تقارير
الجنوب ينهض من جديد .. «نداء للكرامة والحرية في ساحة العروض»
في اللحظات التي تصنع فيها الشعوب مستقبلها، لا يكفي الانتظار ولا يجدي الصمت، وان الجنوب اليوم يقف أمام منعطف تاريخي يتطلب من كل صاحب موقف وضمير أن يكون جزءاً من لحظة الإصرار الجمعي، لحظة الدفاع عن الحق، والوقوف صفاً واحداً لاستعادة الدولة الجنوبية التي قدم أبناؤها أثمن التضحيات من أجلها.
إن ساحة العروض كانت دائماً المنبر الذي وُلدت فيه الإرادة الجنوبية، والشاهد الأول على أصوات الجماهير التي رفضت الظلم وأعلنت تمسكها بهويتها وحقها في تقرير مصيرها، واليوم تعود هذه الساحة لتُعيد النداء نفسه بإن الخروج إلى الاعتصام ليس مجرد فعل احتجاجي، بل هو رسالة سياسية واضحة بأن شعب الجنوب لا يزال حياً، واعياً، ومصمماً على انتزاع حقوقه الشرعية، وهو إعلان للعالم بأن إرادة الجماهير لا يمكن تجاهلها، وأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية ليس شعاراً عابراً، وإن الجنوب الذي قدّم قوافل الشهداء لن يقبل اليوم أن يعود إلى المربع الأول، ولن يسمح بتجاوز إرادته أو مصادرة حلمه في دولة مستقلة، آمنة، عادلة، وذات سيادة.
ولذلك فإن اللحظة تتطلب حضور كل حر، وكل صوت يؤمن بأن المستقبل يُبنى بالفعل لا بالانتظار؛ فلنحوّل ساحة العروض إلى لوحة شعبية من الإصرار والوعي يرسم من خلالها أبناء الجنوب ملامح مستقبلهم، فالتاريخ لا يكتب إلا بأقدام السائرين في الميادين وصوت الجماهير التي لا تخشى الموت في سبيل الحرية.