الرئيس الزُبيدي يضع قضية شعب الجنوب على طاولة القرار الدولي

(عدن الحدث) رامي الردفاني :

اختتم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، زيارة رسمية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، مثّلت محطة بارزة في مسار الحضور السياسي والدبلوماسي للقضية الجنوبية على الساحة الدولية.

الزيارة، التي جاءت بدعوة رسمية من الحكومة الروسية، شهدت سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين في الحكومة ووزارة الخارجية الروسية، بينهم معالي وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، وعدد من المسؤولين في دوائر صنع القرار الروسية.


عكست هذه الزيارة تحولاً جوهرياً في موقع القضية الجنوبية ضمن المشهد السياسي الإقليمي والدولي، إذ جاءت لتؤكد أن الجنوب، بقيادته السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بات شريكاً أساسياً في صناعة مستقبل المنطقة، لا سيما في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة.

وخلال المباحثات الرسمية، استعرض الرئيس الزُبيدي تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية في بلادنا، مؤكدًا انفتاح الجنوب والمناطق المحررة على الشراكات الاقتصادية الدولية، واستعداده لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لجذب الاستثمارات، خصوصًا في مجالات الطاقة، والنفط، والثروة السمكية، والبنية التحتية.

وشدد الرئيس الزبيدي في اللقاءات على أن السلام العادل والمستدام في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال احترام تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ يشكل حجر الزاوية لأي تسوية سياسية قادمة.
 

"رسائل سياسية واضحة من موسكو"

حملت زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو عدة رسائل سياسية مهمة، أبرزها أن القضية الجنوبية لم تعد شأنا محلياً أو هامشا في معادلة الحل، بل أصبحت قضية محورية ترتبط بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وبمستقبل الملاحة في البحر العربي وخليج عدن.

وفي المقابل، أبدى الجانب الروسي تفهمًا واضحا لمجمل القضايا التي طرحها الرئيس الزُبيدي، مؤكدًا حرص موسكو على دعم جهود إحلال السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة، ومشدّدًا على أهمية الحوار الشامل الذي يضمن مشاركة جميع الأطراف الفاعلة، وفي مقدمتها ممثلو الجنوب.


"استعادة العلاقات التاريخية مع موسكو"

الزيارة أعادت إلى الواجهة العلاقات التاريخية بين الجنوب وروسيا، والتي تعود جذورها إلى فترة ما قبل وحدة 1990، حين كانت موسكو شريكًا سياسيًا واقتصاديًا رئيسيًا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
ومع هذا اللقاء الجديد بين موسكو وعدن، بدا واضحًا أن الروابط القديمة تعود اليوم في إطار جديد من التعاون والمصالح المشتركة، وبما يتسق مع متطلبات المرحلة الحالية ومصالح الشعبين الصديقين.


"دبلوماسية جنوبية"

مثّلت هذه الزيارة تتويجًا لمسار سياسي ودبلوماسي يقوده الرئيس الزُبيدي منذ عدة أعوام، ويهدف إلى تأسيس حضور جنوبي متوازن في المحافل الإقليمية والدولية، قائم على الشراكة والمسؤولية، لا على المطالبة فقط.


كما عكست مخرجات الزيارة النضج السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقدرته على الانتقال من مرحلة الدفاع عن الحقوق إلى مرحلة تقديم الرؤى والحلول الواقعية لمستقبل البلاد والمنطقة.

وفي ختام زيارته، عبّر الرئيس الزُبيدي عن شكره وتقديره للقيادة الروسية على ما أبدته من تفهم واهتمام بالقضية الجنوبية وجهود إحلال السلام في بلادنا، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيواصل جهوده في بناء علاقات متوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، بما يخدم تطلعات شعب الجنوب ويحفظ مصالحه الوطنية العليا.

وأكد مراقبون سياسيون أن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو تمثل نقطة تحول مهمة في مسار القضية الجنوبية، إذ وضعت الجنوب على خريطة الاهتمام الدولي، ورسخت حضوره كقوة مسؤولة قادرة على المساهمة في استقرار المنطقة وبناء مستقبلها الآمن والمزدهر.