الاسرى ـ فرحــة وفي القلب نغـــــصة !

سعادتي اليوم وفرحتي لا توصف كبقية ابناء اليمن بصفقة تبادل الاسراء وعودتهم الى اهلهم وذويهم بعد سنوات من الأسر والعيش في غياهب السجون وتعرضهم لكثير من المعاناة والمتاعب اثناء الأسر والتحقيقات .. الخ وهاهم جميع ابناء اليمن قاطبة عائشين تلك الفرحة الى جانب ذوي الاسرى المفرج عنهم وهاهي دموع الفرح تنهمر في استقبالهم ومعانقتهم لأهلهم وأصدقاؤهم ، بعد سنوات من الحرمان فقد كثير من الاسرى خلالها بعض من ذويهم اثناء اسرهم واصبح مكانهم فارغ في محيطهم الاسري . ولكن رغم تلك الفرحة لازال في القلب (نـــغــصة) فهناك اُسر بحالها اليوم تبكي الماً وتذرف دموع الحسرة والحزن بعكس دموع مستقبلي اسراهم نتيجة لعدم الافراج عن اسراءها ولازالوا على امل بالأفراج عنهم واخرين اشد الماً هي تلك الاسر التي غيبت الاقدار ابناءها في السجون ولم يعد اليهم الامل في اللقاء بهم الا عند مليك مقـتدر . اليوم تختلط دموع الفرح والحزن لدى ابناء الشعب اليمني الذي اذاق كل ويلات الحرب اللعينة الذي ابتلي بها ودفع ثمنها في كل نواحي حياته. ثمان سنوات تحولت احوال الناس فيها من امن واستقرار الى حرب ودمار ، حرب اكلت الاخضر واليابس ودمرت مقومات دولة ذات سيادة . فقد اليمن فيها الالاف من ابناءه وتيتم فيها الاطفال وثُكلت النساء واصبح الكثير من الاسر بلا معيل لها ، و وانهارت العملة وانعدمت فيها المعيشة واصبح غالبية الشعب يقتات على المعونات الدولية ويفتقر الى ابسط مقومات العيش الكريم , ثمان سنوات ترعرعت وكبرت فيها طفيليات الحرب وتغذت على معاناة الشعب المغلوب على امره فأثرت وامتلكت الأموال وتوسعت استثماراتها في دول العالم الخارجي وعاثت في الارض فساد دون خوف او وجل . والمشكلة انها لازالت هناك بعض الأصوات تعارض توقيف الحرب وهم من الذين استثمروا تلك الحرب وتحولت حياتهم وحياة اسرهم الى نعيم على حساب معاناة الشعب اليمني لكونها تتعارض مع مصالحهم الذاتية مهما غلفوا تلك الاسباب بأسباب اخرى ولكنها الحقيقة . فهل يتّعض اصحاب قرار الحرب ويعملوا على ايقافها والتقاط المبادرات الدولية الداعية للسلام والعودة للمفاوضات وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والشعب اليمني وتكفر عن تلك الجريمة التي ارتكبت بحقه . 14 ابريل 2023 م

مقالات الكاتب