اللواء بن بريك في ذكرى ثورة أكتوبر الـ62: الجنوب بين حلم الحرية ووجع الواقع

نشر اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت الأسبق، مقالًا سياسيًا هامًا على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، بعنوان: "ثورة الرابع عشر من أكتوبر الـ62.. الجنوب بين حلم الحرية ووجع الواقع"، تناول فيه الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء الجنوب في ظل الظروف الراهنة، داعيًا إلى مراجعة المسار الوطني والسياسي وتصحيح الأخطاء والعودة إلى جوهر القضية الجنوبية وأهدافها التحررية. وفي مقاله، استهل اللواء بن بريك حديثه باستحضار ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الشامخة، مؤكدًا أنها كانت محطة تاريخية صنعت مجد الجنوب وكرامة أبنائه. وقال إن هذه الثورة "جسّدت أسمى معاني التضحية والفداء، وكتب فيها أبناء الجنوب ملحمة النصر على أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث". وأضاف اللواء بن بريك في مقاله " لكن ما يؤلم اليوم هو أن الواقع الذي حلم به الشهداء والثوار لم يتحقق كما أرادوه، فالمواطن الجنوبي الذي انتظر ثمرة النضال والحرية يجد نفسه في دوامة من المعاناة والتردي، التي لا تليق بتاريخ التضحيات ولا بروح أكتوبر العظيمة." وأشار إلى أن الموظفين الجنوبيين بلغوا الشهر الرابع دون رواتب، فيما تعاني الأسر من ضيق العيش وانعدام الخدمات في وطنٍ يفيض بالخيرات، مشددًا على أن التحرر الحقيقي لا يكتمل برحيل المحتل فقط، بل يبدأ ببناء الإنسان الحر القادر على صون مكتسباته ومواجهة العابثين الذين يتسلقون على أكتاف الثورة باسمها. وأكد أن الشعب الجنوبي لم يعد يحتمل المزيد من الوعود المؤجلة ولا الخطابات المتكررة، داعيًا إلى ضرورة الإصغاء لصوت الشارع والتعامل مع آلام الناس بجدية لا بتخديرها. وقال إن مشروع الاستقلال يجب أن يُدار بعقل جماعي ناضج يضع الجنوب فوق كل اعتبار، ويؤمن بأن الكفاءة لا تُقصى والعقلانية لا تُعاقب. وفي ختام مقاله، ترحم اللواء أحمد بن بريك على أرواح شهداء الثورة الجنوبية، مجددًا العهد بالسير على دربهم، مؤكدًا أن الجنوب لا يُباع ولا يُشترى، وأن الجوع لا يُطفئ الكرامة، وأن الشعوب التي خلّدت أكتوبر قادرة على إعادة كتابة التاريخ من جديد. واختتم بن بريك مقاله بالقول: التحية لأرواح الشهداء الأبرار، والتحية لكل من ما زال على العهد، مهما عبث العابثون ومهما حاول الانتهازيون إطفاء النور، فالشمس لا تُحجب بغربال.