صنعاء لن تتحرر إلا بسواعد الجنوبيون والتاريخ يشهد على ذلك! ا

لكن كيف يتم هذا الامر في هذه المتغيرات والاحداث والمستجدات طبعا العداء الجنوبي الزيدي الشيعي الطائفي لن تكن بداياته من دماج ولا من جراء الحروب التي جرت الشمال والجنوب ايام التشطير ولكن جذزر هذا العداء منذ بداية قيام ثورة السادس والعشرون من سبتمبر ١٩٦٢ حيث كان للجنوبيين شان خاص وتضحيات جسام عندما هبوا هبة رجل واحد لمساندة الثورة ورجالها المناضلين والى جانب ابطال الجمهورية العربية المتحدة ابناء النيل ومصر العربية برغم الامكانات المتواضعة ووسائل الحرب لغير حديثة لكن كانت قوة الايمان والحس الوطني بالثورة والتحرير اعطاء قوة دفع امامية لكل المقاتلين الجنوبيون دون غيرهم حق الاستبسال وكأن عدن وصنعاء اختان لا ننفصلان وهكذا كانت اهدافهم ثم سالت دمائهم في كل وادي وشعب وعلى كل الجبال المحيطة بعاصمة ازال صنعاء التاريخية . وبرغم كل هذه التضحيات والانكسارات الا انهم حققوا النصر المبين ودحروا قوى الشر الشيطانية الى خلف الحدود الشمالية ومن كان يدعمهم في ذلك الوقت وبقيت صنعاء ابية نظيفة شامخة بنظامها الجمهوري العظيم لقد حاولوا الاعداء والمتآمرين على الثورة اسقاط النظام الجمهوري وحاصروا صنعاء سبعين يوما ومن جميع الجهات حتى وصلوا الى باب شعوب ودخلوا الى باب اليمن والقرب من إذاعة صنعاء الثورة لكن رجال الموت من ابناء الجنوب والمصريون والمقاتلين من ابناء الشمال تصدوا لهم واعادوهم من حيث اتوا خاسئين . فهل اليوم ان يتكرر هذا المشهد ومعهم من كان قديما يدعم قوى الشر في ذلك الوقت بينما اليوم هو من يتصدر محاربتهم وقتالهم بكل وسائل القوة الحديثة والمتطورة مع متغيرات كثيرة قد طرت في تلك المنطقة وفي الشمال والانقلابات السابقة التي عملت على تشجيع القوى المتربصة بالنظام الجمهوري والسيادة الوطنية الشمالية خاصة بعد مرحلة الحمدي الذهبية التي يخن اليها شعب اليمن وياريت الشقيقة السعودية مدت يدها للحمدي او على الاقل صبرت على هفواته البسيطة وساعدت هذا الرجل على تقييم وضع الشمال الذي حقق فيه اشياء جميلة ومثيرة وكانت تخدم الامن والاستقرار في المنطقة والمواطن في الشمال لكن ماذا نقول لثعالب السياسية المصلحية من قوم المشايخ والقبائل الذين قلبوا الطاولة على الحمدي واعوانه واتوا بصالح وكما يقول المثل حمار تركبه ولا حصان يركب عليك ومشى الحال بعد التخلص من الرئيس الشرعي ابراهيم الحمدي واخيه عبدالله الأحمدي . ومن هنا بداءات مرحلة جديدة وسارت الامور في الطريق المرسوم لها وسار علي عبدالله صالح الرئيس الفخري لليمن والمرشح من قبل مجلس الشعب والتي كانت مهامه محدودة المستقبل والمودع لضيوف اليمن اما الذين يحكمون حينها كانوا المشايخ والقبائل وغيرهم من اصحاب النفوذ وتحت رعاية الشقيقة الكبرى السعودية حيث كان صالح عبدا مطيع ومستوعب الدرس ودوره في اللعبة تماما الا انه خنس خلسة ووضع لنفسه بناء مؤسسي خارج ما هو متفق عليه وبداء يسحب البساط الاحمر من تحت الذين اوصلوه الى قصر الرياسة واقنع السعودية بأسلوبه المرن بان يتغير الوضع وقدم التنازلات الكثيرة حتى اصبح هو الرقم واحد في معاملاته مع السعودية والعالم وطبعا بتوصية من الجارة والخالة وام العيال . ثم اخذ يتملص من بعض الالتزامات مستفيد من الوضع السياسي والعسكري الموجود في الجنوب الذي كان يهدد به الاقليم وخاصة قيام ثورة عمان وبرنامج نجران وتصدير الثورة التي ازعجت الخليج والجزيرة العربية معا من هنا علي عبدالله صالح وجد ارضية خصبة جعلته ان ينطلق منها ويقدم اي طلبات او مساعدات من دول الخليج والسعودية حتى يبني قوة عسكرية رادعة لمواجهة خطر المد الشيوعي من الجنوب والذي كان علي عبدالله صالح يصوره للأشقاء بالغول المفترس القادم من الجنوب وفعلا نجح نجاح باهر وحقق مكاسب كبيرة وركن شيخ قبيلته جانبا وسيطر على جميع مشايخ اليمن وقبائلها بعد ما سيطر على دور الاقليم في المطقة . وبدا نجمه يزهر ويزهو ويسطع في سماء السياسة العامة وفتح بعض العلاقات مع دول العالم ثم رسخ نفسه على قوة بناهها تحميه وتحمي القصر الجمهوري فقط هذا طبعا بعد تأمين صنعاء حيث تم شراء ذمم الكثيرون ممن كانوا يشكلوا له بعض الازعاج ثم عمل على شق القبيلة والطائفة وتوغل داخل الاحزاب السياسية وجعل من الحوثي حزبا بإسم الشباب المؤمن ونسق لهم مع ايران وفتح القناة الفضائية اليمنية يعلنون منها عن برامج عملهم وكذا الاحزاب التي كانت تعمل من تحت الطاولة فأخرجها الى العمل من على الطاولة ومدها بالمال ووفر لها وسائل كثيرة وعمل منها صوت واحد لصالحه مع قيام اي انتخابات او تحشيد الجماهير لدعمه في اي مناسبة وكان من اهم مميزاته استعمال سياسة فرق تسد وشعاره المشهور لا ضرر ولا ضرار . ولما كبر وترعرع واصبح فارس احلام الشقيقة السعودية في المنطقة وبوابتها الجنوبية وحامي الخليج والجزيرة العربية وفسح المجال لرموزها تعمل لصالحها ومحسوبة على الجنوب كالأصنج والباسنة ولحق بهم الفقيد محمد على هيثم وكثيرون وكانه يلبسها النظارة السوداء وعندما حس بان السعودية بداءات تعرف وتتابع مساراته وتوجهاته وكشفت له كثير من الاوراق الخطيرة، وكان حس ان السحر قد انقلب على الساحر خاصة بعد دخوله اتفاقية الوحدة مع الجنوب المفاجئة ودون علم المملكة حاولت ارسال وفدها برئاسة وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل الى الجنوب لقطع خط الاتفاق واقناع الجنوبيون بالرجوع عن الخطوة التي قد تدفع الجنوب اثمان باهظة وهنا الجنوبيون رفضوا ذلك الكلام للأمير المرحوم سعود الفيصل ووزير المالية بالخبل من هنا السعودية بداءات تضغط عليه وتضيق الخناق بدعم المشايخ من الذين خسرتهم مرة اخرة وشراء كثير منهم واوقفت بعض المساعدات العسكرية والعينية لليمن واستمالت كثير من رموز حكمه . حيث كان رده المفاجئ للسعودية اتجاهه الى صدام حسين الذي دعمه في حربه ضد الجنوب في العام ١٩٩٤ ثم دخل مع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر واولاده في صراعات سياسية وتجارية ومصالح اخرى وايضا السلطة خرجت الى سطح المواجهات واشتدت حبال الخلافات والنزعات هنا جاء دور المملكة الضاغط الذي منحها فرصة ان تملي عليه شروطها ثم اخذت منه المملكة كل ما تريد واهمها اتفاقية الحدود وتعاملت مع حزب الإصلاح اخوان اليمن بروية وعقلانية لغرض في نفس يعقوب ثم شاركت وساهمت في سقوط صالح المدوي في ٢٠١١ برغم انه حس اللذع واللدغ من الثعابين الذين كان يرقص عليهم في ضربة مسجد النهدين الا انه تحمل الهزيمة وقبل التهدئة للضع. وقبل الذهاب الى السعودية للعلاج وهو يدرك جيدا ان العلاج في المملكة هو اهون الشرين بينما السعودية معنية بعلاجه حتى يسلم السلطة الى نائبه عبد ربه منصور وهذا ما تم بالفعل وسلم السلطة لكنه قال كلمة حساسة لابد من وجود حسن النوايا التي لاوجود لها عنده والدليل انه لعب باخر ورقة كانت له هي ورقة الحوثي وفعلا اتخذ قرار صغب يريد ان يحرق المعبد على رؤوس الجميع لكن فاجئته الضربة المباغتة لعاصفة الحزم من قبل دول التحالف التي قضت على اخر احلامه الوردية ، وكان على رأسها رأس الحية السعودية التي لقعتها والقبر ثم تحول الى متمرد خالي اليدين من القوة التي سحبها الحوثي واصبح يغلق بها نومه في الكهف المختبئ فيه من قصف طائرات التحالف ومن عناصر الحوثي الذي تتعب اثاره لكي تهد عليه وليس هناك منقذ له سوى مملكة الحزم والامارات. وعلى ما يبدو يكفيه نكبات وقفزاته السياسة الهوجاء والطيش الشيوبي لان سياسة السعودية طويلة الامد وعندها قوة صهر لأصعب الازمات وكما صبرت عليه ثلاثة وثلاثون عاما وهو يضحك على الذقون فهي الان تشربه من نفس الكأس وهي ايضا من تحاول المحافظة عليه وسوف تقرر مصيره مستقبلا ويصبح كمدخل الى صنعاء في حالة اتخذ القرار التوجه الى عاصمة السعيدة مع تحريك مأرب والمقاومة الجنوبية الحقيقية من الذين لهم ثائر قديم وجديد وهم ممن سيحررون صنعاء عسكريا بإذن الله من رجس الطائفة والقبيلة والمرتزقة لان ملامح الافق لا تبشر بخير في الحل السياسي والغيوم تغلق كل النوافذ والابواب ..

مقالات الكاتب