مستشفى حبان شبوة ., أمال تضيئ وصعوبات تعرقل

عدن الحدث| خاص ـ مريم بارحمة


في ظل الأوضاع الراهنة والأزمة الإنسانية التي يشهدها الجنوب بسبب اجتياح الجنوب والحرب الجنوب التي ماهي الا امتداد لحرب صيف 1994م وفي عمق هذه الأزمة تجد أبناء شعب الجنوب بمختلف أطيافهم السياسية ومكوناتهم واحزابهم وقبائلهم كالجسد الواحد بل ان هناك مبادرات تنبثق في دجى الظلام لتنير، وايادي بيضاء تمتد لتقدم واجبها الإنساني والأخلاقي والوطني وتنفذ حياة المواطنيين شعب عظيم لأتكسر عزيمته وقوة أيمانه بالله   .


وفي هذا الاستطلاع نسلط الضوء على أحد هذه المبادرات والأعمال الإنسانية والتي قام بها مجموعة من الأطباء الشباب في مستشفى حبان بمديرية حبان محافظة شبوة هذا المستشفى الذي ناله النصيب الاوفر من الاهمال والتدمير الممنهج مثل باقي مستشفيات الجنوب  . 
فقد قام مجموعة من الكوادر الطبية من أبناء شبوة المخلصين بتجهيز المستشفى وإعادة تاهليه وفتح المخازن ليجدوا بها اجهزة نوعية منذ 2005م بين جدران المخازن دون الاستفادة منها   .

ومن خلال هذا الاستطلاع نسلط الضوء اكثر على هذا العمل الجبار ومعرفة مأتم انجازه و ماهي الصعوبات التي تقف عائقاً أمامه  . 
احد الكوادر الطبية الشابة الدكتور| محمد مهدي البابكري "استشاري جراحة الكلى والمسالك البوليه ونائب عميد كلية الطب جامعة عدن" وضح لنا الكثير خلال الحوار معـه حول هذه الفكرة   :

* بداية انطلاق فكرة تأهيل مستشفى حبان بمديرية حبان محافظة شبوة . 

حيث قال الدكتور محمد مهدي ان المبادرة إنطلقت بمجهود ذاتي منا كأطباء حيث تناقشنا أنا وزملائي بمجموعة بالواتس اب وكلهم رحبوا بالفكرة وتطوعوا للعمل ثم عرضناها على الاخ / احمد علي باحاج محافظ محافظة شبوة وأبدى ترحيبه ودعمه حيث خصص مبلغً للتشغيل والمصاريف  .

* كيف تم العمل على ارض الواقع ؟

العمل بدء بعد تواصلنا مع زملائنا الأطباء والمساعدين والممرضين من أبناء شبوة وعرضنا عليهم العمل التطوعي ورحبوا بالفكرة وبدئنا منذ يوم الأحد 26 ابريل 2015م بتجهيز وتأثيث المستشفى وسكن الأطباء .

* القرى والمديريات التي ستستفيد من هذا المستشفى بمشيئة الله ؟ 

 المستشفى يخدم كل محافظة شبوة نظراً لان عاصمة محافظة شبوة عتق تحت نيران العدوان الحوثي وصالح وكذلك نحن نستقبل مرضى من محافظة أبين .

* آلية عمل المستشفى ؟ 

اكد الدكتورمحمد مهدي ان المستشفى يعمل على مدار 24 ساعة صباحاً بكل الطاقم الطبي ومساءً هناك طبيب مناوب يستقبل الحالات الطارئة وقابلات يستقبلن حالات الولادة ويمكن استدعاء الاختصاصي أذا دعت الضرورة .

* الاقسام (العيادات) التي تم تشغيلها وتأهيلها بالمستشفى ؟

 الاقسام التي تم تاهيلها وتشغيلها عبارة عن عيادة لطبيب عام ، وعيادة نساء وولادة وعيادة التخصصات بالمسالك البولية والجراحة والعظام وتم افتتاح غرفة للعمليات،  حيث ان المستشفى كان يعمل في نطاق ضيق جداً ولا يوجد اختصاصيين  .

* هل تعانون من نقص الكادر الطبي في بعض التخصصات ؟
 النقص بالتخصصات النادرة مثل جراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية .

* هل تم دعمكم من أي جهة ؟ 
طبعاً أسلفت سابقاً تلقيناً دعم من محافظ شبوة كما وصلتنا محاليل وريديه من السعودية ونحن بانتظار دعم وعدونا به ولم يصل حتى الان .

* الصعاب التي تعيق انجاز عملكم الإنساني هذا ؟ 

 من الصعوبات انعدام الوقود لان الكهرباء تعمل في مديرية حبان من الساعة 4عصراً الى الساعة 8 مساءً فقط ، والمستشفى يعمل بمولد كهربائي صغير ولا يشغل جهاز الأشعة  ،

عدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية ، غرفة العمليات ينقصها الكثير من المعدات ،
توجد صيدلية بالمستشفى ولكن ليس بها شي من الأدوية .. !

*  رسالة توجهها للكوادر الطبية بهذه الظروف التي نعانيها ؟

اليوم هو يوم البذل والتضحية من أجل ديننا ووطننا واهلنا فعلينا تقديم كل مانستطيع دون ان ننتظر مقابل من أحد .

* الرسالة او المناشدة التي تودون إيصالها ؟

 نناشد كل المنظمات الدولية والانسانيه الحقوقيه بتقديم الدعم بالادوية والمعدات الطبية وكذلك التغذية للنازحين وهناك نقص في بعض التخصصات وإن أمكن عمل مستشفى ميداني وتجهيزه بالمعدات ونحن لدينا كوادر طبية ممكن تعمل معهم ولدينا كذلك مساحة داخل المستشفى كافة يمكن استغلالها وتأسيسها بالأجهزة والمعدات  .
أيضاً نطالبهم بتسهيل دخول المشتقات النفطية لأنها شريان الحياة للناس   .
وهناك مشكلة تواجهها مراكز الغسيل الكلوي بمحافظة شبوة فهي مهددة بالتوقف نظراً لعدم وجود المحاليل اللازمة حيث لم تورد لعامي 2014م وعام 2015م .

* كلمة إلى الجهات المعنية بالأمر  .

نناشد الرئيس هادي ونائبه وقوات التحالف العربي سرعة إغاثة المناطق والمحافظات المنكوبة وخاصة العاصمة عدن، فقد كنت هناك في مستشفى 22 مايو وقمنا مع بقية الزملاء بتشغيله بطاقته القصوى بعد أن كان يعمل بأقل من 20% من طاقته فالوضع بعدن وضع كارثي ، فالأطباء والفنيين وكل العاملين لديهم روح التفاني ومستعدين لبذل كل مايستطيعون وهم بحاجة للدعم والرعاية وتوفير متطلبات العمل  .
ونحن بدورنا كإعلاميين ننقل هذه الآمال وآلام والصعوبات إلى كل الجهات المعنية بالأمر وإلى كل فاعلي الخير ومتمنين لهم التوفيق، وأن تحذوا كل مستشفيات الجنوب حذوهم .