الفندم_داخل

#الفندم_داخل عبارة ازداد سماعها في الأونة الأخيرة حتى أصبحت سمجة وذات معنئ لايدل سوى على العبط واللامبالاة وعدم إحترام الذات قبل الغير . فرحنا وهللنا وكبرنا لحالة الإنتشار الأمني الكثيف الذي تشهده مدينة عتق هذه الأيام ..وبالرغم من أنه يوجد لدينا بعض التحفظ حول عسكرة الحياة المدنية وتحويل المدن الى ثكنات أمنية وعسكرية إلا اننا اصبحنا نتقبل الوضع الحاصل كضرورة حتمية اقتضتها الحاجة ، ولكن مالن نتقبله ولن نستصيغه هو حجم التصرفات الرعناء واللا مسؤولة بل وربما يصل بنا الحال الى أن نطلق عليها التصرفات الطائشة والصبيانة التي تصدر من بعض أفراد وضباط الاجهزة الأمنية العسكرية بكافة تشيكلاتها الثلاثة( الجيش - الأمن - النخبة) على حد سواء..ولكن بنسب متفاوتة بينهم جميعاً من يشاهد جملة التصرفات العبثية أثناء قيام أفراد الأجهزة الامنية عامة بقيادة السيارات والأطقم الأمنية سيشاهد حجم الإستهتار بإرواح الناس والعبث بإموال الشعب والدولة.. إلى هنا وقلنا ماعليش ....هذي دولة ولازم الدولة تعمل هنجمة وشخيط ونخيط بالأطقم في كل شارع وزقاق وزغط عشان تشحط المواطنين وتخليهم يعرفون ان الوضع قد تغيّر . ولكن مالم يخطر على بالي يوماً هي الحادثة التي سأذكرها لكم آنفاً.. حدثني صديق ثقة وهو شاب خلوق وجامعي من شباب شبوة الذين تفتخر بهم المحافظة..قال لي أنه ذات يوم أراد أن يدخل أحد صوالين الحلاقة في مدينة عتق ..فتفاجأ أن الصالون قد تم تطويقه بعدد من الأطقم العسكرية وحولها الأفراد المدججين بشتى أنواع الأسلحة مابين متوسطة وخفيفة .. يقول لي صديقي.. للوهلة الأولى ظننت أن صاحب صالون الحلاقة قد تم تقديم بلاغ ضده بتهمة كبيرة أو أن مطلوباً أمنياً من الدرجة الأولى يوجد داخل هذا الصالون !!! ولكن حينما اقتربت من باب الصالون واردت الدخول منعني ثلاثة من الجنود الذين كانوا على باب صالون الحلاقة . فلما سألتهم عن سبب المنع ..رد علي أحدهم بدم بارد *#الفندم_داخل*...قال فقلت خير ياطير وايش يسوي الفندم داخل .!؟؟ اجابني الجندي ..قلنا لك الفندم داخل!! ليش انت غبي وماتفهم.!! قال فقلت له ..ياأخي أنا مالي ومال فندمك اللي داخل ..ياابن الحلال انا بدخل صالون الحلاقة مش معكسر ..بحلق ذقنتي وبخرج بطلب الله وراي عمل.. قال فرد عليّ العسكري ..ياخي روح واطلب الله وخلي الفصاحة الزايدة !! قال زميلي : فلما رأيت انني أمام عقليات من العصر الحجري البائد ..رجعت وذهبت لصالون حلاقة آخر . للأمانة وأقولها بكل أسف أن هذه الحادثة أكاد أجزم أنها ليست الأولى وكذلك لن تكون الأخيرة ، وهذا يعود لعدم الشعور بالمسؤولية الأمنية تجاه حق المواطن والتعامل معه بمهنية - متى سيفهم من يرتدون البزة العسكرية أنهم إنما أتوا لحماية المواطن وليس للتسلط عليه وإرهابه . - متى سيدرك فنادمنا العظام ..وقادتنا الأشاوس ان هذه الاطقم والعتاد هي اموال دولة وأنها اعطيت لهم من أجل حماية المصالح العامة والممتلكات وليست من اجل حماية انفسهم بها. بصراحة ..اذا استمر الامر بهذه الصورة ، اتوقع انه قد يأتي المواطن الى احد المطاعم ليتناول وجبة الغداء فيتم منعه من دخول المطعم ، طبعاً بحجة ان *#الفندم_داخل* يؤسفني القول ..بإن هناك أعداداً ليست بالقليلة ممن يرتدون الزي العسكري ( الميري) يفتقرون الى التأهيل الكافي في طرق وأساليب التعامل مع المواطن والتفريق بين الشخص الواقف أمامهم ما اذا كان مطلوباً او مشبوهاً او شخصاً على امره مغلوباً . للاسف الشديد جنودنا الأشاوس لايفرقون بين كل هذه المعايير على الرغم من أنها تعتبر أبسط مقومات وأساسيات هذه المهنة الشريفة .. وإذا ما أستمر الأمر بهذه الصورة قد يضطر المواطن حينها الى القول .. *سلام الله على ......*

مقالات الكاتب