خذ الصورة من زاويتك…؟

ليست كل الصور تُقرأ من الإطار، فبعضها يُفهم من العمق، من التفاصيل الصغيرة، ومن الشعور الذي تتركه في القلب قبل العين، هذه الصورة لا تحكي عن فوزٍ فقط، ولا عن بطولة بدأت، بل تحكي عن كيان يعمل، ويتعب، ويحلم، و يصارع الظروف بصمت.

ففي لحظه وبعد أيام من الشك والترقّب، ومع جدل واسع حول إقامة البطولة ومكان تجمعها، انطلقت أخيرًا منافسات دوري الدرجة الثانية، بمشاركة نادينا وسط تحديات يعرفها الجميع، تحديات لم تكن فنية فقط، بل أبعد من ذلك بكثير ، واجهها الاتحاد بعمل كبير لا يظهر كاملًا في المدرجات ولا في العناوين ، عمل يبدأ من التخطيط، ويمر بالإدارة، ويصل إلى اللاعبين، ويستمد قوته من جماهير تؤمن أن الاتحاد أكثر من نتيجة مباراة.

من زاويتي، أرى في هذه الصورة رأسًا يقود، وأيادي تتكاتف، ولاعبين في دائرة واحدة كأنهم يقولون: “نحن هنا معًا، مهما كانت الصعوبات”. أرى جماهير خلفهم، ليست مجرد حضور، بل روح تدفع، وصوت يساند، وثقة لا تهتز. وأرى فوق كل ذلك شعارًا لا يُرفع للزينة، بل يُحمل كأمانة.

ما تحقق حتى اليوم من نتائج طيبة في هذه البطولة ليس صدفة، بل ثمرة عمل متواصل، وتعب إداري، وجهد فني، ومتابعة دقيقة لكل التفاصيل، في ظل شح الدعم وغياب الإمكانيات. ومع ذلك، هناك طموح لا يهدأ، ونظرة بعيدة لقائد يعرف كيف يوجّه البوصلة، حتى وإن اشتدت الأمواج.

الكمال لله وحده، وكل عمل بشري قابل للنقد والتطوير، لكن الإنصاف واجب. أحيانًا نحتاج أن نبتعد خطوة، ننظر للصورة كاملة، ونرى كم بُذل من جهد ليبقى هذا الكيان واقفًا، منافسًا، وحاضرًا باسم حضرموت.
من هنا، ومن هذه الزاوية، أكتب لا لأبرر، ولا لأجمّل، بل لأقول:
الاتحاد بحاجة لنا جميعًا… كلمة صادقة، موقف داعم، نظرة إيجابية، ووحدة صف.
فالبناء لا يكتمل إلا بالجميع، والتوفيق من الله إذا أخذنا بالأسباب واتحدنا خلف هذا الشعار.
خذ الصورة من زاويتك… قد ترى فيها أكثر مما تظن، و لنصل سويًا إلى كل الطموح، مع انطلاق دور الذهاب وما يحمله من تحديات وأحلام قادمة.