حوارات
رسائل من دون عنوان..!!
البدايات دائمًا لها بريقها الخاص، وما أجمل حديث البدايات، حين نختار الكلمات بعناية لنرسم بحروفها أجمل لوحة، نسرق من الوقت دقيقة في لحظة استِعذاب، لنبحر سويًا خارج حدود الصفحة، وفي جغرافيا خاصة داخل كل قلب يقرأ بحواسه، نكتب له لأن هناك مشاعر راقت لنا، فليس كل جملة نكتبها واقعًا نعيشه، بل هي مجرد لحظة استِعذاب...!!
لا شك أن الغد بيد الله، والله عند حسن ظن عبده به، فاعمل على مرضاته أولًا، وكل ما بعد ذلك سيأتي كما أراد، فلا تهتم بالنتائج كثيراً، ولا تتوقع دائمًا أن يعاملك الآخرون كما تعاملهم، ولا أن يكون أحدهم ملاكًا لمجرد اعتقادك بذلك، امشِ في طريقك كأنك تعيش على الأرض وحدك، ما دامت النية طيبة، فما أجمل العزيمة والإصرار حين تكون فينا.
تهاجر أسماك السلمون و تمشي عكس التيار بكل معاني التوكل، وبانتظرها الدببة في المياه الضحلة، فإن نجت منها وجدت الصيادين بانتظارها، ولكن رغم كل المخاطر والتحديات تصر على إكمال رحلتها بتحدٍ واضح يفوق حدود الخيال.
حقيقة نحن لا نفشل عندما نتعثر، بل نفشل عندما نقرر التوقف، كما يقول الإنجليز: *"لا تتوقف عندما تتعب، بل توقف عندما تنتهي..*
ثقتك بنفسك و بالآخرين هي كلمة السر ومفتاح النجاح دائماً، وتأكد أن القلق وعدم الثقة مثل الكرسي الهزاز، يحرك مكانك، لكنه لا ينقلك خطوة إلى الأمام؛ لذا في هذا العالم يجب أن تشكر حتى من خذلوك أو عاملوك بأقل مما تستحق، فكل أولئك سيكون لهم الدور الأكبر في بناء قصورك وقلاعك الذهبية بطريقة غير مباشرة ..!!
اليوم الجديد لا يعني بالضرورة شروق الشمس، فهناك أشياء كثيرة لا تشرق فينا إلا حين نتجاوز غروب الأمس، وكن على يقين أن كل شيء يسير لصالحك مهما بدا سلبيًا، فالله يدبّر الأمور بحكمة تتخطى فهمك. أحيانًا تأتي دلائل النجاح كالمطر، نهرب منه بلا مظلة، ونرتمي في أحضانه بفرح، كأن الفرح يُمنح لنا بقدر ما ذقنا من تعب وألم..!!
وفي الجانب الآخر، نرى أن الأيام تعلّمنا ما لم تعلّمنا إياه المدرسة، فنقرأ على صفحاتها أبجدية البشر، ونكتشف أن بعضهم يُظهر عند الخلاف وجوهًا لم نعرفها من قبل، ومع ذلك، نتعلّم أن نتجاوز ونُسامح بقلب وفيّ، فكما أن في اللغة العربية أسماء ممنوعة من الصرف، فهناك وجوه ومواقف جميلة ممنوعة من النسيان.
لذلك، أقول لأولئك الذين يجيدون الاستماع في لحظة استِعذاب إلى أحاديث البُنّ وسط فنجان قهوة: القارئ الجيد أهم بكثير من الكاتب الجيد، فوجود حواسكم داخل مقالي هو الجمال الحقيقي، ويكفي أن تترك كلماتي امتدادًا لجمال البدايات، وعبورًا إلى ما بعد حدود النهايات حتى ولو كانت من دون عنوان.