محليات وأخبار
تنشر لأول مرة.. حقائق تضحد وقائع الفيلم المزيف عن أحداث تحرير ساحل حضرموت
كشف الإعلامي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي عبدالله العريبي حقائق تنشر لأول مرة عن خفايا سقوط مدينة المكلا بأيدي عصابات تنظيم القاعدة الارهابي والاحداث التي تلتها وصولًا إلى مرحلة تحرير الساحل الحضرمي , مسلطًا الأضواء على مجريات الأحداث والوقائع التي تغافلها الفيلم الوثائقي الذي تم أعداده بهذه المناسبة والتي حاول مخرجوه خنقها وطمسها – كما قال عبدالله العريبي – في روايته لما جرى من أحداث ووقائع في شهادة موثقة ننشرها كاملة :
تبدأ تلك الأحداث من تعرض حضرموت مطلع إبريل من العام 2015م لمؤامرة مخابراتية خبيثة، هدفها خلط الأوراق وتعقيدا المشهد اليمني نكاية بالتحالف العربي بالتزامن مع تدخله المباشر في الصراع اليمني والإعلان عن عاصفة الحزم... تمثلت المؤامرة التي أعطى الأمن القومي بصنعاء الإشارة والضوء الأخضر لتنفيذها، بإسقاط أو تسليم مدينة المكلا للجماعات الارهابية في مسرحية هزلية مكشوفة تمت في ليلة مظلمة، وجرى بعدها بساعات تسليم مختلف مناطق الساحل ومعسكراته والألوية العسكرية بعدتها وعتادها للتنظيم .. على أمل أن تكون المكلا البداية لهذا السيناريو .
حاول تنظيم القاعدة التمدد السريع في الجغرافيا الحضرمية والزحف نحو الهضبة وبالتحديد إلى حقول المسيلة وكأنه كان مطمئنا بأن الأمور ستسير على النحو الذي جرى في الساحل، ولكن حدث ما لم يكن في حسبانه..
حلف حضرموت ورئاسته كان المتصدر آنذاك للمشهد والمدافع الوحيد عن حضرموت، وقد كان الشيخ عمرو بن حبريش رئيس الحلف الذي حاول الفيلم تجاوزه والقفز على أدواره الوطنية وتصدره للمشهد والأحداث، منذ الهبة الشعبية وما تبعها وصولاً إلى ابريل 2015م، والتي لعب خلالها الدور الأكبر والأبرز وكان حضوره الطاغي على الساحة الحضرمية، في حين غابت الكثير من الوجوه من تلك التي ظهرت في الفيلم وأخرى لم نكن نسمع عنها في حضرموت ولم تلعب أي دور يذكر في كل الأحداث التي مرت بها حضرموت، وآخرين كانوا في صف المخطط الارهابي وعملوا على شرعنته والعمل إلى جانب قيادة تنظيم القاعدة ومن هؤلاء من أطلقوا على تلك العناصر الإرهابية تسمية أبناء حضرموت ..
في اليومين الذي جرى فيها رفع الستار عن مسرحية سقوط المكلا على أيدي التنظيم الارهابي، كان حلف قبائل حضرموت حاضرًا على الساحة، وقد حاول الحلف التحرك قدر المستطاع، واعطاء الشيخ عمرو بن حبريش توجيهاته السريعة لقوات الحلف في غيل بن يمين بالاستنفار والاستعداد، والتحرك صوب الساحل لإنقاذ الموقف ووقف مسرحية إسقاط المكلا والساحل.. وبالفعل تحركت قوات الحلف وهذا موثق ومحفوظ بالصور، ووصلت القوة إلى منطقة الريان والتحق بها مجاميع من شباب مديريات الساحل.. وكان ينقص قوة الحلف التسليح الجيد والنوعي، فتم التواصل من قبل قيادة قوة الحلف مع قيادة الجيش في اللواء 27 بالريان، وجرى عقد لقاء يومها بين ممثلين عن الحلف مع قيادة اللواء، وطلبوا ممثلو الحلف إمدادهم بالسلاح خصوصا الثقيل والمتوسط لتمكينهم من التقدم نحو المكلا وتحسباً لاندلاع اي مواجهات مع عناصر التنظيم الذين حصلوا على السلاح الثقيل والنوعي من المعسكرات التي استولوا عليها بمدينة المكلا.. ولكن قوبل طلبهم بالرفض من قيادة الجيش تحت ذرائع وحجج واهية، وطلبت قوات الجيش من قوة الحلف التقدم نحو المكلا، على أن يكون الجيش خلفهم ويقدم لهم الدعم والاسناد. فقبلت رئاسة الحلف العرض وطلبت من قوتها التقدم صوب المكلا لاستعادتها، وبالفعل وصلت قوات الحلف إلى مدينة بويش وفي طريقهم باتجاه المكلا تفاجأوا بنقض قيادة الجيش بتعهدها بإسناد قوة الحلف ولم يجدوا حتى طقم واحد أو عربة عسكرية خلفهم. !
أجرت قيادة قوة الحلف إتصالات بالشيخ عمرو واطلعته على الموقف وعدم التزام قوات الجيش بإسناد قوة الحلف، فاستشعر الشيخ بن حبريش المخطط الرامي إلى ضرب الحلف والإيقاع به في فخ الجماعات الارهابية.
فاعطى الشيخ عمرو ورئاسة الحلف الأوامر والتوجيهات السريعة لقوات الحلف بالانسحاب والتراجع إلى غيل بن يمين ومن ثم السيطرة على قطاع المسيلة والدفاع عن ما يمكن من الأراضي والمواقع من السقوط بأيدي التنظيم الارهابي.. وبالفعل انسحبت قوة الحلف وفي طريقها حصلت مناوشات مع قوات اللواء 27 في منطقة العيون، وأدت إلى اندلاع اشتباكات استشهد فيها أحد افراد الحلف ويدعي القرزي...
عادت قوة الحلف ادراجها إلى وادي نحب واسقطت في اليوم التالي معسكرات حماية الشركات النفطية في المسيلة، والتي كانت تعد العدة للانهيار وتدشين مسرحية السقوط والتسليم لمصلحة تنظيم القاعدة، ولكن الحلف هذه المرة الأقرب إليها، واستبق عامل الزمن، واعلن سيطرته الكاملة على قطاعات المسيلة ونشر قواته في أنحاء المنطقة، الأمر الذي منع التنظيم من التقدم نحو المسيلة واستحالة السيطرة عليها .
في هذه الرقعة الجغرافية التي بسط الحلف سيطرته عليها وفرض فيها الأمن وجعل منها القبلة الآمنه للفارين من العسكريين والمدنيين، من بطش وإجرام قوى الإرهاب في الساحل.. كما عمل الحلف على فتح المعسكرات في مناطق سيطرته لاستقبال وتدريب شباب حضرموت الذين شكل منهم الحلف في فترة قصيره قوة قتالية قادرة على تنفيذ مهام متنوعة، وكانت فيما بعد النواة الأولى للنخبة الحضرمية..
في تلك الفترة غابت قيادة الدولة وانهارت السلطة المحلية بالمحافظة، وكان الحلف الحاضر والممثل عنها، حيث تبنى مهمة الدفاع عن حضرموت والتواصل مع رئاسة الجمهورية وقيادة التحالف والمطالبة بدعم تشكيل وتأسيس قوات عسكرية من أبناء المحافظة وشرعنتها وترسيمها كقوة رسمية للدولة.. وهو ما تم الاستجابة له وتلبيته في لقاء احتضنته صحاري حضرموت وجمع رئيس الحلف مع وفدا من قوات التحالف العربي بقيادة الضابط الإماراتي ابو سيف، وتم خلال هذا اللقاء الذي كان الأول مع قوات التحالف، على التفاهم والتنسيق مع قيادة الحلف على تبني دولة الامارات مهمة دعم وتدريب قوات الحلف في المسيلة، وفتح معسكرات إضافية في وادي نحب بدعم اماراتي وإرسال دفعات من شباب حضرموت بإشراف قيادات الحلف إلى صحراء رماه، للتدريب والتأهيل وتلقي المعارف والعلوم العسكرية الكافية.. وهنا كانت ولادة وظهور قوات النخبة الحضرمية بزيها العسكري، وكان أيضاً البدايات الأولى التي سبقت عملية تحرير الساحل..
بعد تشكل عدة كتائب من قوات النخبة، تواصلت قيادة الحلف مع رئاسة الجمهورية، وطلبت تعيين قيادة عسكرية رسمية للقوات التي تم تدريبها، على أن تكون هذه القيادة اللبنة الأولى لقيادة المنطقة العسكرية الثانية، واستجاب الرئيس هادي سريعاً لطلب الحلف واصدر قرارا جمهوريا بتسمية قيادة المنطقة العسكرية الثانية وكانت جميعها من الاسماء الحضرمية.
عُين اللواء عبدالرحيم عتيق قائدا للمنطقة، وباشر عتيق مهامه سريعاً وتوجه نحو المسيلة، وعمل بدعم ومساعدة الحلف على قيادة القوة وفتح المزيد من المعسكرات لاستقطاب الأعداد المتزايدة من الشباب الحضرمي المتحمس للانضمام للنخبة والتواق لفجر الحرية والتحرير..
تواصلت عملية البناء للقوات المسلحة وتشييد المزيد من المعسكرات وكان الحلف المشرف والمرجعية للقيادة العسكرية الحضرمية، كما كان همزة الوصل مع قيادة التحالف ورئاسة الجمهورية , حتى جاء موعد التخطيط والاعداد لعملية التحرير، وللأمانة كان اللواء عتيق الحاضر في معظمها حتى قدر الله وأصيب بمرض عضال، لم يمكنه إكمال مشواره، فتولى أركان المنطقة الثانية آنذاك اللواء فرج البحسني ، مهمة إكمال ما بداه عتيق والعمل على قيادة القوة والتهيئة والاستعداد لعملية التحرير..
جرت الأمور على هذا النحو وتم تحديد ساعة الصفر والزحف نحو مدينة المكلا ومديريات الساحل لتحريرها من سيطرة قوى الشر والارهاب.
تحركت قوات النخبة من معسكراتها في المسيلة منتصف ليلة 23 إبريل، واحرزت في الساعات الأولى من انطلاق العملية تقدم كبير ووصلت إلى مشارف منطقة العيون، وهناك دارت معارك حامية الوطيس مع عناصر التنظيم الارهابي..
وحينها سطر الشيخ عمرو بن حبريش وقيادات الحلف موقفا بطوليا وشجاعا حينما فاجاءوا قيادة وأفراد النخبة بدخولهم الخط النار الأمامي وأسناد قوات النخبة، الأمر الذي رفع من معنويات وهمم هذه القوات وأسهم في انكسار شوكة عناصر القاعدة حتى تم دحرهم واحرزت النخبة النصر وحققت التحرير.. وقد وكان الشيخ عمرو على رأس أول الطلائع التي وصلت إلى منطقة الريان وبالتحديد إلى مطار الريان.. وهذا موثق بالصوت والصورة.. |شاهد الفيديو|
هذه هي الحقيقة وتفاصيلها التي تجاهلها الفيلم الوثائقي عن التحرير , وقفز عليها ومحاولة تزيف وتحريف الحقائق، في تصرف وسلوك مشين وساقط اخلاقياً ولا ينم إلا عن دناءة ونقص وحقد أعمى في نفوس أصحابه..
هذه الأحداث والوقائع التي كان يتوجب أن يحتويها الفيلم ويسردها بكل موضوعية وتجرد، حتى وإن كان أحد من معديه على خلاف مع هذا أو ذاك.. طالما وأن الفيلم يهدف إلى توثيق أحداث التحرير ويؤرخ فترة من التاريخ الحضرمي..