محليات وأخبار
الطفل التهامي عطا من بائع للفل الى مقاتل حوثي
تواصل ميليشيات الحوثي انتهاكها لكل المواثيق الدولية والإنسانية؛ من خلال زجها الأطفال اليمنيين في أتون الحروب، وفي حين تجتهد الحكومة اليمينية وبمساعدة التحالف العربي في إعادة تأهيل الأطفال المجندين، ومعالجة أوضاعهم؛ لدمجهم في المجتمع، فإن الميليشيات الانقلابية تقوم بموازاة ذلك بانتزاع الأطفال من مدارسهم، ومن أحضان أسرهم؛ لنشرهم على الجبهات؛ ليتعرضوا للقتل في المعارك. لم يكن قد تجاوز ال14 من العمر؛ لكنه تحول إلى مجرد رقم في سجل مكتظ بضحايا التجنيد القسري للأطفال، الذي تنفرد باقترافه ميليشيات الحوثيين. «حسن عطا» طفل تهامي يبلغ من العمر (14 عاماً)، وامتهن منذ عامين بيع عقود الفل ونبتة الكاذي العطرية للزوار الوافدين إلى كورنيش الحديدة؛ حيث اعتاد أن يوزع بضاعته وابتساماته البريئة على زبائنه؛ ليعود قبل غروب الشمس إلى منزل أسرته المتواضع والكائن في حي «الربصة»، قبيل أن يختفي فجأة ليظهر بعد ستة أسابيع في منطقة «بيت الفقيه»، إحدى مديريات المحافظة الساحلية متأبطاً بندقية كلاشينكوف، ومحشوراً بين أطفال في مثل سنه في الصندوق الخلفي لدورية عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي تجوب شوارع المديرية الصاخبة. وفي مطلع شهر نوفمبر المنصرم، أرسلت الميليشيات حسن عطا ضمن مجموعة من الأطفال المجندين إلى تخوم مديرية «الخوخة»؛ للمشاركة في القتال ضد قوات الجيش الوطني، التي دشنت عملية عسكرية منظمة؛ لاستعادة السيطرة على المديرية الساحلية، قبيل أن تنهار صفوف مقاتلي الميليشيات، وتتمكن قوات الشرعية من تحرير الخوخة؛ ليعاود الطفل التهامي الاختفاء مجدداً دون أن يظهر مرة أخرى منذ ذلك الوقت. وبحسب الناشط الاجتماعي في عاصمة محافظة الحديدة عبد الباري سالم الجماعي، فإن الميليشيات لجأت إلى طريقتين لحشد مقاتلين جدد من أبناء الحديدة ومديريات تهامة، تتمثل الأولى في استغلال الفقر المدقع للكثير من الأسر ودفعها من خلال أساليب الترغيب والترهيب إلى الدفع بمجندين للالتحاق بصفوف الميليشيات، فيما تتمثل الطريقة الثانية لحشد المقاتلين في اختطاف الأطفال وإخضاعهم لدورات تدريبية في استخدام السلاح، ومن ثم الدفع بهم إلى جبهات القتال.