عربي دولي
إندبندنت: مئات آلاف الحسابات الوهمية أنشئت لتجميل صورة ترامب
كشفت صحيفة The Independent البريطانية أن جهة ما أنشأت خلال الأشهر الـ11 الماضية، حسابات آلية مزيفة على موقع تويتر -ربما تصل إلى مئات الآلاف- لكيل المديح للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يستعد لخوض الانتخابات المقبلة في 2024، بحسب تقرير للصحيفة، الإثنين 6 مارس/آذار 2023. بجانب نشر كلمات العشق في حب الرئيس السابق، سخرت هذه الحسابات الزائفة أيضاً من نقاد ترامب في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وشنت هجوماً ضد نيكي هيلي، محافظة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سابقاً، التي تنافس رئيسها السابق على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي في عام 2024. وأوضحت الصحيفة أن هذه البوتات تهاجم أيضاً بشدةٍ رون دي سانتيس، وتقول إنه لم يستطع هزيمة ترامب، لكنه سيكوِّن فريقاً رئاسياً رائعاً مع ترامب. التلاعب على شبكة الإنترنت وبينما تحتشد الكتلة التصويتية للحزب الجمهوري استعداداً لانتخابات 2024، فإن هذا الشخص الذي أنشأ تلك الشبكة من البوتات يسعى للتلاعب بمستويات القبول، باستخدام تقنيات التلاعب على شبكة الإنترنت، التي كان الكرملين أول من استغلها للتأثير على الحديث الدائر على المنصة الرقمية حول المرشحين الرئاسيين المحتملين، مستغلاً في الوقت ذاته الخوارزميات الخاصة بموقع تويتر لتعزيز الوصول إلى هذا المحتوى. الصحيفة قالت إن الكشف عن شبكة البوتات المنتشرة هذه جاء عن طريق باحثين لدى شركة Cyabra الإسرائيلية للتقنية، التي شاركت ما توصلت إليه مع وكالة أسوشيتيد، مشيرة إلى أن هوية القائمين على هذه الشبكة من الحسابات الزائفة لا تزال مجهولة، لكن محللي الشركة توصلوا إلى أنها أُنشئت على الأرجح داخل الولايات المتحدة. في السياق، قال جيولز جروس، المهندس لدى شركة Cyabra الذي كان أول من اكتشف الشبكة: "يقول أحد الحسابات: (بايدن يحاول الاستيلاء على أسلحتنا. ترامب كان الأفضل. وسيقول آخر: أحداث 6 يناير/كانون الثاني كانت كذبة وترامب بريء).."، مشيراً إلى أنه "لأجل الديمقراطية" بات عليه أن يكشف أن "هذه الأصوات ليست لأشخاص حقيقيين". 3 شبكات من مئات آلاف الحسابات تتكون الشبكة الجديدة المؤيدة لترامب في واقع الأمر من ثلاث شبكات مختلفة من حسابات تويتر، أُنشئت جميعها بدفعات ضخمة في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2022. وإجمالاً، يعتقد الباحثون أن مئات الآلاف من الحسابات يُحتمل تورطها. تضع جميع الحسابات صوراً شخصية لأصحابها المزعومين، إضافة إلى الاسم أيضاً، بينما بعض هذه الحسابات تنشر محتوى خاصاً بها، يكون في الغالب ردوداً على مستخدمين حقيقيين، بينما تعيد حسابات أخرى منها نشر محتوى من مستخدمين حقيقيين، مما يساعد في تضخيمها. وكتب أحد هذه الحسابات: "ماكونيل…خائن!"، رداً على مقال منشور في منصة محافظة حول زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أحد الجمهوريين الذين ينتقدون ترامب، والذين تستهدفهم هذه الشبكة. وعندما فحص باحثو شركة Cyabra المنشورات السلبية حول نقاد ترامب تحديداً، وجدوا مستويات عالية من الزيف، فعلى سبيل المثال، كانت ثلاثة أرباع المنشورات السلبية حول هيلي تعود إلى حسابات وهمية. كذلك ساعدت الشبكة في نشر المطالبة بانضمام دي سانتيس إلى ترامب بوصفه نائب الرئيس في حملة ترامب الرئاسية، وهو مآل سوف يخدم ترامب للغاية ويسمح له بتجنب تنافس مرير محتمل إذا خاض دي سانتيس غمار السباق الانتخابي. حملة دعم "وهمية" وشاركت حسابات هذه الشبكة نفسها محتوىً إيجابياً على نحو "غامر" حول ترامب، وأسهمت في رسم صورة عامة وهمية حول دعمه على شبكة الإنترنت، وذلك وفقاً لباحثي شركة Cyabra. فيما قال باحثو الشركة: "يجري التلاعب بفهمنا لماهية المشاعر الجمهورية السائدة لانتخابات 2024، عن طريق انتشار البوتات على الإنترنت". بحسب صحيفة "إندبندنت"، قد تصبح البوتات قريباً أكثر مراوغة بفضل التطورات التي تُحرَز على صعيد الذكاء الاصطناعي. إذ تقول كاتي هرباث، الزميلة الباحثة لدى مؤسسة Bipartisan Policy Center الفكرية ومديرة السياسة العامة السابقة لدى فيسبوك، إن برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة تستطيع إنشاء صور شخصية لحسابات ومنشورات واقعية، ونشر فيديوهات بتكنولوجيا التزييف العميق، مما يُحتمل أن يشكل تحدياً أمام المستخدمين والمنصات على السواء بطرقٍ جديدة. وأوضحت كاتي: "تحسنت المنصات كثيراً على صعيد التصدي للبوتات منذ 2016. لكن الأنواع التي بدأنا نراها الآن، مع وجود الذكاء الاصطناعي، يمكنها خلق شخصيات وهمية. وإنشاء فيديوهات مزيفة".