تقارير

الوعي الشعبي سلاح الجنوب الأول في مواجهة المؤامرات

(عدن الحدث) مريم بارحمة :

في أرضٍ لم تعرف الانكسار، حيث تشرق الشمس من شواطئ عدن إلى سفوح حضرموت، ويهدر صوت الحرية من جبال الضالع إلى وديان شبوة وأبين، ينهض شعب الجنوب كل يوم بإرادة لا تُقهر، ووعي لا يُشترى، رافعًا راية الدفاع عن الوطن في وجه أعتى المؤامرات وأشد الحملات. لم تكن البنادق وحدها من تحرس الجنوب، بل كان الوعي الشعبي الجنوبي، ذلك السلاح الخفي الجلي، هو الحصن الأول والدرع المنيع في مواجهة كل محاولات النيل من قضية شعب الجنوب.


-وعي متجذر في ذاكرة الأرض

ليس وعي الجنوب وليد اللحظة، ولا هو نتاج حملة إعلامية أو ظرف سياسي عابر، بل هو وعي متجذر في ذاكرة الأرض والإنسان. هذا الوعي تشكل عبر سنوات من النضال والتجارب والخذلان والانبعاث، ليكون اليوم سلاحًا متقدًا لا يصدأ، وأداة فاعلة في مقاومة الخداع والتضليل والهيمنة. إنه الوعي الذي دفع الجماهير إلى الميادين، وهتف في حضرموت والمهرة وسقطرى وأبين: "نحن الجنوب.. ولن نكون إلا جنوبًا."


-أدوات الاحتلال وصخرة الوعي الشعبي

سعت قوى الاحتلال اليمني، بوسائلها المتعددة وأذرعها الإعلامية والسياسية والعسكرية، إلى اختراق جدار الجنوب الصلب. فاستخدمت سلاح التضليل، وتفننت في بث الشائعات، وأطلقت جحافل الأقلام المأجورة لبث الفُرقة والتشكيك في كل ما هو جنوبي. لكنها سرعان ما اصطدمت بصخرة الوعي الشعبي الجنوبي الذي لم تنطلِ عليه الأكاذيب، ولم يخدع بالبريق الكاذب لحلول وهمية وشعارات مستهلكة. إن حملات التحريض التي تستهدف القيادة الجنوبية، وعمليات تشويه صورة القوات المسلحة الجنوبية، ومحاولات إرباك المشهد الجنوبي عبر خلق أزمات مصطنعة، كانت وما زالت تُقابل بوعي جمعي جنوبي لا يُساوِم على الحقيقة، ولا يُفرّط في مكتسباته الوطنية.


-المجلس الانتقالي حارس الوعي الشعبي

برز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي كمؤسسة وطنية تحمل مشروعًا استراتيجيًا واضح المعالم، يعزز الوعي الشعبي الجنوبي، ويرتكز على الشراكة مع الجماهير في بناء جنوب جديد. فمنذ تأسيسه، آمن المجلس أن المعركة ليست فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في معركة الوعي والذاكرة والهوية.
وعبر خطاب سياسي مسؤول، وتحركات ميدانية واعية، ومواقف صلبة في المحافل الداخلية والخارجية، استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون صوت شعب الجنوب الحقيقي، ورافعًا لهمومه وتطلعاته، ليشكل جسرًا بين القيادة والقاعدة الشعبية، في علاقة متبادلة تحكمها الثقة والاحترام والهدف المشترك.
 

-القوات المسلحة الجنوبية حماة الأرض والعقل

وفي قلب هذه المعادلة يقف رجال القوات المسلحة الجنوبية، ليسوا فقط كحماة للتراب والسيادة، بل كرسلٍ للوعي والالتزام والانضباط. فهم من صمدوا في جبهات القتال ضد الإرهاب والميليشيات الحوثية والأجندات الإخوانية، وهم من حموا المؤسسات والمواطنين، وهم من رفضوا الانجرار إلى الفوضى والارتزاق، ووقفوا كحائط صد أمام مشاريع التخريب، فباتوا قدوة في العطاء والانتماء.
لم تكن المعركة يومًا سهلة، ولم تكن بالرصاص وحده، بل كانت بالكلمة الواعية، والموقف الصحيح، والمعلومة الصادقة، وهو ما حرصت عليه القوات المسلحة الجنوبية في كل تعاملاتها مع المواطنين، لتكون مؤسسة وعي ومصدر ثقة.


-الإعلام الجنوبي منصات للوعي لا للتهييج

في زمن بات فيه الإعلام سلاحًا حادًا قد يقتل الحق أو ينصره، تميز الإعلام الجنوبي الوطني بمسؤوليته والتزامه، واختار أن يكون منصّة للوعي لا للتهييج، منبرًا للحقيقة لا للفتنة. لم ينجرّ الإعلام الجنوبي إلى مستنقع المهاترات، بل ظل ينقل الواقع كما هو، مدافعًا عن مشروعه الوطني الجنوبي، وكاشفًا لمؤامرات الأعداء، ورافضًا للاصطفاف مع الأقلام المشبوهة التي تُكتب في الظلام وتُباع على الأرصفة. بل إن كثيرًا من الحملات المغرضة التي استهدفت الجنوب كانت تُكشَف في لحظتها بفضل يقظة الإعلاميين الجنوبيين ووعي متابعيهم، ما جعل الإعلام المقاوم أحد أبرز أسلحة الجنوب في التصدي للأكاذيب.


-الجماهير الجنوبية درع الوعي الحي

من المهرة حتى رأس عمران، ينهض المواطن الجنوبي يوميًا بحسه الوطني، وعقله المتقد، وشعوره بالمسؤولية. لم ينتظر هذا الشعب من يُلقنه ما يقول أو يفعل، بل كان دائمًا المبادر، المُراقب، والراصد لكل المتغيرات. وحين اشتدت الحملات لتشويه قادته، خرج الشعب وقال كلمته في الساحات: "قيادتنا خطٌ أحمر.. والجنوب لأهله."
هذه الجماهير التي شاركت في الاحتجاجات، وساندت القوات الجنوبية، وتصدت للشائعات، لم تكن مجرد كتلة بشرية، بل كانت عقلًا جمعيًّا متوقدًا، يعكس عمق الوعي الذي يمتلكه الجنوبيون تجاه واقعهم ومصيرهم.


-التلاحم الشعبي في وجه المؤامرة

لقد شكّل التلاحم الشعبي الجنوبي حائطًا فولاذيًا أمام كل محاولات الاختراق. حيث تتكامل الأدوار بين القيادة والقواعد الشعبية، ويتعزز التضامن بين مختلف محافظات الجنوب، ويتصدى الجميع للعدو نفسه مهما تنكّر بوجوه متعددة.
فمحاولات تفتيت النسيج الجنوبي عبر اللعب على وتر المناطقية أو التناقضات القبلية والسياسية، باءت كلها بالفشل، لأن وعي شعب الجنوب سبق المؤامرة، ولأن ذاكرة الجنوب تحفظ جيدًا تجارب الماضي وتدرك مغزى كل محاولة.

 

-مواجهة المؤامرات استراتيجية وعي لا ردة فعل

ما يميز المشهد الجنوبي اليوم هو أن المواجهة مع المؤامرات لم تعد مجرد ردات فعل، بل باتت استراتيجية وعي متكاملة. فالتصدي للأكاذيب يتم عبر مبادرات مجتمعية وإعلامية ومؤسسية، والتعليم بالجنوب بات يزرع في الأجيال الجديدة قيم الانتماء والحرية، والمنظمات الجنوبية المدنية باتت تعكس وعيًا سياسيًا وثقافيًا متقدمًا.
والأهم أن كل ذلك يتم وفق رؤية واضحة المعالم، تعرف العدو جيدًا، وتفكك أدواته، وترد عليه بالحجة والمنطق والموقف الشعبي الصلب.


-التحديات القادمة ودور الوعي في المواجهة

لا شك أن الطريق إلى الاستقلال الكامل وبناء الدولة الجنوبية لن يكون مفروشًا بالورود، فالأعداء لن يستسلموا بسهولة، والمؤامرات مستمرة. لكن التحدي الأكبر لم يعد عسكريًا فقط، بل هو تحدي الحفاظ على هذا الوعي وتنميته وتوجيهه.
في ظل هذه المعركة المفتوحة، لا يمكن الركون إلى الانتصارات الماضية، بل يجب المضي قدمًا في تعميق الوعي الشعبي وتعزيزه. فالمعركة اليوم هي معركة بقاء وهوية وسيادة، ولن تُحسم إلا بشعب مدرك لطبيعة الصراع ومتيقظ لمحاولات الاختراق، ومتمسك بثوابته الوطنية مهما تغيرت الظروف.
وهنا يبرز الدور المستمر للمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية، في تعزيز مفاهيم الوطنية، ومجابهة التضليل، والتصدي لكل محاولات شراء الذمم أو تفخيخ الصفوف. كما أن على النخب الجنوبية من مثقفين، وإعلاميين، ومعلمين، ورجال دين، وناشطين مسؤولية كبرى في الميدان التوعوي، كي لا يُترك المواطن فريسة لحملات الإحباط والتشويه.


إن الجنوب، الذي قاوم طيلة عقود مشاريع الإقصاء والضم والإذلال، اليوم يواجه جولة جديدة من المؤامرات، لكن هذه المرة بسلاح أقوى من كل أسلحة الخصوم: الوعي الشعبي. هذا الوعي هو ضمانة المستقبل، وهو الحامي الحقيقي لكل مكتسبات الحاضر. ولن تنجح أي مؤامرة، مهما بدت ماكرة، طالما ظل الجنوبيون يقظين، متماسكين، موحدين خلف رايتهم وقيادتهم.
فليعلم كل من يتربص بهذا الشعب أن الجنوب لا يُغلب، وأن الوعي الجنوبي هو الجبهة التي لا تُكسر.
 

توجه سعودي لإثناء الشيخ بن حبريش عن إثارة التوترات في حضرموت


عاجل من وزارة الصناعة.. رئيس #الوزراء يشدد على التجار بضرورة خفض الأسعار ويطلب من المواطنين الإبلاغ عن المخالفات


لابورتا يحسم الجدل ويجيب حول مقارنة لامين جمال بميسي


حملة ميدانية لضبط الأسعار في أسواق المهرة تزامنًا مع تحسن العملة الوطنية