خسرانة .. خسرانة!
في تصوري أن خبير الاقتصاد العالمي (آدم سميث) لم يضع في كتابه (ثروة الأمم) نظرية (طبع ولصق) التي تؤمن بها الحكومة اليمنية كعلاج لداء العملة اليمنية المنهارة.. * كما أن كتاب (رأس المال) للماركسي (كارل ماركس) لم ينصح حكومتنا بربط كل شيء بالآلة الطابعة، بمعنى أن كل رجالات الاقتصاد ضد فكرة (تفريخ) العملة و (تعويمها) في بلد تقوده حكومة وزراؤها تجار في المضاربة بالعملة.. * وبعيدا عن حكاية الخبراء الذين أعموا عين العملة اليمنية بحجة تكحيلها، انتابتني عاصفة من المخاوف من لعبة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل، وكلها تشير إلى أن الشعب اليمني لم يرَ من كارثة انهيار الريال اليمني سوى ذيلها، فأسوأ أيام الريال اليمني لم نعشها بعد.. * لست في رجاحة عقل الباشمهندس (عدنان الكاف)، ولا يمكن لي ولغيري من البسطاء بلوغ محتوى ومبتغى عقله الاقتصادي، لكن عندما يتكلم الرجل بلغة الأرقام ليس أمامي وخلفي سوى وضع يدي على قلبي تحسبا للمجهول القادم.. * يقول (عدنان الكاف) بحنكته الاقتصادية ونظرته المالية الثاقبة إن الحكومة بدأت لعبة (الطباعة) بمبلغ 600 مليار ريال يمني من فئة 1000 ريال و 400 مليار ريال من فئة 500 ريال، ويبدو أن لعبة (الطباعة) مغرية ومربحة للتضخم، فقد عادت الحكومة وطبعت 648 مليار ريال من فئتي 200 و100 ريال، لو حسبتوها بالآلة الحاسبة سيكون إجمالي الطبع واللصق 1650 مليار ريال.. يا للهول!! * ولأن الأرقام السابقة استفزتني بشدة، فقد تتبعت أثر ما يكتبه (عدنان الكاف) عن لعبة الأرقام كما يتبع الأثر المسير، فهالني أن الباشمهندس الفاهم ببواطن الاقتصاد كتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السوق اليمني كان متخما بمبلغ 1200 مليار ريال حتى عام 2014، وما كان تالفا في خزينة البنك المركزي بلغ 800 مليار ريال تم تداوله خلال عام 2015، وهذا يعني أن إجمالي النقد المتواجد حاليا في السوق يقدر بحوالي 3700 مليار ريال مقارنة بمبلغ 1200 مليار ريال نهاية عام 2014. * المرعب في سلسلة أرقام الباشمهندس (عدنان الكاف) أنها تدفع بالشعب اليمني إلى داخل الهاوية، بعد أن كان قبل عام على حافتها تماما ، فهو وببصيرة أرقام منطقية يتوقع أن يصل سعر الدولار الواحد إلى 750 ريالا مع نهاية العام الحالي (فال الله ولا فالك)، ولنا - كشعب - أن نصدق هذه الحقيقة المرة طالما وأن عملتنا (لابسة من غير هدوم)، وحالتها شديدة الشبه بالأعور الذي ضربوه على عينه فقال: خسرانة.. خسرانة. * ولأنني لا أدعي في العلم فلسفة، يسرني أن يحتل (عدنان الكاف) مساحتي الأسبوع القادم ويضع لنا النقاط تحت وفوق الحلول الممكنة التي تساهم في تعافي الريال اليمني أمام عملات أجنبية وعربية ارتدت الكعب العالي على حين غفلة من طرشان الزفة..!