علي بن راشد .. بئس الرجل ونعم القبيلة

نحن في شبوة نتكلم كثيرا عن الفساد وضرورة محاربته لكن المؤسف انه عندما يتصدى مدير أي إدارة للفساد وتتم اقالته. فبدلا من يقف الرأي العام مدافعا عن مصالح شبوة نجد البعض يستسلم للأمر الواقع بضرورة التسليم تنفيذا للقرار بدون مناقشة خلفياته ودوافعه وهذا يشجع بأن تظل إدارات المحافظة مرتع للفساد من أعلاها إلى ادناها، بل إن الارتجالية وضعف الثقة بالقرار وحقيقة خلفيات دوافعه تجعل الجهة التي تتخذه لا تجرؤ على تنفيذه بالأليات الإدارية المتبعة والمعروفة بل تتركه ليكون عامل مواجهة قبلية ..وهنا اطلب من القبائل أن تكون محايدة ازاء هذا النوع الخبيث من القرارات . ان من قواعد السيطرة العفاشية التي ظل أتباعه يحفظونها، أن من حق المسئول التسلط على من تحت سلطته. .ليس بما يمليه نظام المراتبية الوظيفي بل ليكونوا أدوات فساد له . ظهرت هذه المدرسة القبيحة بشكل سافر ومهين وبدون خجل في القرار الذي اتخذه علي بن راشد الحارثي محافظ شبوة باعفاء مدير الضرائب في محافظة شبوة .. ليس الاستهجان في الاعفاء فهذا حق مراتبي لكن ليس عشوائي او مزاجي ، الاستهجان عندما تكتشف خلفية القرار تكتشف مدى ركاكة اختيار الشرعية للقوي الأمين الذي تتطلبه المرحلة ونوع وطريقة اختيارها المسئولين عن إدارة هذه المرحلة الدقيقة . طرح الأخ رائد ضباب مدير مكتب الضرائب في شبوة على الاخ المحافظ تصوره لجباية الدخل الضريبي وضرورة توريده لحساب تحت إمرة السلطة المحلية عبر رأسها ثم تقوم بصرفه وفقا لما تقتضيه ضرورات سير العمل في المحافظة بشكل رسمي وشفاف . بدلا من شكره اعترض المحافظ ، أصر على بقاء إيرادات الضرائب على الطريقة القديمة التي تشبه وضع الماء في منخل ليحفظه، هل يحفظ المنخل الماء ؟ وبحكم التراتبية طلب منه مدير الضرائب أمرا مكتوبا ببقاء الحال هكذا ، فرفض سعادة المحافظ تطبيقا للمبدأ العفاشي بأن يكون الموظف الذي دونك مجرد معلقة فساد لك.. وأنت ملعقة فساد لمن فوقك وهكذا تستمر ملاعق الفساد من كل الجهات وتصب كلها في فم عفاش الكبير .. هكذا المدرسة العفاشية التي لم يفهم بن راشد سواها .. النظام وضعناه ليخدمنا لتسرق ونختلس به. بئس الرجل يابن راشد والله انك لم تكن سوءة للشرعية فالشرعية كلها سوءات بل صرت سوءة لقبيلة بلحارث التي اشتهر رجالها بالنزاهة والحكمة والشجاعة والامانة والكرم والاقدام فمازالت تدفع قرابين الدم يوميا ضد الغزاة .. كان أهل شبوة ينتظرون أن يأتي منها رجل في حجمها وحجم بطولتها يتحمل أمانة شبوة المثخنة بالفساد المالي والإداري فكنت بئس الرجل جئت من نعم القبي

مقالات الكاتب