محليات وأخبار
إعلان رئاسي لتجاوز الخلاف مع “الانتقالي”
أكد رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، على “أهمية تنفيذ اتفاق الرياض”، وشدد على أن ذلك سيصب في “مصلحة اليمن”، وسيؤدي إلى “توحيد جهود الجميع وصولاً لتحقيق الهدف الوطني المشترك في بناء الدولة الاتحادية العادلة، وهزيمة مشروع إيران في اليمن والمنطقة”. وقال الرئيس هادي، في الاجتماع الذي عقده، الأحد، بهيئة مستشاريه، في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، بحضور نائبه، الفريق الركن علي محسن الأحمر: “لا مكان مطلقاً للتجربة الإيرانية في اليمن، ولن يقبلها أبناء الشعب مطلقاً”. وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية الرسمية (سبأ)، فقد قال الرئيس هادي: “إن لقاءنا اليوم يأتي ونحن على مشارف الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق الرياض، والذي كنا ولا زلنا ننظر إليه كمنطلق أساسي لمرحلة لملمة الأمور واستعادة الدولة وتوحيد الجهود وإنهاء انقلاب الحوثي، حيث بذلنا، ولازلنا، كل جهودنا لتنفيذ الاتفاق حرفياً، وتعاطينا بكل إيجابية مع بنوده في هذا الصدد”. وأضاف: “لقد كلفت رئيس الوزراء بعقد مشاورات مع الأحزاب والمكونات السياسية من أجل الوصول لوضع تصور لتشكيل الحكومة، مع التركيز على تقييم المرحلة السابقة، واستحضار التحديات والصعوبات، ووضع تصور لأولويات الحكومة، والتركيز على تقسيم عادل للحقائب الوزارية، والأهم تقديم الكفاءات النوعية”. وتابع: “إن الوضع الذي يمر فيه اليمن صعب، والمرحلة حرجة، ونحتاج أن نتعاطى بمسؤولية كبيرة لتجاوز التحديات، ونحن في حالة حرب مع عدونا الوحيد وهو مليشيات الحوثي الإيرانية، علينا أن نعزز تماسك القوى السياسية المناهضة للمشروع الحوثي والبعد عن أي مكايدات أو خصومات أو تناولات إعلامية، فالعدو اليوم يطور إمكانياته ووسائله في تدمير البلاد والعباد”. وإذ أشاد الرئيس هادي “بجهود المملكة العربية السعودية، التي ترعى اتفاق الرياض وآلية تسريعه”، أضاف: “نثق بجهودهم في إنجاحه وتدعيمه بحزمة اقتصادية لدعم استقرار العملة، ودعم الحكومة في مهامها الجديدة، وقدرتها على تلبية متطلبات الشعب اليمني”. وثمن الرئيس هادي “صمود وتضحيات حماة الوطن، وأبناء اليمن، قبائل وشيوخ وشباب وكهول، الذين سطروها في ملاحم بطولية مشرفة في مختلف خطوط التماس، ومحيياً جهود الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الدائم لليمن وعلى مختلف المستويات”. وأفادت وكالة “سبأ” أن الرئيس عقد الاجتماع مع هيئة مستشاريه، “للوقوف على جملة التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية بجوانبها المختلفة، ومنها ما يتصل بتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، بدعم ورعاية من المملكة العربية السعودية، والذي يعول عليه توحيد الجهود لمواجهة مشروع التمرد والانقلاب لمليشيا الحوثية الإيرانية”. وقالت الوكالة، إن الرئيس “وضع الجميع، خلال اللقاء، أمام المستجدات التي انبثقت عن لقاءاته ومشاوراته خلال الفترة المنصرمة، ومنها لقاؤه بالمبعوث الأممي مارتن غريفيت، وتأكيده الدائم على السلام المرتكز على تنفيذ القرارات الأممية، وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦”. وذكرت الوكالة، أن علي محسن الأحمر، قَدَّم، في الاجتماع، “تقريراً حول الموقف العام لمختلف الجبهات وخطوط التماس في عدد من الجبهات والمناطق، ومنها مأرب والجوف والبيضاء والضالع والساحل وغيرها، لافتاً إلى الانتصارات المحققة في تلك الجبهات”. وحسب الوكالة، فقد “عَبَّر مستشارو رئيس الجمهورية عن سرورهم بهذا اللقاء، الذي يأتي في إطار تبادل المشورة وتحمل المسؤولية المشتركة في هذه المرحلة والظرف الحساس من تاريخ اليمن”، وأشادوا “بالإيضاح الذي قدمه فخامة الرئيس، داعمين خطواته وجهوده في التعاطي مع مختلف القضايا والأزمات التي تشهدها البلد، والذي يعد العنصر الإيراني ومليشياته الحوثية العدو المشترك للجميع، والذي استهدف اليمن ونسيجه المجتمعي والإضرار باليمن والمنطقة والسلام بصورة عامة”. على صعيد متصل، قال مصدر سياسي مطلع لـ “الشارع”، إن ما قاله الرئيس هادي، في الاجتماع الذي عقده لهيئة مستشاريه، هو إعلان رسمي صريح أكد مضي الرئيس في تنفيذ اتفاق الرياض، بعد أشهر طويلة من الخلاف مع المجلس الانتقالي الجنوبي حول أيهما يتم أولاً؛ الإعلان عن تشكيل الحكومة، أو تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق. وأضاف المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه: “كلام الرئيس واضح، وتقول المعلومات إنه سيتم، خلال أيام، الإعلان عن تشكيل الحكومة. بالنسبة لتشكيل الحكومة، فهناك ملاحظات بسيطة يجري التفاوض حولها، لاستيعاب مطالب بعض المكونات السياسية، على رأسها حزب الإصلاح، الذي يقول إنه تم منحه وزارات هامشية. وأتوقع أن يتم الانتهاء من ذلك خلال أيام، رغم أن الإعلام التابع لحزب الإصلاح يدفع نحو إعاقة الإعلان عن تشكيل الحكومة، وعدم تنفيذ اتفاق الرياض”. وتابع: “تفيد المعلومات إنه سيتم الإعلان عن تشكيل الحكومة، وبعد أن التزمت السعودية أن تكون هي ضامناً لتنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، بعد تشكيل الحكومة”. واستطرد المصدر: “ما قاله الرئيس هادي يعد بمثابة إعلان رئاسي رسمي للمضي في تنفيذ اتفاق الرياض، وتجاوز الخلاف القائم مع المجلس الانتقالي الجنوبي حول تنفيذ هذا الاتفاق، وقد يجري ذلك بشكل جيد إذا لم يعمل حزب الإصلاح، وعلي محسن الأحمر، على إعاقة ذلك”. على صعيد متصل، عقد الرئيس هادي، صباح الأحد، اجتماعاً منفصلاً، مع رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، ونائبيه محمد الشدادي ومحسن باصرة. وفي الاجتماع، أكد الرئيس هادي على “أهمية توحيد الصف الوطني، والحفاظ على الثوابت الوطنية، والانتصار للوطن في مواجهة مشروع التمرد والانقلاب للمليشيات الحوثية الإيرانية، التي تواصل سفك الدماء وتدمير النسيج المجتمعي اليمني خدمة لأوهام الخرافة وتحقيق مشروع إيران في اليمن والمنطقة”. واستعرض الرئيس، في الاجتماع الذي حضره نائبه علي محسن الأحمر، “جملة من التطورات على الساحة الوطنية بجوانبها المختلفة، ومنها ما يتصل بخطوات تسريع اتفاق الرياض، لما من شأنه توحيد الجهود لمواجهة مشروع الحوثي الانقلابي”. وأفادت وكالة “سبأ”، أن الرئيس أكد، خلال الاجتماع، “على أهمية توحيد عمل مؤسسات الدولة لما يخدم المسار الوطني والثوابت التي أجمع عليها الشعب اليمني، ودعم جهود الحكومة وصولاً إلى تحقيق تطلعات شعبنا اليمني في تحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز التحديات الاقتصادية، والانتصار لقضايانا العادلة.. مثمناً دعم الأشقاء في دعم ومساندة اليمن في مختلف المواقف والظروف”. وفي السياق، استقبل الرئيس هادي، الأحد، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، الدكتور معين عبدالملك، وأكد دعمه “للجهود الرامية لتشكيل حكومة تلبي تطلعات اليمنيين، وتعمل بكفاءة لمواجهة الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه اليمنيون منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإيرانية على السلطة الشرعية والوطن بصورة عامة”. وقالت وكالة الأنباء الحكومية، إن الرئيس هادي استقبل رئيس الوزراء “لمناقشة مستجدات المشاورات لتشكيل الحكومة وفقاً لاتفاق الرياض”، وأكد “دعمه لجهود رئيس الوزراء في هذا الجانب”. وأوضحت، أن رئيس الوزراء “تطرق”، في اللقاء، “لنتائج المشاورات مع القوى السياسية لتسمية ممثليها في الحكومة، والتي سيكون إعلانها خطوة هامة للعمل على تخفيف معاناة اليمنيين وتحريك عجلة التنمية والاستقرار”.