الهدنة بين رغبة المستفيدين ..ومعاناة المواطنين

منذ ان بداء تطبيق الهدنة التي اقترحها المندوب الاممي ووافقت عليها اطراف النزاع ومالحقتها من خطوات مثل فتح مطار صنعاء وتوقيف الحرب في كافة مجالاته ورغم ماحصل فيها من اختراقات الا ان المواطن اليمني شعر بالسكينة ووقف النزيف الدموي والخسائر المادية التي تسببها الحرب لكافة الاطراف . وماتلاها خلال الايام القريبة من مفاوضات لفتح الطرقات في عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية عمان واختتمت جولتها الاولى بين المفاوضين حسب تصريح مكتب مندوب الامم المتحدة فالشعب اليمني يراقب بشدة سير تلك المفاوضات ومنتظر نجاحها من اجل فك الحصار وفتح الطرقات الامر الذي سيخفف عن كاهله كثير من المعاناة والخسائر المادية التي يدفعها نتيجة لاغلاقها تلك . فامل المواطن اليمني كبير في الله سبحانه وتعالى و الرجال المخلصين والدول الشقيقة في مساعدته في تخفيف معاناته وطوي صفحة الحرب التي وصلت الى كل بيت يمني وكلفت الوطن الكثير والكثير من المعاناة والتضحية ودمرت البنية التحتية واحرقت الاخضر واليابس وجعلت غالبية المواطنين اليمنين يعيشوا وضع معيشي سئ جدا منتظرين ان تتكرم عليه بعض الدول بواسطة المنظمات الدولية وجمعياتها المحلية التي جنت من تلك المعاناة الارباح المادية و جعلت منها سوق لبضاعتها تحت اسم تخفيف المعاناة و اغاثة المحتاجين والنازحين بشي قليل لايسمن ولايغني من جوع وفقا للمثل القائل ..مصائب قوم عند قوم فوائد .. كل ذلك تجلا خلال تلك الحرب الظالمة والتي استغلتها العديد من الجهات والمنظمات والافراد من كل الاطراف والتي استفادت من تلك الحرب ونقلتهم الى واقع اقتصادي كبير وامتلكوا الثروات المادية والاستثمارات في بلدان العالم وبالمقابل سحقت الكثير من ابناء الشعب اليمني وحولتهم من واقعهم الاقتصادي الممتاز الى واقع يرثى له . فمثل هؤلا الذين استفادوا من الحرب من كل الاطراف لايراق لهم ان توقف تلك الحرب لانهم يروا ان فيها مصدر رزقهم وتجارتهم . اما الذي يتطلع الى توقيف تلك الحرب هم الغالبية العظمى الذين خسروا كل مايملكوا من ثروات ودمرت منازلهم وانهارت معيشتهم وفقدوا ابناءهم وكذلك الاسر التي فقدت معيلها وابناء الشهداء الذين لم تصلهم مرتبات ذويهم ولم يحصلوا على التعليم او الدواء والجرحى الذي لم يندمل جراحهم ولم يتمكنوا من مواصلة علاجهم نتيحة الاهمال وعدم الاهتمام من قبل بعض الجهات المعنية وكذلك الكوادر العسكرية والاكاديمية والمدنية المؤهلة الذي همشت وتجاهل دورها وانقطعت مرتباتهم واصبحوا في امس الحاجة للقوت الضروري لهم و لاسرهم وكذلك موظفين في السلك العسكري والمدني الذي لم تصرف مرتباتهم لعدة اشهر بل البعض لم يعد يستلمها منذ بداية الحرب ..فهؤلا هم بامس الحاجة لتوقيف الحرب عسى ان ينالوا حقوقهم ومستحقاتهم القانونية فالشعب اليمن لم يعد يتحمل اكثر مما مر علية خلال تلك السنوات فلهذا يقع على كل الرجال الخيرين والوطنين النظر لتلك المعاناة وعدم المساومة او المهادنة تجاة من يتعمد استمرار معاناة اليمنين وزيادة معاناتهم ويجعل من معاناة اهله ووطنه ورقة للمساومة لتحقيق مصالحة الذاتية . ففتح الحصار على المحافظات والسماح بتنقل المواطنين دون صعوبة مطلب كل يمني وتوفير الخدمات الضرورية ومنها الكهرباء والمياة وضبط اسعار المواد الغذائية والكماليات الضرورية وتوفر الدواء والحياة الكريمة للمواطن مطلب كل يمني ومع نهاية المدة الزمنية المحددة للهدنة الاممية يرى المواطن اليمني في كل الاحوال ان الهدنة افضل من الحرب واستمرارها يعمل على تهدئة النفوس وتقليل المعاناه ودعم الجهود الدولية والتحالف مهم جدا للوصول الى وقف الحرب بصورة نهائية وجلوس الجميع على طاولة المفاوضات تحت رعاية الامم المتحدة . وفق الله الجميع لمافيه الخير . 31/5/2022

مقالات الكاتب