أهم الأحداث اليوم

سقط أبو محسن فأبى محسن إلا أن يكون أول من يحتضنه..قصة جمعت البطولة والمأساة

ابين / لودر / تقرير / سعيد النخعي

قصة جمعت البطولة والمأساة معا بطولة الأب ، وحسرة الفتى ابن الأثنى عشر ربيعا . قصة تحكي حياة شعب يقدم التضحيات ولايدر ماهو الثمن الذي يقابلها ؟ وطابور طويل من الأيتام والأرامل ظنت عليهم الحياة بكل ماهو جميل فيها ، وجادت عليهم بأحزانها ومأسيها . احتضنت الغلام الصغير محسن معزيا ومواسايا إياه في استشهاد والده ، وحاولت أن اتصنع العزيمة حتى لا أبكي أمامه ، فأراني الفتى ماهو العزم والحزم على حقيقته ، ليقابل بها عزيمتي المصطنعة . عظم الله أجرك ياولدي ، وأسأل الله أن يتقبل والدك في الشهداء ، استجمعت كل قواي حتى اكمل هذه العبارة ؛ وانعقد لساني ، رد الغلام الصغير سنا ، الكبير عزيمة وشكيمة ، الحمد لله ياعم سعيد ، الحمد لله ، ثم استرسل منطلقا في الحديث يروي لي تفاصيل مقتل والده ، بينما أنا منبهر من رباطة جأش الغلام ، وهو يروي لي تفاصيل القصة ، ويصور لي مشاهدها ، قاطعته من روى لك القصة ؟ فأجابني : أنا شاهدت الحادثة بعيني ياعم سعيد ، أنا كنت راكبا معه فانزلني وقال اركب في السيارة التي خلفي ، حاولت أقناعه بالبقاء معه فنهرني انزل في السيارة التي خلفي ، نزلت من سيارته ؛ وركبت السيارة التي خلفه مباشرة ، انطلق والدي ؛ وانطلقنا خلفه ؛ حتى وصلنا منعطفا فإذا بالسيارة التي كان يقودها والدي تنفجر ، صحت أبي ، أبي ، هرعت إلى المكان فوجدت والدي مرميا على جانب الطريق والشظايا قد نهشت جسده … إجابات تتوالى سريعة ، لم يستوعب السائل إلا عناوينها ، أما مضامينها فقد كانت تذهب إلى أغور عقلي البعيدة ولا تعود لأنها لم تجد إجابات لها ! ربما لضعفي وخوري ! وربما لانبهاري برباطة جأش الغلام ! وربما تغير منطق الحياة ، ومفاهيمها المتقررة عندي ، وربما اصبحت قناعاتي من الماضي ومنطقي في محاكمة الأشياء قديما ، فأصبحت أنا وما أحمله من مفاهيم خارج الزمان والمكان كالمتاع الزائد الذي لا حاجة له ! قاطعته لحظه ، لحظة ، يا ابني ، سؤال أنته ايش وداك الجبهة ، فأجبني إجابة مقتضبة بلهجته البدوية السريعة ، ياعم سعيد أنا رحت عنده من شأن جيب امراتب باطلع لمبيت راشن . ( رحت عند بوي باجيب امراتب من شأن طلع لمبيت راشن ) سطر فك رموز وطلاسم إجابات محسن السابقة التي عجزت عن فك رموزها ، وعجز منطقي عن تحليلها ، وعجزت أحاسيس عن التعاطي معها . ذهب أبو محسن بعد أن صال وجال في كل الجبهات ، سائق مدرعة ، اشترك في كل جبهات عدن ، كان أحد أفراد الدفعة الأولى التي تدربت في إرتيريا ، واشترك في حرب تحرير عدن منذ بدايتها ، واصل المسير حتى وصل أخر رقعة تقف فيها الحرب منطقة العمري ، سقط هناك ليلتحق باثنين من أخوته قتلا قبله ، وبسقوطه أنتهى الجيل الأولى من الأسرة سريعا ، ثلاثة أخوة في الأربعين ربيعا ، ليستلم الرأية خلفهم الجيل الثاني الذي لايتجاوز عمر أكبرهم أثنى عشر عاما ، عزل من كل شيئ ، سوى من همم وهموم كبيرة ينحتون بأظافرهم الصخر من أجل البقاء ، وعزيمة يبحثون بها بين أكوام المأسي علهم يجدون فرصة للحياة . قصة البطل أحمد السيد ، وابنه الغلام تجسد حياة شعب بأكمله ، يموت أبطاله لأهداف لاتزال مجهولة ، رغم قناعة هؤلاء الأبطال أنهم يقاتلون من أجل الدين والأرض ، ألآف الأطفال الذين فقدوا أباءهم في يمن ينضب فيه حنان الأبوة يوم بعد يوم لتكتسي مساحاته – شمالا وجنوبا – بالسواد ، يمن تراجع فيه كل شيئ إلا طوابير الأيتام والأرامل فهي في إزدياد . سعيد النخعي عدن 10 / سبتمبر / 2017 م

عاجل قوات دفاع شبوة تضبط كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر متجه الى العاصمة عدن


دول عربية تصدر بيانات بعد سقوط طائرة مصرية ومقتل طاقمها


محافظ المهرة يترأس اجتماعاً استثنائياً لمناقشة أزمة الكهرباء في المحافظة ويقر عدد من المعالجات


مناقشة علاقة مكتب الخارجية بشبوة بالقطاعات الحكومية المعنية بخدماته .