نعد نستشعره برحيلك ..
باقية هي الذكرى في قلوبنا الا وهي ذكراك التي لن تتغير قِيمها فينا لا بزمان ولا مكان ..
مرت السنوات على رحيل أبي ولازلت اتذكر تلك الرجفة التي هزت قاع قلبي حين سمعت الخبر  لا ألم يضاهي ألم الفقد، فكيف اذا كان المفقود والدي ..
لقد اشتقت إليه ..
بكل ماتحمله الكلمة من اشتياق ..
بكل ماتعنية من حروف مجتمعه بكل ماتستشعرة الاحاسيس المكتئبة ..
سنوات تمر ولم يخمد ذلك البركان الذي ثار عند رحيلة .. سنوات وكأنها قرن عشت فيها وحيدا بلااياك .. سنوات من الاشتياق لم ينبت الدمع منها الا شوك الحنين والحسرات ..
رحم الله ... 
أول هزائمي وأعظم خسائري في هذه الحياة .. 
أبي الغالي ..
جسدك رحل وتركت في قلبي لوعة وفي العين دمعة لم تمحوها الايام والزمن ..
أبي الغالي .. 
ستبقى ذكرى جميلة معنا وباقي في قلوبنا دائماً وابداً .. 
في ذكرى وفاة أبي ‏أيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مر عليها الدهر وأن الحزن على الراحلين لايموت ..
اللهم أرحم أبي الغالي وأغفر له وأجمعني به في جنتك يالله فان الشوق اتعبني .. 
اللهم أرحم أبي بعظيم إفتقادي  اللهم آنس وحشته اللهم لا تطفىء نورا منك في قبره اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم تجاوز عن سيئاته وارفع من درجاته وألهمهُ رد سؤاله واغسله بالماء والثلج والبرد واجعلهُ في مقعدِ صدقٍ مع الأبرار في الفردوس الأعلى في جنات النَّـعيم وارزقنا من بعده الصَّـبرَ والسلوان واجعلنا خيرَ أبناءٍ لخيرِ أب ولا تفتنا من بعده وألهمنا الثبات على الطريق كما ألهمته وأجمعنا معه في جنان الخلد اللهم إرحمهُ وارحم امواتنا واموات المسلمين اجمعين اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعفوا عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم آمين يارب العالمين .. 
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا ..
يارب إن قصرت على أبي بالدعاء فأنت ربه الذي لا ينساه .. 
اللهم اهديه من الجنة مايسعد عيناه .. 
اللهم أرحم أبي رحمةً تسع الدنيا ومن عليها ...
رحمة الله تغشاك يا أبي.