اليوم في قسم الآثار ودورة الاوتوكاد!

كتب رئيس قسم الآثار د. حامد بافقيه مايلي :" تم اليوم افتتاح قسم الآثار بكلية الآداب جامعة عدن دورة بالرسم بالاوتوكاد لطلاب القسم ومن الهيئة العامة للآثار ومن جامعة عدن. وقد تم افتتاح الدورة من قبل نائب العميد للشؤون الأكاديمية الدكتور قاسم المحبشي وقد اشاد في كلمته بقسم الآثار ودوره في تقديم المعلومات العلمية لقسم التاريخ او بالاخص المتخصصين في مجال التاريخ. وقد رحب الدكتور حامد بافقيه رئيس القسم بالدكتور المحبشي والطلاب الحاضرين ونائبة العميد لخدمة المجتمع والتطبيق العملي الدكتور هيفاء مكاوي واللي يقوم بالتدريس في هذه الدوره الدكتور احمد حنشور . وهناك دورات أخرى سيقوم بها قسم الآثار لطلابه" وفِي الحقيقة حينما علمت قبل يومين بإن قسم الآثار في كلية الآداب ينظم دورة تدريبية في الرسم الهندسي البياني (الاوتوكاد)لطلابه وطالباته، أسعدني هذه الخبر لعدة أسباب منها: حبي للآثار والمغتنيات القديمة، وعلاقتي تخصصي فلسفة التاريخ والحضارة بالآثار، وقد كنت في بغداد أزور قسم الآثار ومكتبته الزاخرة بالكتب والمخطوطات بكلية الآداب باب المعظم أسبوعيا تقريبا ولدي ذكريات جميلة هناك! فضلا عن رغبتي في معرفة الاوتوكاد الذي كنت أجهله. وقد علمت اليوم بان ال (AutoCAD) هو برنامج للرسم و تصميم بمساعدة الحاسوب يدعم إنشاء الرسومات ثنائية و ثلاثية الأبعاد. تم تطوير هذا البرنامج منذ عام 1982 كتطبيق للحواسب الشخصية، و منذ عام 2010 أصبح متوفراً كتطبيق ويب يعمل خلال المتصفحات و الهواتف الذكية يعتمد مبدأ التخزين السحابي تحت الاسم التجاري الحالي أوتوكاد 360 (AutoCAD 360). فما هي الآثار ومن هو المتخصص بعلم الآثار؟ الآثار في اللغة جمع آثر ، بمعنى علامة أو ندبة أو إشارة أو بقايا تدل على أن ثمة من مرّ هنا، والآثر دليل على المؤثر! والآثر هو ما يبقى بعد نسيان أو غياب كل شيء! ويعود مصطلح الآثار إركولوجي علم الحفر بالمعنى الأكاديمي الى العالم الفرنسي " جاك سبون" في القـرن السـابع عشر قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسة جميع الأشكال المادية والملموسة التي تحفظ لنا آثار النشاط البشري سواء أكانت هذه الآثار جميلة أم لم يهتم الإنسان بتجميلها ، فكان منه أن رجح استخدام كلمة أركيولوجي والتي اصطلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثة لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمة مزدهرة كانت أم مندحرة،عظيمة كانت أم بدائية ، فإن كهفا أو كوخا بسيطا سكنه إنسان ، أو حفرة بسيطة دفن فيها موتاه هي أثر لنشاط كائن يدل على حضارة بعينها ، كما أن قصرا أو معبدا ضخماً زين أو مومياء حنطت أو رصعت وزينت هي أيضاً أثر يدلل على حضارة أخرى بمستوى آخر في حقبة زمنية تعكس مدى التقدم الذي حققه هذا الإنسان. وبهذا المعنى يكون طالب الآثار هو الذى يختص بالبحث والدراسة عن كل مايشير إلى الحضارة الإنسانية فى العصور الماضية، وإكتشاف أشكال الحياة وأساليبها ومظاهر الحضارة التى أنتجها الأنسان فى تلك العصور وأوجه الشبه بينها وبين مظاهر حياتنا الحالية وحضارتنا فى الوقت الراهن، لذلك يعمل باحث الآثار على المخلفات القديمة مثل الحفريات والبقايا العظمية، والمبانى القديمة، والتحف الفنية الحجرية. ومن الخطاء الاعتقاد بأن علماء الآثار هم أشخاص خرجوا من الحاضر ليذهبوا الى الماضي، باحثين عنه وفي يدهم فرشاة صغيرة. وقد يعدّ آخرون علماء الآثار بمثابة انديانا جونز، يكتشفون المومياوات ويدخلون القصور القديمة ليعثروا على كنوز بالأطنان! بل أكدت في كلمتي اليوم بأن تخصص الآثار هو فرع من فروع الدراسات الانسانية المعاصرة المهمة رغم أنه يركز على الحضارات القديمة, ويغنى علم الاثار بالدراسة العلمية لبقايا الحضارات القديمة ويحاول تجميع قصة الانسان بعضها غلى بعض وقد توجد البراهين التي يبحث عنها في اواني او نقوش او ادوات صيد او منزلية, ويهتم ايضا بمعرفة طريقة حياتهم اليومية ومنازلهم ومعابدهم والعابهم. ويعد قسم الآثار وتخصص الآثار من أهم العلوم الإنسانية والاجتماعية في الدراسات المعاصرة وهو شديد الصِّلة والعلاقة بعدد من العلوم الإنسانية والطبيعية، ومنها الفيزياء والكيمياء والاحياء والهندسة والتاريخ والانثربولوجيا وفلسفة الحضارة والفنون والسياحة وغيرها. واذا كان التاريخ يدون احداث ووقائع الماضي فالآثار يدلل على صحتها أو ينفيها، الآثار هو ماصدق علم التأريخ. ويهدف قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة عدن الى تحقيق جملة من الأهداف منها: تقديم برامج أكاديمية نظرية وتطبيقية، مواكبة لأحدث الاتجاهات الأكاديمية في مجالات علم الآثار وفروعه وإدارة موارد التراث الثقافي، ومجالات الإدارة السياحية والفندقية. 2- توظيف إمكانات القسم وكوادره المتخصصة، وتطوير الخبرات العاملة وإكسابها المهارات الفنية والمعرفية اللازمة مما يسهم في إعداد قوى بشرية مؤهلة للعمل في مجالات السياحة والتراث والآثار. 3- الإسهام في البحث العلمي والدراسات الأساسية والتطبيقية المتعلقة بتخصص علم الآثار وربطها باحتياجات التنمية المستدامة في مجتمعنا. 4- التعريف بالتراث الحضاري والثقافي للتاريخ الإنساني من خلال المشاركة في اللقاءات العلمية، والفعاليات والمهرجانات الثقافية، وإقامة المعارض والمشاركة فيها في الداخل والخارج. 5- المساهمة في تحقيق أهداف الخطط التنموية وإستراتيجية التنمية السياحية والثقافية المنشودة في دولتنا التي دمرتها الحروب والفساد. 6- ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية وتعزيز روح الانتماء عند الطلاب والطالبات لمجتمعهم ووطنهم وأمجاد ماضيهم. 7-خدمة المجتمع والتعليم المستمر من خلال تقديم دورات تدريبية، واستشارات، ولقاءات علمية. ٨- يهدف قسم الآثار الى تفعيل المجال السياحي في البلاد واعادة تأهيل وتنمية القسم أكاديميا ومنهجيا بما يجعله قسم الآثار والسياحة. وبالختام، قلت للطلاب والطالبات في الدورة التدريبية، للأسف ليس لدينا شيء جدير بالقيمة والاعتبار صنعناها بالحاضر، وحتى لا نموت كمدنا واختناقنا من القهر والإحساس بالضياع فعلينا الاهتمام بالآثار والاعتزاز بأمجاد الماضي لأسلافنا العظام الذين تَرَكُوا لنا بما يستحق الفخر والاعتزاز، وصهاريج عدن سد مارب وشبام حضرموت وحضارة عاد وثمود ومعين وحمير وحضرموت وقتبان وأوسأن وكل ما يخفيه تراب هذه الأرض المباركة من كنوز آثارية عظيمة تستحق الأهتمام والبحث والتنقيب والحفظ والصون، والآثار هو حامل مشعل الضوء في ظلام النسيان ، إذ أن تكريم الأسلاف لا يتحقق بالاحتفاظ برماد قبورهم بل في جعل الشعلة التي أوقدوها متوهجة باستمرار! وأتمنى لكم ولقسمكم دوام التقدم والازدهار.

مقالات الكاتب