محليات وأخبار
محافظ حضرموت يكرّم الرائد التربوي الأستاذ أحمد سعيد باحبارة بدرع المحافظة وفاءً لمشواره في التنوير ويتسلّم أول نسخة من نتاج كتابه التوثيقي
▪️الاعلان عن توجيهات المحافظ بن ماضي باعتماد فعالية التكريم تقليد سنوي لرواد التعليم في حضرموت.
كرّمت السلطة المحلية بحضرموت، اليوم بالمكلا، الرائد التربوي الأستاذ أحمد سعيد باحبارة، تقديرًا وعرفانًا لجهوده الكبيرة في قطاع التعليم على مدى عقود.
وأهدى محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، خلال حفل أقامته السلطة المحلية اليوم بالمكلا بهذه المناسبة، درع المحافظة للأستاذ باحبارة، عرفانًا بجهوده ومشواره في قطاع التربية والتعليم ووفاءً لرواد التربية الذين أضاءوا دروب العلم والمعرفة في المحافظة.
وخلال الحفل الذي حضره الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ صالح عبود العمقي، ورواد التربية والتعليم بالمحافظة، نقل المحافظ تحيات القيادة السياسية للرعيل الأول من رواد التعليم ولأبناء حضرموت، مشيدًا بالدور الريادي للأستاذ باحبارة وزملائه من رواد التعليم الذين أفنوا حياتهم في خدمة التعليم بكل تفانٍ وإخلاص، متنقلين بين القرى والمدن رغم صعوبة العيش وغياب المواصلات، إيمانًا منهم بأهمية نشر العلم وتنوير المجتمع.
وأشار المحافظ إلى أن الأستاذ باحبارة بدأ مسيرته في عام 1959 كمعلم، وواجه هو وزملاؤه صعوبات كبيرة في التنقل ونشر العلم، إلا أنهم كانوا مشاعل نور أضاءوا دروب أبناء حضرموت بإخلاص وتفانٍ، إيمانًا منهم بأن بناء الإنسان هو أساس بناء المجتمع.
وقال المحافظ إن الأستاذ باحبارة تدرج في المناصب الإدارية، من معلم إلى مساعد مدير عام التربية والتعليم، ليثبت أن الإخلاص يفتح آفاقًا للنجاح، وقال إن عطاء الأستاذ باحبارة لم يتوقف بعد تقاعده في عام 1995، حيث واصل خدمة التعليم من خلال تأسيس "مجلس الرواد" الذي أصبح منتدى ثقافيًا وتربويًا.
وقال محافظ حضرموت "أشعر بالفخر والاعتزاز وانا أقف اليوم أمام رواد التعليم وأساتذته، حيث نجتمع في حضرة الوفاء لتؤكد حضرموت أنها لا تنسى عطاء روادها، ولنكرّم الانسان والأب والقدوة الأستاذ احمد سعيد باحبارة الذي خدم مجتمعه وغرس قيم العلم والأدب والأخلاق .. ان هذا التكريم ليس لشخصه فحسب، بل هو لكل معلم حمل أمانة التعليم وواجه التحديات .. ولأن الكبار لا يقفون عند العطاء فقط .. فقد امتدت مسيرته لتأليف كتاب توثيقي يمثل جسرًا يربط بين حياة المربي وتجربته في مسيرة التعليم وتوثيقه لتلك المراحل العظيمة التي تجسد قيم العطاء والاخلاص .. إن التربية والتعليم ليست وظيفة بل رسالة وحياة .. لذلك على المعلمين أن يمضوا بالعملية التعليمية ويكونوا على ثقة بأن السلطة المحلية إلى جانبهم، لتظل حضرموت رائدة في العلم والتعليم".
وفي ختام كلمته، أكد المحافظ أن ما قدمه الأستاذ باحبارة وزملاؤه يمثل قدوة ومصدر إلهام، مشددًا على التزام السلطة المحلية بدعم كل الجهود الرامية للارتقاء بقطاع التعليم من أجل مستقبل حضرموت المشرق.
والقيت في الحفل كلمتين عن مكتب وزارة التربية والتعليم ألقاها مدير المكتب الأستاذ أمين عبدالله باعباد، وعن تلاميذ الرائد التربوي باحبارة القاها الدكتور سالم عوض رموضة، استعراضا خلالها مسيرة عطاء التربوي الأستاذ أحمد باحبارة في مدارس المحافظة، وجهوده مع الرعيل الأول في الارتقاء بالعملية التعليمية وتفعيل الانشطة اللاصفية، مشيرين إلى نماذج من حُرمة ووقتر وهيبة المعلمين في ذلك الزمن، معربين عن شكرهم لسيادة محافظ حضرموت لتكريمه قامة تربوية سامقة، واهتمامه برواد التعليم الذين ساهموا في مسيرة التعليم في حضرموت، ونذروا حياتهم للعلم والتربية وتركوا بصمات واضحة في مسيره التعليم، وحملوا رسالة العلم بكل اخلاص منذ خمسينيات القرن الماضي وكانوا قدوة في الانضباط والعطاء والتفاني.
وأعلن مدير مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت عن صدور توجيهات سيادة محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي باعتماد هذا حفل التكريم الوفائي كتقليد سنوي وذلك وفاءً لرواد التعليم مشاعل العلم الذين صنعوا الفارق في حياة مجتمعهم ورسخوا قيم الوفاء في ذاكرة التربية والتعليم.
والقى الرائد التربوي الأستاذ أحمد سعيد باحبارة كلمة في الحفل القاها نيابة عنه نجله "نبيل"، استعرض خلالها مسيرته في خدمة التعليم التي تجاوزت الـ 60 عامًا مع كوكبة مضيئة من رواد التعليم حملت على عاتقها رسالة العلم العظيمة، معربًا عن سعادته وشكره لهذه اللفتة الكريمة من سيادة المحافظ الاستاذ مبخوت بن ماضي بمنح رواد التعليم هذا التشريف برعايته وحضوره، متطرقًا إلى فصول إنتاجه التوثيقي "كتاب أيامي" الذي يستعرض بين صفحاته نتاج جهد السنين وما رافقها من نبل ومواقف وتضحية وإيثار وتواضع كانت تلك من أبرز ملامح ذلك العصر ومن سمات رواده.
وشهد الحفل إشهار الكتاب التوثيقي "أيامي" الذي ألفه الأستاذ أحمد سعيد باحبارة، ويستعرض فيه مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من 60 عامًا في حقل التربية والتعليم وما تلاها من نشاطات تربوية تطوعية، ويتضمن مذكرات تربوية قيّمة من واقع التعليم الحديث في حضرموت.
وأهدى الأستاذ باحبارة النسخة الأولى من كتابه إلى محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي، تقديرًا وعرفانًا لدعمه المستمر للكوادر الرائدة في قطاع التعليم ومختلف القطاعات.
وأكد المحافظ بأنه تشرّف بتسلم أول نسخة من كتاب الأستاذ باحبارة القيّم "أيامي"، الذي وصفه بأنه كنز تربوي حقيقي، موضحًا أن الكتاب يوثق لمسيرة 35 عامًا في حقل التربية والتعليم، ويسلط الضوء على نهضة التعليم الحديث في حضرموت وجهود رواده العظام، بالإضافة إلى العلاقات التاريخية مع الأشقاء في السودان ودور المعلمين السودانيين في التنوير في تلك الحقبة.
كما أهدى التربوي باحبارة درعًا تقديريًا لمحافظ حضرموت عرفانًا بدعمه لقطاع التعليم والاهتمام بالرواد والتنمية في التنوير المعرفي والعلمي، كما أهدى دروعًا تقديرية للمساهمين في إنتاج الكتاب.
وتشمل محتويات الكتابذكريات ومواقف تربوية، حيث يزخر بمجموعة من الوثائق التربوية التي توثق مراحل حياة المؤلف الدراسية والمهنية، والمواقف التربوية التي عاشها كمعلم وإداري، بما في ذلك فترة خدمته في إدارة المعارف بالسلطنة القعيطية، ويتطرق الكتاب إلى مبادرة الأستاذ باحبارة بعد تقاعده، حيث أسس "مجلس الرواد" في منزله، وهو منتدى تربوي يجتمع فيه رجالات التربية والتعليم والمهتمون بشكل دوري.
ويستعرض الكتاب التفاعل المثمر مع مجموعة من المعلمين السودانيين الذين قدموا إلى حضرموت بناءً على اتفاقيات مع الجانب الحكومي السوداني، ويتناول العلاقات التربوية التي ربطت السودان بحضرموت.
ويقدم الكتاب خلاصة تجربة الأستاذ باحبارة وخبرته في العمل التربوي، حيث شهد المراحل الأولى لنهضة التعليم الحديث في حضرموت، وجهوده في الارتقاء بمستوى التعليم وإدخال الأنشطة الرياضية واللاصفية.
ويتكون الكتاب من ستة أبواب، تشمل فصولًا بعنوان "أيامي التربوية في حقل التربية والتعليم"، "التربويون الرواد الذين عاصرهم المؤلف"، "هؤلاء علموني"، بالإضافة إلى لقاءات صحفية وألبوم صور وشهادات تكريمية.
ويقع الكتاب في 300 صفحة من الحجم المتوسط، ويعد مرجعًا قيمًا يوثق لتاريخ التعليم في حضرموت.
وتم في الحفل عرض فيلم وثائقي لمسيرة رائد التعليم الأستاذ احمد باحبارة تضمنت صُورًا ومعلومات لمسيرة التعليم الحديث وجهود رواده، وألقيت قصيدة شعرية ثمنت عطاء الرائد التربوي باحبارة.
ولد الأستاذ أحمد سعيد باحبارة في غيل باوزير عام 1939، وتخرج من دار المعلمين بالغيل عام 1959، بدأ مسيرته كمعلم في نفس العام، ثم تدرج في المناصب الإدارية حتى عُيّن مساعدًا لمدير عام التربية والتعليم بمحافظة حضرموت لشؤون الإحصاء والتخطيط في عام 1990، وتقاعد عن العمل عام 1995.
كما شارك في المؤتمر الأول للتعليم بعدن عام 1974، وانتخب رئيسًا لمجلس الآباء في عدة مدارس، وحصل على العديد من شهادات التقدير على مستوى الجمهورية والمحافظة. وظل بعد تقاعده يحرص على حضور الفعاليات التربوية والمجتمعية، ويعد من أبرز رواد التعليم الذين أثروا مسيرة التربية والتعليم في حضرموت.
حضر حفل التكريم، مستشار وزير التربية والتعليم الدكتور صالح عرم، ونائب رئيس جامعة حضرموت الدكتور سالم العوبثاني، وقيادات القطاع التربوي، وأعضاء المكتب التنفيذي بالمحافظة، والتربويون والاكاديميون، وأبناء وأسرة المُحتفى به الأستاذ أحمد سعيد باحبارة.