إنتهى الحلم الجميل!!!

كتب/ فؤاد باضاوي

كان فارسا لايشق له غبار ، ماهر في العزف على آلة العود ، ومشروع ملحن متمكن من أدواته ، رافق وزامل والده المبدع ( فيصل علوي ) في حله وترحالة وإكتسب منه خصال كثيرة في العزف والغناء ومداعبة الجمهور ، فنانا عزف على أوتار القلوب وسكن الذاكرة ، إطمأن الجمهور على مستقبل الغناء اللحجي بقدومه فنانا شاملا على مختلف جبهات الفن ، غناءا وعزفا وألحانا ، علوي فيصل علوي سعد ، إبن الحوطة ولحج الخضيرة ، كان شابا وديعا خلوقا موهوبا تشرب الموروث اللحجي من والده ودرس الموسيقى في العاصمة ( عدن ) عملت معه لقاءا ذات يوم لموقع المكلا اليوم الإلكتروني لذى زيارته لمدينة المكلا لأحياء زواج أحد أبنائها ، وزرت معه الفنان الراحل ( كرامة مرسال ) في بيته بفوة مع أخيه ( فارظ ) وطلب منه مرسال سماع بعض أعماله الخاصة وأثناء عليه وقال عنه ( إبن الوز عوام ) أحب مرسال والفنان الخالد ( محمد جمعه خان ) سألته اليوم تأتي لوحدك بعد رحيل الوالد عن الدنيا قال أشعر إن شئ ناقصني لقد كان بالنسبة لي كل شئ الله يرحمه هبت الناس وادنيا لمن باتكوني والمحبين سابوني ولاودعوني مايفيد الشكى والبكى ياعيوني لو يقع للشواني حي بايدفنوني علوي فيصل ترعرع في بيت الفن وعشق الغناء والطرب من والده الإسطورة الفنية وكان مرافقا دائما له في كل رحلاته الفنية وإكتسب الثقة والخبرة من والده الذي قدمه للجمهور بعد أن أيقن إن صغيره بأمكانه العوم في بحر الغناء والطرب بتفان وإتقان ، وعرفته الناس رويدا رويدا وقال لي : رحمه الله أتذكر إن الوالد طلب مني تركيب صولات العود في إحدى تسجيلاته في القاهرة يومها أيقنت إنني عازف عود يملئ العين .. منحني ملك العود فرصة الظهور على المسرح وقال لي إذا ترى عندك مقدرة تركب هذه الآلة فقدم نفسك للناس وإذا لم ترى فيك الإستطاعة فالإنسحاب أفضل ، ومن يومها وأنا أتعلم منه الكثير تسلق علوي سلم الإبداع مبكرا وإمتطئ حصان التفوق وتفنن في التعاطي الرائع مع فنون السلم الموسيقي وخاطب القلوب والعقول بلغته بعيدا عن والده ، وقلدته لحج الكومندان وسام الأمان والفن وإطمأن اللحجيون على مستقبل الأغنية اللحجية بعد رحيل العملاق فيصل حتى إن بعضهم قال : فيصل لم يمت ومن خلف مامات ... وياويلك على قلبي ياظالم كويته أمنتك على حبي لكنك نسيته والعشره لها شئ عاد في قلبك مكان من ظلم الحبايب آه من غدر الزمان وتشاء الأقدار أن يتوقف البلبل اللحجي علوي عن مواصلة مسيرة العطاء والإبداع وتتوقف الآمال وتنتهي الأحلام ، فقد حان وقت الرحيل الأبدي عن دنيانا ، لتصاب لحج والوطن بالصدمة فهي لم تفق بعد من صدمة رحيل فيصل ، حتى فأجئتها برحيل نجله وكأني به أراد اللحاق بركب والده ومعلمه وملهمه ليؤنس وحشته ، فخيم الصمت على إسرته التي وجدت فيه الخليفة في وفاة فيصل .. أحزنا وداعا أيها الفتى النبيل وترك في القلب حزنا وفي الحلق غصة شكلت ثنائيا مع معجزة الغناء اللحجي في الحياة وفي الموت معا ، رحلت أباسعد وأي رحيل رحلت ، وداعا يابلبلنا الشادي وإننا لأجلك لمحزونين .. غلطتك غلطه فضيعة ماأنت عارف حجمها شفتها قدام عيني وإنتهى حبك بها وإنتهى الحلم الجميل ماحصل أكبر دليل والذي بيني وبينك كان ماضي وإنتهاء .. ودعتك لحج بالدموع الغزيرة والناي الحزين مثلما ودعت والدك قبلك ، وإنطفاء النور إنطفاء لكنها حكمة الخالق عز وجل وكل نفس ذائقة الموت !!