الدولة الجنوبية بين الحلم والواقع

ماذا اقول عن الحلم الذي ضحى من اجله عشرات الالاف من الجنوبيين الأبرياء الأنقياء هل سيختفي بسبب الغباء وتهور البعض والفساد الذي يشاهده العالم من بعض الجنوبيين. والمفارقة العجيبة بان اعداء الجنوب عينهم على الجنوب رغم تصارعهم وحروبهم وقتالهم لبعضهم البعض فمثلا انقلاب صنعاء اول عمل قاموا به هو غزو الجنوب في 2015 وهزم والشرعية التي يفترض ان تكون عدوة للانقلابيين سيرت جيشها تتقدمها طلائع القاعده وداعش من مأرب لغزو عدن في 2019 م وهزمت وبعدها فرضت حصار ظالم على الحنوب حتى اصبح الوضع مأساوي وهذا ابلغ دليل بان الجنوب في خطر ولكن من المؤسف بعض الجنوبيين لديهم عقول شديدة الانسداد لا تريد ان تفهم اللعبة ولا زال البعض منهم يعيش عمى الوان سياسي لا يفرقون بين البر والشعير ينفذوا اجندات بغباء شديد مقابل منحهم بعض المناصب والفتات من المصالح الشخصية. انقسام الحنوبيين شوش على قضيتهم واعطى رسائل سلبية للاقليم والعالم والبعض من الجنوبيين يبحث عن موقع في السلطة فهذا الامر ممكن الحصول عليه وبسهولة وهناك من يوفر لهم هذه الرغبة وبعدها يتركونهم يغوصون في الفساد ليصبحوا بعد ذلك اسرى لمصالحهم الشخصية والثروات التي جمعوها لكن بالمقابل لابد من دفع الثمن وهو جر الجنوب نحو باب اليمن ضداً على تطلعات شعب الجنوب فالطرف الشمالي يلعب على هذا الوتر بل ويبالغ في توفير الظروف لإغرائهم بهيلمان السلطة وترفها حتى تتشكل مصالح شخصية تتحول الى قيد على توجهاتهم السياسية ومن اجل الحفاظ على وضعهم الجديد سيبقون مثل العبيد وراء اطماعهم الشخصية وينسون حاجة اسمها جنوب ويفرض عليهم تقديم التنازلات وافضل الخيارات امامهم هو طريق باب اليمن. السياسات الخاطئة لبعض الدول الكبرى وبعض دول الاقليم كانت ولا زالت سبب الحروب في المنطقه وهي الان تعمل بهدف فرض تسوية سياسية تخدم مصالحهم بالدرجة الاساسية على حساب المصالح الوطنية فهم من منع البعض من الانتصار ويستخدمون سياسيات مزدوجه مع وضد في وقت واحد ويدعون الحيادية مما أدى إلى اطالة امد الحرب والهدف تهيئة الظروف لتسويات لا تخدم إلا مصالحهم فقط. هذه مقدمة ضرورية حتى يفيق من لديه غشاوة على بصره وبصيرته حتى يعود الى رشده ويحزننا كثيرا ان نسمع عن حوادث مخلة بالامن والاستقرار في عدن ويكون أبطالها قوات تابعة للانتقالي وتكرار الحوادث يعني ان هناك خلل في القيادة والسيطرة والأمر يحتاج إلى اعادة هيكلة تلك القوات بشكل فوري لمنع وقوعها مرة اخرى ومع الأسف نحن في السنة العاشرة ولا زال البعض يتصرف بدون وعي واتزان ويعتقد انه الوحيد في هذه الارض الذي لا يردعه اي عقاب او محاسبة ولا يعمل حساب لاي اعتبارات سياسية او وطنية او غيرها والعالم برصد تلك التصرفات الخارجة عن النظام والقانون وهناك اعداء للجنوب يتربصون بالقضية الجنوبية ويقدمونها بانها مشروع فاشل ولهذا يفترض من المسؤلين الذين يعتبرون انفسهم حاملي القضية الجنوبية بان يرتفعوا إلى مستوى المسؤلية ويتصرفوا بحكمة وان يمارسوا النزاهة والعداله عند التعامل مع قضايا المواطنين وممتلكاتهم وممتلكات الدولة فلا أحد يعتقد بان الأمور سائبة ان لم يحاسب اليوم على خرقه للنظام والقانون سيكون الحساب غداً فعدن هي عاصمة الجنوب وأرضها وجبالها وبحارها وسمائها ملك دولة الجنوب وليست متروكة لمن هب ودب او يعتبرها البعض ملكية شخصية هناك من اراد تحويل عدن إلى قربة وذهب إلى غير رجعة وبقيت عدن رغم الشرور الذي زرعها فيها والتي نعاني منها الى اليوم. لاول مرة تتوفر ظروف ان تحكم عدن وبعض المحافظات الجنوبية الأخرى عبر ابناءها وتتوفر لحمايتها قوات جنوبية ومن مقاوميها الذي واجهوا الغزاة وانتصروا فلا يجب ان تصدر منهم تصرفات غير لايقة وخارجه عن النظام والقانون فعدن جوهرة الجنوب ان صلحت صلح الجنوب فان أحسن المتربعين على عرش عدن مدنيين وعسكريين الأداء في عدن فانه سينعكس على بقية محافظات الجنوب وان اسأوا فالجنوب سيتضرر بشكل كبير فالكل ينظر اليكم والى تصرفاتكم ان كانت تخدم اعادة دولة جنوبية بحق وحقيقه او العكس ووجودكم في هذه الاماكن في القوات او المسؤليات الادارية الاخرى تعتبر امانه في اعناقكم لا يمكن تبرير اي تصرف خارج النظام والقانون بل محسوب ليس عليكم كأشخاص ولكن محسوب على قضية الجنوب التي يناضل شعب الجنوب من اجل استعادتها فلا يجب تقويض انتصارات الجنوب بمثل هذه التصرفات السلبية من الواجب التنبه إلى مسالة في غاية الاهمية عدم الجمع بين المسؤلية الادارية والامنية والتجارة او الاستثمار سواء مباشر او من تحت الطاولة فكل شيىء مكشوف وتظهر ملامحه ولا شيىء يتخبىء فكل واحد يراجع حساباته ولان ذلك يؤدي إلى خراب البلاد والعباد فمن تربح من الاولين السابقين من مناصبهم فقد رحل غير مأسوف عليه الى مزبلة التاريخ لا يجب تكرار ذلك تحت اي ظرف فلن تبنى دولة الجنوب بالفساد ومخالفة النظام والقانون. فالنزاهة والاستقامة وتحقيق العدالة في الممارسة العملية تعتبر من اهم مقومات تحقيق حلم الدولة الجنوبية . قاسم عبدالرب العفيف

مقالات الكاتب