عراقيل البحث العلمي عند العرب
حينما يكون وزير التعليم العالي والبحث العلمي في بلد عربي هو أخفض المنخفضات يكون الخفض والانحطاط هو سيد الممكنات! في معظم البلدان العربية يحتاج الباحث الراغب بالمشاركة بالمؤتمرات العلمية إلى جهود مضاعفة من الجهد والوقت والمراسلات والاجراءات والوعود والمتطلبات والانتظارات واستخراج التاشيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى ضعفي الوقت والجهد المبذول بكتابة الورقة البحثية التي تتحول الى جزئية هامشية! أقول ذلك من واقع خبرة شخصية وتجارب مريرة مع عدد من الجامعات العربية التي تعلن عن مؤتمراتها الدولية في شبكة ضياء العالمية للمؤتمرات العلمية، إذ يتجرع الباحث عذابات وإهانات لا حصر لها منذ أن يتورط بإرسال ملخص بحثه بالإيميل الى أن يصل الى أول منفذ لدخول البلد المقصود! هذا كان قبل (ثورات الربيع العربي) والحروب الطائفية والعواصفة المدمرة، أما اليوم بعد أن صار كل شيء في مهب العاصفة، فالأمر بات فوق احتمال الاحتمال ودون الباحثين العرب والمشاركة بالمؤتمرات العلمية خرط القتاد! هذا قيض من فيض!وما خفي كان أعظم. ولهذا السبب يبطل العجب في كون إنجاز العرب من العلم والمعرفة العلمية لازال تحت الصفر بأرقام كثيرة! واليكم مؤشر المعرفة والفجوة المعرفية بين العرب والعالم كما نشرها البارحة صديقنا الأكاديمي الناقد المثقف الدكتور سعيد الجريري المقيم بالمنفى بعد أن ضاقت به ديار العرب العاربة والمستعربة المسمم بالفساد والحروب والخوف والظلام والجريمة! انظروا اين نحن واين العالم في ظل الانحطاط المتسارع والتراجع المهول في حياة العرب اليوم، على نحو لم يشهد لها تاريخهم مثيل! ولا عزاء لأمة تفضل الحرب على السلام وتحتفي بالكذب والبهتان أكثر من الصدق والافعال ! مؤشر المعرفة العالمي 2017 "الفجوة المعرفية بين المنطقة العربية والعالم موجودة، ولكنها تتفاوت من دولة إلى أخرى، وتكمن أسبابها في عدم الإنفاق الكافي على المعرفة وعدم التوجيه الصحيح للموارد والاهتمام بالقطاعات المعنية بالمعرفة والتي تشمل التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد، والتي من المهم أن تتفاعل في ما بينها وأن تتعامل الدول معها كوحدة واحدة". حلّت سويسرا في المرتبة الأولى مسجلة 71.8 نقطة من أصل 100 في المؤشر العام للمعرفة، تليها كل من سنغافورة (69.5) وفنلندا (68.5) والسويد (68.3) وهولندا (68) والولايات المتحدة (67.2) ولوكسومبورغ (66.2) والمملكة المتحدة (65.6) والدنمارك (65.2) والنرويج (64.3). يشمل المؤشر - بحسب مدير مشروع المعرفة - في إصداره الأول 131 دولة، أتى اختيارها بناءً على مدى توفّر بيانات موثوقة وذات مصداقية لها على مستوى المتغيّرات الأساسية. ويطمح المشروع بأن يكون أداة عملية تدعم صانعي القرار والمعنيّين في اتخاذ قرارات مطلعة في مجالات التنمية القائمة على المعرفة؛ وبأن يشمل مستقبلاً جميع دول العالم". الإمارات تصدرت الدول العربية في المؤشر بالمرتبة 25، فيما كانت الدولة الأخيرة 131 في مؤشر المعرفة هي (الجمهورية اليمنية) التي عبث بها التافهون والمتواطئون مع التافهين، ومن يصرون على إعادة إنتاج التفاهة بمؤشرات عالمية!