تقارير
فشل العليمي في انتزاع إدانة للانتقالي… والسفراء يرفضون التدخل في الشأن الداخلي
تلقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي صفعة سياسية ودبلوماسية مدوية خلال لقائه بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، بعدما فشل فشلاً ذريعاً في انتزاع أي موقف يدين المجلس الانتقالي الجنوبي أو يحمله مسؤولية الأحداث الأخيرة في حضرموت والمهرة.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة أن العليمي دخل الاجتماع محمّلاً بخطاب عدائي حاد، محاولاً تصوير تحركات القوات الجنوبية في وادي حضرموت والمهرة كـ"انقلاب" على الشرعية. لكن صدمته كانت قاسية عندما واجهه أحد السفراء قائلاً بحدة غير مسبوقة:"لقد فشلت في إدارة المجلس، وحولته إلى مجرد واجهة لقراراتك الفردية… مشكلتك ليست مع الانتقالي، بل مع التوافق الذي ترفضه."
وأكد السفير للعليمي أن القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قوات شرعية رسمية، تشكلت بقرارات جمهورية وتتبع وزارتي الدفاع والداخلية. كما أن نشرها في المحافظات الشرقية جاء وفق توجيهات واضحة من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الممثلين للجنوب.
وأشار إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن مهام رسمية لتأمين الطريق الدولي الذي يمثل شرياناً رئيسياً لتهريب الأسلحة للحوثيين والتنظيمات الإرهابية، وليس عملاً يستدعي لجوء العليمي إلى السفراء طلباً للإدانة.
وقالت المصادر إن السفراء أبلغوا العليمي بصراحة أن تفرده بالقرارات ومحاولته إدارة الشرعية بخطاب الإقصاء والمكايدة هو السبب المباشر وراء انفجار الخلافات داخل مجلس القيادة، وانهيار الثقة بين مكوناته.
وأكدوا له أن اتفاق نقل السلطة منحه رئاسة توافقية، لا حق الوصاية على شركائه، وأن محاولاته تسييس التحركات العسكرية الجنوبية وتحويلها إلى مادة للابتزاز السياسي لم تعد تخدع أحداً.
ووفقاً للمصادر، فقد نصح السفراء العليمي بشكل مباشر بترك المماحكات السياسية التي تُضعف الشرعية وتُربك الجبهة الداخلية أمام الحوثي، والعودة إلى الالتزام الصارم بمبدأ الشراكة في اتخاذ القرار كما نصت عليه مشاورات الرياض.
لكن العليمي و بحسب المصادر استمر في طرحه المتشنج، الأمر الذي دفع عدداً من السفراء إلى مغادرة الاجتماع قبل نهايته، في رسالة دبلوماسية قاسية تعكس حجم الاستياء من أدائه.
وأكدت المصادر أن ما جرى في الاجتماع شكّل أقسى توبيخ دولي يتلقاه العليمي منذ توليه رئاسة المجلس، ووضعه أمام حقيقة بات يدركها الجميع: أن الشرعية تتآكل بسبب تفرده بالسلطة، وأن محاولاته لاستعداء الانتقالي أصبحت معزولة ولا تجد آذاناً صاغية"