الضالع.. معركة كسر شرف

إهداء: إلى نساء الضالع قبل رجالها، فهن قليلاً ما تحمل بطونهن الأنذال. إنها معركة كسر شرف، وعار علينا إن خانتنا نخوتنا، فالجنوب يحتاج لكل رجاله، وكل من يملك كرامة سيقف في نفس الجبهة، ولا خيار إلا النصر أو نلبس (المقارم)، ونولول كالنساء!.. حملنا أرواحنا، وأكفاننا على كفوفنا، وأقسمنا بأنهم لن يمروا إلا على أجسادنا، فالتراب أشرف من حياة المذلة، ودفعت الجنوب ثمن الكرامة أنبل رجالها، وفلذات أكبادها، فأعزنا الله تعالى بنصره، وطردناهم من الجنوب شر طردة. دخل الحوثة صنعاء في يوم، وساقوا عتاولتهم كالنعاج، وداست صرختهم على رقبة أكبر شنب فيهم، واستباحت غرف نومهم، وصعر شيخهم خده، وهرب فحلهم في عباءة حرمة، وأصبح زعيمهم جثة في ثلاجة، وانتظرنا أن يثاروا لعارهم، وينتقموا لشرفهم، ولكنهم تعايشوا مع واقعهم، وأصروا أن تلاحقهم اللعنة إلى قبورهم. أكثر من أربع سنوات لم يحرروا (تبة)، ومضاجعهم محتلة، ويجرون عارهم من الرياض إلى أنقرة، وتركوا نسوانهم يخرجون إلى شوارع صنعاء حتى ذاقوا الهوان من نعال الحوثة، ولم تهتز في نخوتهم شعرة!.. ثم ينهق أحد حميرهم أحرقوا الضالع، واسحقوا يافع، ويخرج حقيرهم على وجهه صبغة زوجته، وفي شفايفه (حامورة) كعاهرة، ليخوض في شرف رجال الدم، ويتطاول على أسود الجنوب.. هذه سفالة حتى مزبلة التاريخ تشمئز منها! من السفه أن نظن بأن حرية الأوطان، وكرامة الشعوب، وتضحيات الشجعان مجرد وجهة نظر، فليس من العدالة أن يطعنوا في نصر مهره دم، وقهر، وألم، وكرامة دفعنا ثمنها أشرف الرجال من اختاروا التضحية، وتركوا خلفهم أما ثكلى، وزوجة ترملت، وأطفالا تيتموا لكي نعيش حياة كريمة، ثم وبكل بساطة يأتي (طرطور) ويتحدث عن حرية الكلمة، وحقه في قول رأيه.. يا جماعة حتى النذالة لها حدود!.. إنها ليس معركة (الضالع) وحدها أو القائد (عيدروس) ومجلسه فقط، ولكنها حرب كل الجنوبيين، فإن انتصروا لن يرحموا أحدا بداية من فخامة الرئيس (عبدربه)، وجنوبي شرعيته، وسيدوسون عنق الصغير والكبير، وسنشم رائحة الموت في شوارعنا، ونسمع عويل الحريم في كل (زغط)، وأرجلنا من يستطيع حماية (مكلفه). رغم أنوفهم معركة الضالع ألفت بين قلوبنا، وظهر معدن رجال الجنوب الذين اعتصموا بحبل الحق، ورسموا حدوده بدمائهم، فكانت الضالع شموخ الجنوب، وكرامته، ويافع عزته ومدده، وكان للعدني شرف التضحية، وشجعان أبين زنده ومعصمه، وكانت شبوة بنادقه وباروده وناره، وحضرموت مجده، وفخره، والمهرة تحرس أحلامه، فجنوبنا اليوم أعظم من أن تسقطه حثالة. ورب الكعبة لن تركع الجنوب ومازال في الضالع طفل يتنفس، ولن تنحني يافع وإن اقتلعوا جبل (العر) حجرا حجرا، ولن يمروا من (ثرة) وفي أبين رجال من شرار، وشبوة صناديد السلب سيحررون بيحان من كل ذنب، فنحن أمة تكره المذلة، وتراب الحرية لا ترويه غير دماء الشجعان، ولا عزاء لكل حقير جبان.

مقالات الكاتب