عندما يتحول الاعلام والصحافة - الى لقافة

في الماضي القريب كان الاعلاميون ورجال الصحافة في بلادنا يشكلوا اعداد محدودة جدا من المجتمع وكانت ماتكتبه اقلامهم من مقالات صحفية في المجلات والصحف او برامج إعلامية تنشر وتذاع في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة مواضيع ذات قيمة تستحق القراءة والمتابعة وتلاقي اعجاب الجميع بل ينتظر المتابعون حلقاتها القادمة الاخرى بشغف كبير لانها تحوي مادة ذات قيمة علمية او أدبية او تاريخية او مقال او موضوع صحفي يتحدث عن معاناة فئة او شريحة من المجتمع يشعر افرادها بكل اعجاب بان ذلك الكاتب يتحدث بلسان حالهم . صحيح كانت هناك بعض القيود السياسية او القانونية على الصحافة والاعلام والنشر ولكن كان هناك حيزا من الحرية وحفظ لحقوق الاخرين والمؤسسات المجتمعية اوشخصيات اعتبارية او حقوق شخصية للافراد بل كان لابد من مراعاة المصداقية وعدم تزييف الحقائق . و كان من الصعب اجازة ذلك الموضوع او المقال الصحفي ونشره في الصحافة او قنوات الاعلام الا بعد اجازته لغويا وتحري مصداقيته وعدم المساس بحقوق الاخرين او التجني عليهم . ولكن للأسف بعد التطور التكنلوجي والثورة الالكترونية وظهور مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة عددها وصلت الأمور الى مستوى مأساوي وأصبحت المادة الإعلامية او المقال الصحفي غير ذات قيمة اوفائدة تذكر .. الا البعض من أولئك الصحفيون والاعلاميون الذين لازالوا يحترموا مهنيتهم ويبحثوا عن الحقيقة ويتحدثوا بصدق عن معاناة الناس . واصبحت تقاس شهرة الاعلاميون بعدد المعجبون والمتابعون لصفحاتهم وما يكتبه من تشويه وقدح في حق خصومه السياسيون او الحزبيون الذي يختلف معهم دون مراعاة لمصداقية الخبر وحقيقة او مراعاة لشعور الاخرين واحترام حقوقهم الشخصية او الخوف من اي رادع ديني او قانوني بل يستمر في تكرار اخباره ومواضيعه الكاذبة دون ادنى خجل وجعلوا من مهنة الاعلام والصحافة مهنة مبتذلة عند الاخرين وغير ذات قيمة عند المتابعين بغض النظر عن حجم واعداد الاعجاب بل وجعلوا من الكذب والاثارة وسيلة للشهرة . نامل ان يعاد لتلك المهنة قيمتها التي تستحقها وان تلعب النقابات الصحفية والإعلامية ووزارة الاعلام دورا في ذلك وان تراعي قيمة المادة الإعلامية ومصداقيتها وحقوق المؤسسات والهيئات والحقوق الشخصية للأفراد والشخصيات الاعتبارية وفقا والقوانين واللوائح المنظمة لذلك . فالصحافة والاعلام مهنة النبلاء والشجعان والباحثون عن الحقيقة والصادقين مع الله سبحانه وتعالى ومع وطنهم وشعبهم وليس غير ذلك . 1/10/2022

مقالات الكاتب