المسجد لا يحمي من المساءلة

انا ضد القتل والاغتيال ، فتلك مهمة القضاء ينزلها على مستحقها ، لكن الكل معترف بأن هناك حرب على الإرهاب تدور في بلادنا ، وان هناك جهة هي المسؤولة عن محاربته سواء استلطف البعض هذه الجهة أو لم يستلطفها، والإرهاب ماجاءنا من أماكن المجون ولا من خشبات المسارح بل جاء من فكر متشدد لفهم الدين وان ماسوى هذا الفهم ليس دينا وأنه لابد من فرض مفهومهم للدين بالقوة والحرب والدم ، ولايختلف اثنان بان هذا الفكر ارتقى المنابر وجند الاتباع باسم الدين ومن خلال المنبر . إذا ضرب الإرهاب ضربة قوية في عدن أو غير عدن صرخت تلك الأبواق : أين الآمن ؟ أين جهات مكافحة الإرهاب ؟ ألم تمتلك استشعار لتفادي الضربة ؟ لماذا هذا التقاعس ؟ وغيرها من الاستفسارات ولاسقاطات التي هدفها تشويه وتصغير وتحقير دور الأمن . اما اذا تحركت القوات الأمنية وألقت القبض على متهم " والمتهم بريء حتى تثبت ادانته " وهذا ، حقها ، خرجت تلكم الأبواق تصرخ : انه اختطاف .. انتهاك لحقوق الامنين ..اخفاء قسري ، بل تذهب في المبالغة والفجور في الخصومة إلى القول بأنه تمت تصفيته في المكان الفلاني !! . وتعدد مناقبه وانه تلميذ الداعية فلان وهذا الرجل تعرفه المساجد الفلانية ومنابرها. .الخ المسجد ليس شهادة براءة من إلاتهام ، فابوبكر البغدادي جاء من منابر مساجد وأسس داعش ، وشكري مصطفى جاء من منابر مساجد وأسس التكفير والهجرة ، وقديما شق الأمة عبدالله بن سبأ ولم يشقها وهو يهودي بل وهو مسلم ارتقى منبر مسجد بل إن رأس الخوارج قديما عبدالله بن وهب الراسبي وذي الثفنات جاؤوا عبر منابر مساجد كل اولئك كان لهم اتباع يقولون : ماعلمنا عليهم من باطل بل شهروا السلاح وقاتلوا وقتلوا من أجلهم ، كانوا مؤمنين بأن اجتهادهم هو الإسلام وما سواه باطل ، مع أنه لو كان الإسلام الحق لما طغى عليه باطل بوعد الحق سبحانه الذي أنزل الذكر وأكد حفظه . كل تلك الحركات خرجت من منابر مساجد و شقت الامة وخلفت شروخا فيها حتى اليوم . المنبر لن يعصم متهم من المساءلة ، والمساءلة لن تدين بريء، لكن الضجيج يؤكد أن " وراء الاكمة ما وراءها " هذا الضجيج يريد أن يقنع الشباب المتدين بأحقية جهاد الأمن في عدن كونهم يستهدفوا العلماء!! بينما الحقيقة أنها حملات تريد أن تغطي بصجيجها وتحول دون محاربة جادة وحقيقية للإرهاب

مقالات الكاتب