١٤ اكتوبر..وذكرى من نزوح ثوار ردفان إلى قريتنا.

حينما أستقل الجنوب في ١٩٦٧م مازلت طفل بعمر ثلاث سنوات تقريبا بحسب توثيق الماضي كانوا يؤرخون بعام كذا وكذا...ولكن ما نتذكره ..ان ثوار من قادة ثورة ١٤ اكتوبر من ردفان الثورة ومن قرية الذنبة وعلى راسهم المناضل سعيد صالح سالم والمناضل الزومحي والمناضل صالح عبدالحق والمناضلة نوبة وغيرهم يعذروني لعدم ذكر الأسماء، سكنوا عندنا في أسفل وادي ظبة دار العقلة بذراع الدور لأجدادنا الكرام من أبناء الشيخ مفتاح بن صالح بن شنظور. ترك جدي أحمد واولاد عمه مساكنهم لثوار ردفان من آل عامر أربعة اعوام وتقاسموا معهم حتى قطعة الخبز وأكرموهم بعد قصف بريطانيا لديارهم. وسكن غيرهم في مناطق أخرى في يافع العليا سلطنة يافع بني مالك ويهر وكلد ورصد محافظة أبين سلطنة يافع بني قاصد وفي غيرها من مناطق ألجبال في أبين والضالع والصبيحة وشبوة الخ.. بعد الاستقلال ظل المناضل سعيد صالح سالم الله يرحمه الثائر الوحيد الذي يتذكر العيش والملح ومواقف الرجال. فكان دائما يسأل عن القرى التي سكنوا بها وفتحت لهم ذراعيها لنصرة الثورة. أخر زيارة له بعد إعلان الوحدة ١٩٩٠م مر بالمنطقة ،فقالوا له ياعم سعيد. كيف ترآ الوحدة؟ فقال يا أولادي وأخواني.. تذكروا المثل الشعبي...لاتقولوا ياحماراة لما يطلع جبل القارة.! وفعلا صدق عمنا سعيد فقد تعب الحمار قبل طلوع القارة وأنسكر ظهره وظهر الشعب معه..! الشاهد من التذكير.. ان تلك الثورة ليست مجرد نزوة عابرة فقد ساهمت في خمد فتن كثيرة قبلية ووحدت الجنوب العربي الممزق ٢٣ سلطنة ومشيخة في كيان واحد.. وعيبوبها كثيرة لاشك بذلك.. منها أنها اقصت بعد انتصارها من ساهموا في صنعها واحتظنت بعض من زايدوا بالشعارات في آخر مراحلها كما لمسنا بعدها في نهاية السبعينات وسمعنا ممن عايشوا لحظاتها.. فنجح من رفع شعار..ثورة ثورة لا اصلاح حزب العامل والفلاح..واستئصال الامبرالية والرجعية. ونجح من زايدوا في المواقف المتشددة بعد انتصار الثورة ولم يكن لبعضهم موقف عند انطلاقها وكانت بعض من القيادات المحلية أكثر تهور من بعض القيادات المركزية في تصفية السلاطين والعلماء وطرد التجار.. والرغبة في الانفراد بالحكم للجبهة القومية ورفض باقي القوى الجنوبية.. وهذا يذكرنّا بما نحن فيه اليوم من تشابه في المواقف على الرغم من أننا لم نحقق دولة بعد...! فالرفض للعمل الجنوبي الموحد بين القوى التي تتفق في إقرار حق شعب الجنوب في تقرير مصيره مازال سائر مفعول كما حصل قبيل ١٩٦٧م.! ورحم الله المناضلة نوبة الردفانية قالت لوالدتي...شلي ولدش( طفلكِ) برجوله وآجعلي راسه منكوس للأرض عشان يخرج مناضل، الله يرحمها فألت علينا فأل ثوري ههه وكانها تستشعر المسيرة الطويلة في طريق النضال الجنوبي القادم...! تحية لثوار ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة ورحم الله من لم يسرف فهل نستفيد من تجاربهم؟ علي بن شنظور ...ابوخالد

مقالات الكاتب