سعوه حتى لا نختنق

* نعتقد أن تأسيس المجلس الانتقالي، كان بمثابة شهادة ميلاد جنوب جديد، ومازلنا نؤمن بمشروعه، ولكن بعد أربع سنوات من إعلان عدن التاريخي، لم تعد قلوب الكثيرين مطمئنة مثل البداية. * نملك الأرض، والجنوب اليوم أصبح رقماً صعباً سياسياً وعسكرياً، كما أنتزع المجلس للقضية الشرعية، ومقعداً للجنوب على طاولة التسوية القادمة، وندرك أن هناك من تأمرهم أمانيهم إجهاضه، ولكننا نقولها بصراحة، إن تصرفات بعض قياداته، والمحسوبين عليه تحشره في خانة صغيرة، وإذا لم يتداركوا الموقف سيخسر حاضنته الشعبية. * عندما ولد المجلس الانتقالي، كنا نعلم أن المرحلة مصيرية، وبرغم تحفظنا على بعض اختياراتهم، لم نسألهم عن أسمائهم وانجازاتهم التي نجهلها أو ننبش في صفحاتهم، وأحزابهم التي نعرفها، واحترامنا للقضية، وشعورنا بالمسؤولية، وثقتنا بالقائد (عيدروس)، وعفت نضاله(بلعناهم). * قالوا أنهم كانوا على عجلة من أمرهم، وأن المشروع كبير، والأخطاء واردة، فتركناهم يلتقطون أنفاسهم، وأنتظرناهم يتداركون أخطائهم، ولكن بعد أربع سنوات، علينا إن نتوقف عن (النحنحة)، ونعتقد أننا نحتاج إلى قرارات شجاعة، وإذا كان التغيير و المحاسبة تحرجهم، فأضعف الإيمان يعيدوا النظر في سياسته، وبعض شخوصه، ولا نبخس الجميع فمنهم وجوه مشرفة، ولكن الأكيد أن توسعة المجلس، وتدوير سلطته بأت ضرورة حتى لا يختنق، ولتأخذ كل محافظة جنوبية نصيبها في القيادة. * لنا في المجلس إذا لم يكن أكثر منهم فمثلهم، ولا يراودنا الانسحاب، والحقيقة أننا فوضنا القائد (عيدروس) وحده، وإذا عاد الزمن لن نتردد بتفويضه، والبقية باركنا وجودهم، وأما بعضهم نحن من صنعنا بريقهم، فلا يظنوا أن صلاحيتهم مفتوحة أو أن الجنوب سيكتفي بنضالهم أو سيعيش بدونهم مكسور الجناح!. * افتخر بجنوبيتي، والانتقالي يمثلني، ولا نشعر بحرج أو يكرهنا أحد، فبعض أهلي، وجيراني، وأصدقاء طفولتي، وزملاء دراستي، وأساتذتي، لايشاركونني قناعاتي ، ومايزعجني أن عددهم في زيادة. * سيظل كل جنوبي أخي، وحرمة دمه كحرمة الكعبة، ونعتقد أن بين من نظنهم عبيداً، ونتهمهم بالمتاجرة بالقضية والسيادة، وبين من نحسبهم خونة وذيول اليمننة، مازالت هناك مساحة نستطيع أن نلتقي فيها بسلام قبل أن يفوتنا القطار، فانحنوا لشعبكم انحناء الكريم، فقد انهكته صراعاتكم. * لن نمر إلى جنوب جديد بعقلية الوصاية، و الصراعات، والإقصاء، وإذا كانت المناطقية خنجر بخاصرتنا، فإن قرارات الحلقة الضيقة، و المواقف الضعيفة، والمصالح الشخصية، قد تهد المعبد على رؤوسنا. * سيغضب كثيرون، وسيرفعون أيديهم على أفواههم، وكإن كلامنا لم يمر عليهم، ولكننا لا نسكن في أبراج، انما نعيش وسط الناس، ونرى تذمرهم، ووجع معاناتهم، ونرجو من الرئيس (الزبيدي)، ومن يهمهم الجنوب، والمجلس الانتقالي، أن سمعوننا بعقولهم، وضميرهم بعيداً عن مزاميرهم.

- ياسر محمد الأعسم/عدن 2021/5/19 - نشر في صحيفة الأيام اليوم.

مقالات الكاتب