محليات وأخبار
مليونية المكلا..رسائل سياسية وسط معركة المفاوضات
ضربت محافظة حضرموت، مثالا حياً على ولائها للمجلس الانتقالي الجنوبي في المليونية التي احتضنتها ساحة الحرية، وسط مدينة المكلا عاصمة المحافظة. والتحقت حضرموت، بركب المحافظات الجنوبية الأخرى، المؤكدة سابقا على المصير المشترك ، ووحدة الكيان الذي يشد بعضهُ بعضا. وبعثت المحافظة، في التظاهرة المليونية التي حملت "شعار المجلس الإنتقالي يمثلنا واتفاق الرياض مطلبنا" رسائل سياسية جمة، ستؤخذ بعين الاعتبار على طاولة المفاوضات التي تحتضنها العاصمة السعودية الرياض بين وفد المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية.
مليونية المكلا.. والدلالات السياسية
انفردت حضرموت ، بحشود أهاليها الضخمة وإيصال رسالة سياسية لطالما كانت سباقة لإيصالها وهي تمثيل المجلس الانتقالي، للسواد الأعظم على غرار ما تعالت به بعض الأصوات المشككة في الآونة الاخيرة، التي تردد أسطوانة مشروخة مفادها أن حضرموت ليست في صف المجلس الانتقالي الجنوبي. وتضاف إلى باكورة الرسائل السياسية، التي حملتها المليونية تجديد الثقة المطلقة بوفد المجلس الإنتقالي المفاوض والذي يضم ابن محافظة حضرموت المناضل "علي الكثيري" وبرئاسة اللواء عيدورس قاسم الزبيدي. وبزغت ضمن زخم الرسائل السياسية، التي حملتها مليونية المكلا تجديد تمسك ابناء حضرموت بتنفيذ اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر من العام الماضي وتنفيذ شقيه السياسي والعسكري وهو الامر الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي منذ إعلانه للإدارة الذاتية. فيما لم تَغفل المليونية عن شجب التطاولات التي مست قوات النخبة الحضرمية، من قبل وزير الخارجية في الحكومة اليمنية، الذي وصفها بالمليشيات وهو نقيض ما هو معلن حول شرعية القوات التي شكلت بقرار رئاسي من الرئيس عبدربه منصور هادي إبان تحرير ساحل حضرموت في إبريل من العام 2016.
*بعد مليونية المكلا
.. هل ترضخ الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض* يرى محللون سياسيون ، أن تظاهرة المكلا يوم أمس تشكل ورقة ضغط أخرى على الحكومة الشرعية، وتضع المملكة العربية السعودية (الراعي الرسمي لاتفاق الرياض) أمام خيار الانصياع للإرادة الشعبية، في حضرموت والتي يمثلها المجلس الانتقالي الجنوبي. ويعتقد نقاد محليون، أن ما يتداول مؤخرا عن مستقبل المحافظة الأكثر ثروة والرافد الرئيسي للاقتصاد، هي محاولات لتحييد المحافظة عن المشهد العام وعن ما يجري في المحافظات المجاورة لها. ويؤكد الدكتور "علي الخلاقي" في مقابلة على قناة (الغد المشرق) أن هناك قوى تسعى لتفتيت حضرموت وطرح تقسيمها بشكل فعلي في المفاوضات التي تجري حاليا في الرياض، إلا أن الوعي التي امتلكته الجماهير حال دون المطامع الخارجية. *أصداء مليونية المكلا...* عجت مواقع التواصل الاجتماعي عقب المليونية الكبرى، التي شهدتها المكلا بموجات تغريدات متعددة اجتاحت منصتي (تويتر) و(فيس بوك) في الساعات الاولى. وتداول مغردون ونشطاء صورا للحشود الغفيرة التي شهدتها مدينة المكلا والقادمة من مختلف المديريات وطغت الصبغة السياسية على مختلف التغريدات التي تداولها النشطاء على وسم (#حضرموت_تجدد_العهد_للجنوب) الذي وصل لترند في منصة تويتر مع الساعات الأولى للتظاهرة. وقال المحلل السياسي أحمد الصالح، في تغريده له على صفحته الشخصية بتويتر إن حضرموت خيبت آمال الواهمين بالمشاريع المستوردة من الخارج، وأن لا مكان لمشاريعهم في المحافظة التي وصفها بقلب الجنوب النابض. فيما وصف نائب رئيس المجلس الانتقالي "هاني بن بريك" حشود حضرموت بالاستفتاء الأكبر في تاريخ المحافظة مؤكدا أن الجماهير خرجت رغما عن كل العوائق وشقت الصحراء ، لتجتمع في عاصمة الجنوب الثانية المكلا
. وعلى منصة (فيس بوك) نشر الناشط السياسي الدكتور عمر باجردانة، مدونة على حسابه الشخصي يقول فيها إن "حشود الانتقالي في المكلا هي تحدٍ لكل كيان أو حزب او إطار يدعي أنه يمثل حضرموت" مضيفا " لا يستطيع أي مكون أن يحشد مثل الحشود التي سيرها الإنتقالي مع الامكانيات المادية التي تمتلكها تلك المكونات والأحزاب".