ابناء المديريات الجنوبية بشبوة.. الحصول على البطاقة الشخصية.. حلم صعب المنال ، فإلى متى ؟تقريرخاص
لايختلف اثنان في شبوة على حجم معاناة وصعوبة الحصول على البطاقة الشخصية من مكتب مصلحة الاحوال المدنية والسجل المدني بالمحافظة ، نظرا للزحام الشديد على مكتبها الرئيس في عاصمة المحافظة ،حيث يكتظ يوميا المئات من ابناء جميع مديريات المحافظة ، باستثناء ابناء بيحان وعسيلان ،
على مكتب الاحوال بعتق. لدى زيارتنا للاحوال المدنية بعتق الاسبوع الماضي ،شاهدنا نسبة عالية من المواطنين الراغبين في الحصول على البطاقة الشخصية ، ينتمون للمديريات الجنوبية الثلاث ميفعة ورضوم والروضة ، وليس ذلك بغريب ، اذ تشكل هذه المديريات ثقل سكاني كبير ، حيث يبلغ مجموع سكانها نحو مائة الف نسمة بحسب تعداد عام 2004م، واذا ما تم احتساب الاسقاطات السكانية المتعارف عليها ،فان عدد سكانها حاليا يتراوح بين مائة وخمسين الف ومائتي الف نسمة. محطات الالم في طوابير طويلة يصطف ابناء المديريات الثلاث مثل غيرهم من ابناء المحافظة ، يكابدون جميعا معاناة الانتظار للحصول على مبتغاهم ، حدقت عيناي في ذلك المشهد ، وسالت بعضا منهم فوجدت ان اغلبهم ينتمون للمديريات الجنوبية الثلاث، تسمو على وجوههم علامات التعب والارهاق والانتظار والضجر ، بل والانهزام. الحل الاستاذ محمد عبدالله لحمر من الكوادر التربوية المخضرمة في مجال التربية والتعليم في مديرية ميفعة ، غزا الشيب جل شعر راسه ، وجدته يتالم كثيرا وهو يشهد مثل هذا الموقف المذل، تحدث الينا بالقول:"" نحن في المديريات الجنوبية ميفعة ورضوم والروضة نعاني كثيرا من عملية استخراج البطاقة الشخصية ، الناس تخسر قيمة مواصلات من المديريات إلى عتق ، وغالبا يظطرون للمنام في عتق اكثر من يومين لان المعاملة لاتنجز في نفس اليوم ، يعني سكن وغذاء ومواصلات واجور معاملة وغيره ،، وهذا يكبد الناس خسارة كبيرة خاصة وانه هنا زحام شديد من كل شبوة ، ولذا نرجو ان تقوم السلطات المعنية بتسهيل الحصول على البطاقة الشخصية ،خاصة وان توقف الاحوال المدنية عن العمل بعد الحرب اكثر من عامين ، زاد من اعداد طالبي البطاقة ، والناس كما تشاهد زحمة "". يقترح لحمر كخطوة اولية لحل مشكلة المديريات الجنوبية تحديدا ، "" اعادة تاهيل مكتب مديرية ميفعة ، الذي هو في الاصل يعمل حاليا ، ولكن بامكانيات شحيحة ، واضافة مهمة استخراج البطاقة الشخصية للمكتب ""، مشيرا في حديثه إلى ان ذلك الامر سيعود بالنفع على المديريات الثلاث ،وتخفيف المعاناة عن أبنائها، بل وحتى تخفيف الزحام عن المكتب الرئيسي في عتق "". تفعيل مكاتب الاحوال يتحدث الاستاذ مهدي حسين المستور من الشخصيات الاجتماعية بمديرية رضوم ،عن معاناة ابناء رضوم وتكبدهم خسائر مادية كبيرة للوصول لمركز المحافظة بهدف استخراج البطاقة الشخصية. ويدعو المستور بهذا الصدد لاعادة تفعيل مكاتب الاحوال المدنية في المديريات وصرف البطائق الشخصية عبرها ،مثل ماكان ذلك في عهد دولة الجنوب السابقة والتسعينيات من القرن الماضي. بيد ان المستور يستدرك في حديثه بمقترح اخر ،قائلا :"" اذا السلطات والجهات ذات العلاقة عاجزة عن هذا الراي ، هناك راي اخر وهو تجميع عدة مديريات في محور واحد ومركز واحد يكون متوسط لعدة مديريات ، واعتقد ان المديريات الجنوبية الثلاث رضوم وميفعة والروضة ، ممكن ولو بشكل مؤقت استخدام مكتب الاحوال المدنية في ميفعة لصرف البطاقة ، خاصة وانني حسب ماسمعت يعمل بشكل جيد ومفتوح في مبنى المجمع الاداري في عاصمة المديرية ، وماعليهم الا رفده بالاجهزة والمعدات اللازمة بذلك "". ايام من العذاب يتالم كثيرا احمد باصهيب من سكان مدينة الروضة ، بعد ما قضى اربعة ايام متواصلة في عتق في معاملة البطاقة . قالها بتنهيدة الم وحسرة :""ياخي تعبنا ، اربعة ايام وانا من طابور إلى طابور ، اشتي بطاقة ، وعادني لحد الان مطبر ، انا منتظر الخطوة الاخيرة اليوم وهي التصوير ،بس الكهرباء انطفت ، ويمكن اروح واجي بكره "". وللمعاق نصيب من مديرية الروضة ايضا ، وجدنا المعاق نبيل العوش ينتظر ان يعود التيار الكهربائي لمحطة عتق المركزية ، حتى يستنانف العمل في مكتب الاحوال المدنية ، ويستانف إجراءات حصوله على البطاقة. بصعوبة في النطق تحدث الينا المعاق :"" ليش مايفتحوا لنا مكاتب للاحوال المدنية في المديريات الجنوبية "". اكتفيت بكلماته تلك التي اوجزت حل مثل هكذا معاناة. الالم القادم من البحر المعاناة كبيرة لابناء المديريات الجنوبية ، ففي اليوم الذي اعددت هذه المادة ، تحدث الي عدد ممن وجدتهم من ابناء مديريتي رضوم وميفعة ، عن معاناة عدد من شباب مدينة بئر علي الساحلية قضوا مع اسرهم خمسة ايام كاملة بنهارها وليلها ، في معاملة منهكة لاستخراج البطاقة . سمعت بهولاء الشباب واسرهم في اليوم السابق ، بحثت عنهم لم اجدهم ، اخبروني بمغادرتهم . يصف احد الاخوة الذين وجدتهم حال تلك الاسرة بالقول :"" اصحابنا روحوا امس ، ياخي تعبوا كثير ، مطبرين خمسة ايام في النهار ،، وفي الليل يمسون في الفنادق ،وياكلون في المطاعم ، بصراحة تبهذلوا كثير ، ليش ماتكتبون عن معاناة الناس "". قهقة بين الدموع عند السابعة والنصف صباحا وصل ناصر عجره إلى مدينة عتق ، برفقة احد اقرباءه، نزلا من صالون الاجرة المنتهي صلاحيته ، و اظطرا لركوب باص حديث من الشارع العام ، ليتجه بها لمكتب الاحوال. عند البوابة الخارجية ، نظر بن عجره نحو مكتب الاحوال ، وشعر بالصدمة والاندهاش امام تلك الافواج اللامتناهية من البشر. فكر ان يتراجع عن فكرة البطاقة ، لكن لامناص امامه الا استخراجها ، فهو في حاجة ملحة لها. يتحدث بن عجره في اليوم الثاني قائلا :"" وصلنا يوم امس انا واحد اصحابي ، وسبب الزحمة والمحسوبية وانقطاع الكهرباء ،لم تستكمل معاملتنا ،قالوا لنا تعالوا العصر ، ورجعنا العصر ،ولكن لا فائدة ، وامسينا البارح في عتق ، واليوم سرحنا من جديد لاستكمال المعاملة ، وعادنا نعامل مثل ماتشوف ،ولاندري نكملها اليوم ، او عادنا يوم ثالث ورابع ، هههه‘‘. قهقهة بن عجره ، مغلفة بحزن و الم يعانيه الرجل مثل غيره من الناس ،لهذا ناشد قائلا :"" نرجو من الاخ المحافظ الاسراع في اصدار قرار اعتماد صرف البطاقة في مكتب الاحوال بمديرية ميفعة لانه وسط بين المديريات الجنوبية وبيحل مشكلة كبيرة "". معاناة لاتنتهي يطول الحديث عن معاناة ابناء مديريات ميفعة ورضوم والروضة للحصول على البطاقة الشخصية ، فكثيرة هي الحكايات والقصص المؤلمة التي سمعتها وشاهدتها، وما اوردناه هنا ماهو نماذج بسيطة وجدناها في يوم زيارتنا للاحوال المدنية في عتق ، ولم نتطرق هنا لمعاناة النساء القادمات من تلك المديريات ، فالحديث عن ذلك ماساة لحالها. خلاصة الخلاصة خلاصة الخلاصة ان الامر لايحتاج مزيدا من التعقيد والفحس والبهذلة و الاذلال، فالامر لا يعد صعبا ولامستحيلا ، وبامكانيات ليست بالكبيرة ستحل بالمشكلة. ويامل ابناء مديريات رضوم وميفعة والروضة التي تمر فيها انابيب النفط والغاز ، ان يتدخل محافظ شبوة الاستاذ محمد صالح بن عديو ، بوضع حد لكل ذلك الالم والوجع الذي يعانوه ، اسوة بمديريتي بيحان وعسيلان ، لاسيما وانه وعد في لقاءنا معه في بداية عهده ان يفعل ذلك ، ولذا نقول له :وعد الحر دين!!.