تقارير
الحركة الحوثية المسلحة تخطف أحمد بن مبارك مدير مكتب رئيس اليمن لمنع الانقلاب على اتفاق الشراكة
صنعاء/وكالات
خطفت الحركة الحوثية المسلحة مدير مكتب الرئاسة اليمنية أحمد بن مبارك، حسبما قالت الحركة في بيان رسمي.
وهددت باتخاذ "مزيد من الاجراءات الخاصة."
واستنكرت الولايات المتحدة خطف بن مبارك، وطالبت بإطلاق سراحه فورا.
اعتبر المصدر الرئاسي العملية "إعلان حرب على الدستور الجديد للبلاد"، واتهم ما وصفها بقوى معيقة للعملية السياسية والمبادرة الخليجية.ومبارك هو أيضا الأمين العام للحوار الوطني المكلف بمناقشة عملية الانتقال السياسي.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد رشحه رئيسا للوزراء العام الماضي غير أن الحوثيين اعترضوا عليه.
وتمت عملية الاختطاف أثناء اجتماع لرئيس الجمهورية مع أعضاء الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار ولجنة صياغة الدستور خصص لتسليم الهيئة الوطنية مسودة الدستور الجديد للبلاد، حسبما قال المصدر الرئاسي.
ويقول مقربون من بن مبارك إنه كان يشكو منذ أسابيع من حملة تشنها وسائل اعلام تابعة للحوثيين والرئيس السابق (صالح) تتهمه بممارسة ضغوط على لجنة صياغة الدستور لفرض مادة دستورية تقضي بتقسيم الدولة الاتحادية المقبلة إداريا الى ستة أقاليم وهو ما يرفضه الحوثيون.
وأضاف أن "أربعة من أعضاء الهيئة الوطنية وهم من أبرز أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح انسحبوا من اجتماع مع رئيس الجمهورية ولجنة صياغة الدستور بهدف إعاقة الدستور الجديد للبلاد".
وقال إن الأعضاء الأربعة هم فايقه السيد وحسين حازب وشرف القليصي وبلقيس الحضراني.
وجاءت العملية بعد تفجير كلية الشرطة الأسبوع الماضي تزامنا مع موعد تسليم مسودة الدستور للرئيس اليمني.
واعتبر المصدر الرئاسي الاختطاف والتفجير يأتيان ضمن أعمال تستهدف "إفشال إقرار الدستور."
وقالت السفارة الأمريكية في صنعاء إن "تكتيكات الترهيب لا مكان لها في المجتمعات الديمقراطية والمتحضرة، كما أن محاولات إسكات الأصوات اليمنية التي تتحدث نيابةً عن البلد لن تمنع تقدم اليمن نحو السلم والاستقرار".
وقد اختطف بن مبارك صباح السبت في منطقة حداء، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال اللواء محمد الأحمدي، رئيس جهاز الأمن الوطني اليمني، في تصريحات صحفية إن "المفاوضات جارية سعيا لإطلاق سراح" بن مبارك.
وقالت الحركة الحوثية إن خطف بن مبارك "خطوة اضطرارية من قبل لجانها الشعبية لقطع الطريق على محاولة الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة."
وكان الاتفاق قد أُبرم في شهر سبتمبر أيلول الماضي بوساطة جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
وحذر بيان الحوثيين من أنهم سوف يتخذون "سلسلة إجراءات خاصة"، وطالبوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأن "يدرك حساسية الوضع حتى لا يكون مظلة لقوى الفساد والإجرام."
"حملة إعلامية"
وكان مصدر بالرئاسة اليمنية قد قال لبي بي سي إن الخاطفين "معارضون لدستور البلاد الجديد."ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول بأمانة الحوار اليمني قوله إن "مجموعة مسلحة أقامت نقطة تفتيش في منطقة حداء" بمحافظة زمار جنوب العاصمة اليمنية واعتقلت أحمد بن مبارك ورفاقه".
وأضافت "تحديات اليمن هي سياسية في طبيعتها، ولن تُحل تلك التحديات إلا عبر الحوار السلمي بين أوساط قياداته ومواطنيه."
وعبر البيان عن اعتقاد واشنطن بأن خاطفي بن مبارك "يقفون في سبيل ذلك، ويعرقلون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني." ، ووصف البيان الخاطفين بأنهم "لا يمثلون اليمن، كما أن أفعالهم تظهر أنهم لا يعملون لمصلحة بلدهم."
"آذان صماء"
وجاء خطف بن مبارك بعد يوم من إعلان أحد مستشارين رئاسيين اثنين من الحوثيين استقالته، شاكيا من "تجاهل مشورته."
وقال صالح الصماد على صفحته على فيسبوك الجمعة "لقد فعلت كل ما بوسعي في الشهور الأخيرة لمحاولة تحقيق مصالحة بين الحوثيين والرئاسة والحكومة."
وأضاف "حاولت تقديم النصيحة للرئيس والحكومة بشأن الحاجة إلى تطمين المتمردين باتخاذ إجراءات على الأرض لبناء الثقة في أن هناك محاولة جادة لبناء دولة ومكافحة الفساد وانهاء الاحتكار السياسي ... غير أن نصيحتي لقيت أذنا صماء."
وكان الحوثيون قد أطلقوا يوم الاثنين الماضي مسؤولا استخباراتيا رفيع المستوى كانوا قد احتجزوه، لأكثر من أسبوعين، من منزله في العاصمة صنعاء.
ونُقل عن مسؤول أمني يمني قوله إنه تم إطلاق سراح اللواء يحي المراني، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية بعد وساطة سلطنة عمان.