ائتلافات صيد الفرص

شهدت الأسابيع الماضية ظهور أئتلاف تحالف دعم الشرعية، والأئتلاف الوطني الجنوبي، وليس لأي منهما من اسمه نصيب. أئتلاف أحزاب دعم الشرعية، ولنسمه الائتلاف (أ)، كشف عن هدفه (يدومي الإصلاح) حين بشر بحكومة مصغرة تتكون من الأحزاب الداعمة للشرعية، حتى أنه حدد عدد حقائبها لتتناسب مع عدد مكوناتهم (مشتتة الولائات) إلا في مسألة التقاسم، (ان ارادوا فننصحهم ان ينزاحوا جابنا ويتركوا المجال لحكومة من النساء لاننا لم نعد نرى في العربية اليمنية الا النساء تقاوم وتُسجن وتُحاكم. تحالف (أ) هذا، لا ظهرا ابقى ولا أرضا قطع، فهم يحصلون على كل الدعم من الأشقاء، وكل منهم يدعي أن اعضاءه يخوضون الحرب، ومع ذلك لم نسمع عن حتى قرية تحررت، بقوة هده الاحزاب الكرتونية، من الانقلاب في الشمال منذ ٢٠١٥م، فعن أي دعم للشرعية يتحدثون؟. قد يقل أحدهم أن هناك مناطق تحررت في الساحل الغربي وصعده، لكنهم يعرفون قبل غيرهم من الذي يقاتل في هذه الجبهات ومن يستشهد هناك، ويتعرض الجنوب الآن(المناطق المحررة كما يحلو لهم تسميتها) يتعرض لغزوا جديدا على حدوده الشمالية الغربية، ولم نسمع أو نرى من الأئتلاف (أ) هذا أي موقف داعم للشرعية من أي نوع، على اعتبار أن هذه المناطق خاضعة للشرعية، لكنهم لا ينسون ان يذكرونا أنهم سيعودون إلى عدن، طبعا، تحت حماية (قوى الردة والانفصال) كما يطلقون على أحرار الجنوب. اما الائتلاف (ب) والذي أسموه (مجازا)، الائتلاف الوطني الجنوبي، فليس له من الجنوب وقضيته الا الاسم، ويضم بعض من أصدقاء وزملاء عمل مشترك منذ ما قبل ٧يوليو ٢٠٠٧م، لكن (خينا) عبده قال أن بعض المناضلين ينزلون من قطار النضال في بعض المحطات. تخبرنا تجارب الأحداث أن علاقات المصالح بين الدول تقوم على خيوط افقية إقليميا، وعمودية مع القوى الكبرى، وعندما تتلامس الخطوط الأفقية مع العمودية تنشب الحروب، تماما مثل خيوط الصيد، فإذا تلامست خيوط الصيادين مع بعضها فشلت عملية الصيد وهذا ما يعانيه الصياد المحترف مع الصياد الهاوي، وإئتلاف (ب) ليس اكثر من عبيء آخر على كاهل أبناء الجنوب او (طابور خامس سياسي) ان جاز التعبير. الاخوة في إئتلاف(ب) يريدون اصطياد الجنوب (بصنارة الاقاليم) أو هكذا خدعوهم، المضحك المبكى في آن، هو ما قاله أحد الأصدقاء من إئتلاف(ب) حين ذكر انهم فرضوا مصطلح (تقرير المصير) في مشروعهم الذي لم يرد فيه شيء عن تقرير المصير، ومصطلح تقرير المصير أصبح اكليشة ثابتة في المشاريع المخزية. إئتلافات صيد الفرص أو الاستخدام المؤقت ليست جديدة في ثقافة ساسة باب اليمن، وعلينا أن نعترف انهم برعوا في استخدام وسائل الكبار في أسلوب الجيل الرابع من الحروب(قتل أبناء الجنوب ببعضهم)، فهم بالائتلاف(أ) سيشكلون حكومة حرب تقاتل بالجنوبيين، وبالإئتلاف (ب) سيشوشون على قضية الجنوب بأيدي جنوبية في اي حوارات قادمة، وفي الحالتين، الحجر من القاع والدم من رأس الجنوبي. كانت كلمة الوزير احمد الميسري في حفل اشهار الائتلاف (ب) هي الابرز عن ما عداها (ورغم الاختلاف معه في بعض وجهات النظر) الا انه اصبح اللاعب الابرز في إطفاء الحرائق التي يجنح البعض الى اشعالها في الجنوب، وهو اللاعب الابرز في محاولة ثبيت اقدام السلطة في الجنوب بإنفتاحه على الاخر، فيما يعمل بعض الصبيان ومعلميهم على الخلخلة بكل الوسائل، بما فيها الوسائل والاساليب القذرة.

مقالات الكاتب