دار الابتهاج بسيئون يبتهج بتخرج 11 من حفاظ كتاب الله

سيئون / جمعان دويل
 

في روحانية الزمان والمكان وفي حضور كبير يتقدمهم العالم والمفكر
الاسلامي / ابوبكر العدني بن علي المشهور والعلامة والشخصية العالمية
الداعية الاسلامي عميد دار المصطفى للدراسات الاسلامية / عمر بن سالم بن
حفيظ وكوكبة من الشيوخ والدعاة وطلبة العلم , وبقلوب خاشعة لكلام الله
وحديث المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم احتفلت مدرسة التبيان لتعليم
القرآن الكريم وعلومه بدار الابتهاج بسيئون نهاية الاسبوع المنصرم ,
بتخرج 16 منهم 4 من حفاظ كتاب الله بالسند والإجازة و7 حفاظ للقرآن
الكريم و 5 متلقين للقرآن الكريم نظرا , وهي الدفعة الثالثة لعام 1438هـ
_ 2017م من خريجي المدرسة .
وفي الاحتفالية لمجلس ختم القرآن الكريم وتشريف وتكريم حفظة كتاب الله
التي شهدتها ساحة الحبيب العلامة علي بن عبدالله السقاف بحي الحوطة
بمدينة سيئون القاء فضيلة العالم والمفكر الاسلامي / ابوبكر العدني بن
علي المشهور قال فيها : نرى اليوم ونشهد كيف تنبت البراعم القرآنية في
هذه المرحلة الطيبة استعداد وإعدادا للمستقبل , مجلس من المجالس ومشهد
من المشاهد التي تفتقر اليه الامة في زمن وزعت عليها اسباب الغمة وسوء
المهمة , فمن فضل الله عليكم في حضرموت وخاصة في هذه المواقف أن لديكم من
الشباب طلبة العلم الذين يتوجهون لتوجه الشيوخ في إقامة هذا البناء (
فأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة فكان تحته كنز لهما وكان
ابوهما صالحا ) كنزنا هو القرآن والسنة وثروتنا هي الاجيال وشرفنا هي
الدعوة وطريقنا هي منهجنا الذي وضعه لنا اهلنا واسلافنا لابديل عته ولا
تغيير فيه ولا تراجع عنه فهو المنهج الذي به بإذن الله سبحانه وتعالى
يظهر سر الدعوة المحمدية التي يرضاها الله ورسوله , لافتا بأن هناك
دعوات كثيرة تحفظ القرآن وتتكلم بالقرآن والسنة والعلوم الشرعية وغيرها
ولكن الفارق الذي يجعلنا نعرف الفاصل الزمني والحقيقي بين الدعوات هذه
الدعوة كما سمعتم قائمة على منهج السلام وفي اصل القرآن هو كتاب السلام
وهو داعي السلام ونبينا محمد بعث بالسلام ومجددا لمعاني السلام ومطبقا
لمنهج السلام في الارض , مؤكدا بأن اي منهج آخر يميل الى ذم او دم او
يميل الى صراع ونزاع فلا علاقة له بهذه الدعوة ولكن تأخذ مأخذها في
الحياة لأمر يريده الله لذلك يجيب ان نثبت قلوب هذه الاجيال للمحافظة على
القرآن ومتعلقاته لان القرآن هو المصدر الاول للتشريع والفتح وعطاء الله
في عباده وهو اول رسالة انزلت من السماء للأرض لأجل ان يتعرف الناس على
شرف التواصل بين العبد وربه بالواسطة المباركة هو نبينا محمد صل الله
عليه وسلم الذي انزل عليه القران في 23 سنة وكانت هذه المرحلة هي الحفظ
لهذا الدين , واشار بان الزمان مقلق والقرآن انزل لإطفاء الحرائق حرائق
القلوب والعقول والنفوس واغلب ما اصاب الناس في حياتهم هي هذه الحرائق ,
ناشد العالم والمفكر الاسلامي / ابوبكر العدني بن علي المشهور بأنه ينبغي
علينا في قرأت القران بشي من التمعن والتدبر لأجل ان نستخلص منه العافية
وصحة الجسم وصحة التوجه وصحة الضمائر نطفي به حرائق البيوت والاسر
والمجتمعات نميز انفسنا عن غيرنا وأن كان لغيرنا مميزات لكن يجب ان نضل
على هذا التميز في خدمة كتاب الله وخدمة سنة حبيبه ونبيّه محمد صل الله
عليه وسلم وخدمة اسلافنا التي وضعوها في حضرموت وانتشرت في اصقاع العالم
التي تحمل راية السلام .
كما القاء العلامة والداعية الاسلامي الشخصية العالمية عميد دار المصطفى
للدراسات الاسلامية / عمر بن سالم بن حفيظ كلمة في هذه الجلسة الروحانية
قال فيها : الحمد لله على ساعات الاتصال بأسرار التنزيل والإنزال وختم
الارسال والسند العال إلى ذلك المرتقى العظيم وارتباط ذواكر وحوافظ
وقلوب وارواح بأنوار هذا التنزيل بمقتضى بما كان سند لخير معلم وهادئ
ودليل من اختارته حظرة الألوهية ليكون المبلغ في هذا العالم الانساني
والعالم الدنياوي عباد الله المكلفين اخبار إلاههم ومختاره لهم وما
دعاهم اليه وما فرضه عليهم وما ندبهم اليه الحمد لله على ذلك , مشيرا بأن
هذه الاتصالات بمعانيها الواسعات في المجلس عندنا من الشيخ واهل العلم
وارباب البصيرة ومن الاعيان واهل التوجه ومن الكهول ومن الشباب ومن
الناشئة والاطفال من تسقى ارواحهم جميعا بسر ما جمعنا من لا اله إلا الله
محمد رسول الله على الوجهاء الا الله جل جلاله وعلى ادراك ان اختيارات
الناس في العالم في مختلف مساراتهم وافكارهم وسلوكياتهم كل ما خرج منها
عن منهج الله ومنهج رسوله لا يحمل للبشر خيرا ولا نورا ولا بركة ولا
سعادة , مؤكدا بقوله فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او
يصيبهم عذاب اليم , يقين يجب ان تمتلئ به القلوب والصدور وندرك به هذه
المعاني التي سمعنا الحبيب ابوبكر العدني يتكلم عنها معاني ما بدلوا
تبديلا وان لا نستبدل بالشريعة او الطريقة بالحقيقة ولا نستبدل بالسند
سندا ولا نستبدل بالمسلك مسلكا بأمر واحد قوة الترابط بحقائق لا اله الا
الله بأوضح واشرف الاسانيد الى المبلغ محمد بن عبداللاه واليقين منا ان
الدنيا والآخرة امرهما بيد واحد خالقهما لا غيره ولا سواه لا أفراد ولا
جماعات ولا شعوب ولا دول ليس بيدهم شيء في الامر ما إلا ما يفتنهم بهذه
الصور التي عليها يتنازعون ويتصارعون ويضرون غيرهم ويستحلون النفاق
والتحلي بالشعارات الكاذبات والنيل من الآخرين اموالا واعراضا و انفسا
ودماء مع تبيحات كثيرات بتقدمات وتطورات ورعاية حقوق وغير ذلك كلمات
جوفاء ليس لها في الواقع المعايش ولا في الحياة وجود ولا اثر إنما الأثر
الموجود اثر محمد صل الله عليه وسلم , وأضاف العلامة بن حفيظ ان الحقيقة
رب الخليقة اختار خير الخليقة ترك لنا هذا المنهاج , مؤكدا بأن كل من شذ
عنها وانحرف تحت اي مسميات وشعارات ضال سيندم .
واستهل الجلسة رائد مدرسة التبيان والمثابر في هذا البنيان ومشجع الفتية
على حفظ القرآن فضيلة الشيخ القارئ والحافظ / ياسين بن احمد ياسين باحميد
بكلمة رحب فيها بالجميع موضحا بأن دار الابتهاج واصل خدمته لنشر علوم
الشريعة الغراء وفي مقدمتها القرآن الكريم , فتم إنشاء مدرسة التبيان
لتعليم القرآن الكريم وعلومه كقسم من اقسام الدار في شهر ربيع الآخر لعام
1427 هـ على يد الشيخ المقرئ فتحي بن طه الزبيدي من دولة العراق , لافتا
بأنه يبدأ التسجيل في المدرسة ابتداء من شهر ذو الحجة من كل عام وتبدأ
الدراسة من شهر محرم بينما اوقات الدراسة ساعة قبيل المغرب وهي قترة
الحفظ وساعة بعد المغرب وهي فترة المراجعة واخذ الكتب في مختلف العلوم في
الفقه والنحو والسيرة والآداب وما يتعلق من علوم القرآن مشبرا بأن الهدف
الاسمى للمدرسة هي المساهمة في خدمة تعليم القرآن الكريم والعمل على نشر
علومه مع الاهتمام بعلم التجويد والقراءات والتفسير واللغة العربية
وتنشئة جيل يحمل القرآن ويتلوه تلاوة صحيحة متقنة بالإجازة والسند المتصل
إلى النبي صل الله عليه وسلم إضافة إلى العمل على غرس الروح القرآنية
والخلق القرآني فكرا وسلوكا في حياة حملة القرآن الكريم وتنشئة الصغار
على اتقان القراءة والكتابة ونطق الحروف العربية نطقا صحيحا , مشيرا بأن
المدرسة تنقسم إلى ثلاثة اقسام رئيسية وهي قسم التهجي والتلاوة والحفظ
والقراءات , لافتا بأنه خلال العام الدراسي تقيم إدارة المدرسة عدد من
الفعاليات وابرزها / إحياء مجالس ختم القرآن لكل من ختم المصحف وعقد
الدورات الصيفية المتخصصة في القرآن الكريم إضافة إلى تنظيم زيارات
للعلماء والصالحين والتماس النصح والدعاء منهم وإقامة جلسات أدبية وانشطة
رياضية ورحلات ترفيهية لطلاب المدرسة , مشيرا بأن المدرسة منذ تأسيها
تخرج منها ثلاث دفعات من الطلاب الدفعة الاولى شملت 5 حفاظ بالسند
والإجازة و 3 حفاظ القرآن الكريم و 5 متلقين للقرآن الكريم نظرا بالتجويد
والاتقان , والدفعة الثانية 3 حفاظ و4 متلقين للقرآن الكريم نظرا
بالتلاوة الصحيحة والتجويد , واما الدفعة الثالثة التي يحتفى بها اليوم 4
حفاظ بالسند والاجازة و7 حفاظ للقرآن الكريم وعدد 5 متلقين للقرآن الكريم
بالتلاوة الصحيحة والتجويد .
وتخللت الجلسة القرآنية عدد من الفقرات منها انشودة من المنظومة الجزرية
وتقديم نماذج من المقرر للتهجي قدمها طلاب المدرسة كما قراء الحفاظ سور
ختم القرآن ثم دعاء ختم القرآن .
وفي ختام الجلسة تم تكريم الحفاظ بصحبة اولياء امورهم وسط مباركة الجميع