حاملي المباخر ..ودواشين السلطة

قد يستغرب البعض تكرار كتاباتي عن تلك الفئة من بعض الاعلاميون وانصاف المثقفون والذين يسخروا اقلامهم للزيف والمديح والمبالغة وسرقة منجازات الغير و ينسبوها لمن يرضوا عنهم وقد تكون في اغلبها اقلام بما يسمى اقلام ماجورة وصاحبة الدفع المسبق وكل حرف بثمنه ..ومثل ذلك يحصل في كل زمان ومكان وخاصة في دياوين الحكام ومكاتب السلطة. وهو عمل سلبي وخطير ينعكس على المجتمع وعلاقتة بقيادتة وولاة امره ولدي قناعة بان هؤلاء هم سبب في نجاح او فشل من يحملوا مباخرهم او يشحذوا اقلامهم من اجله ولكن مايهمنا هو واقعنا وسلطتنا . فالمسؤلون هم بشر والبشر دائما معرضون للاخطاء ويقال من يعمل يخطئ ومن لايعمل لايخطئ وقد تكون تلك الاخطاء نتيجة اسباب موضوعية وذاتية ولابد للمسؤل ان يعترف بها وان يستمع لملاحظات الاخرين وخاصة من يتولى امرهم والمعارضه لانهما مرآة السلطة فبدونهما لايمكن لاي مسؤل ان يكتشف اخطاءه ويصححها فاذا ترك المسؤل بدون نقد وتقييم سيضل طريقة وسيقع في كثير من الاخطاء الكبيرة و التاريخية التي من الصعب اصلاحها وتصحيحها . صحيح احيانا قد يكون اسلوب النقد جارح او لاذع كما يقال ويصعب تقبله ويختلف ذلك بثقافة ووعي الشخص الناقد ويقال النصيحة احيانا تتحول الى فضيحة وتجريح فمتى ماكان اسلوب النقد وطريقتة سليمة ويراد منه اصلاح الاعوجاج سيلاقي القبول وسيعطي نتايجه الطيبة والعكس صحيح . الشي الذي نحن بصدد الحديث عنه هو هروبنا عن الاعتراف باخطاءنا واخفاقاتنا في مهامناومحاولة تحميلها الاخرون ممن نختلف معهم والمغالطة حتى في اسبابها . وبدلا عن اصلاحها يتم القيام بتشكيل فريق اعلامي للمدح والتمجيد من حملة المباخر ودواشين السلطة ومحاولة القاء اللوم على الاخرين وعدم الاعتراف بالفشل وتوزيعها للنشر في مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية . وقيام ذلك الفريق بتسخير اقلامهم ضد الغير وتمجيد من لايستحق التمجيد بدلا من تقديم له النصح والمشورة ويتم ذلك باسلوب فاضح ودون حياء وباقلامهم تلك يضللون المسؤل او الجهة المعنية عن اكتشاف اخطاءها وتصحيحها وترى بان الامور تسير على الوجة المطلوب بل بشكل افضل مما يتصورو وفي الاخير يكونا ضحية لخديعة تلك الاقلام السيئة التي تحاول ان تحول تلك الاخفاقات وعوامل الفشل الى عوامل نجاح ومكاسب لايستحقها وبهذا يصاب بالغرور والمكابرة وتزداد الاخطاء حتى يقع في الفشل والهزيمة ويكتشف ان كل ذلك الزيف والخداع هما سبب ذلك الفشل وقد يندم حين لاينفع الندم ويدرك بانه كان يعيش مرحلة من الوهم انعكست على اداءة وخدماتة التي يفترض ان يقدمها للمجتمع . و عند الفشل تتحول بعض تلك الاقلام بسرعة الى معول هدم وذم لذلك الضحية ومحاولة التبرؤ منه ومن اخطاءه . ولهذا نقول لتلك الفئة اتقوا الله في انفسكم واعلموا انكم محاسبون امام الله سبحانة وتعالى عن كل حرف كتبتموه وكل كلمة نطقتموها ولاتحاولوا ان تغالطوا او تحجبوا الحقيقه ويجب ان تكونوا انتم السباقون بالنصيحة لم يعز عليكم ويهمكم نجاحة وخدمتة فبذلك قدمتم خدمة جليلة للمجتمع وكسبتم الاجر عند الله سبحانه وتعالى . واعلموا ان الله سبحانه وتعالى يقول (: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) لقد ان الاوان ان تتركوا المباخر جانبا وان تتوقف السنتكم عن الزيف والمديح لمن لايستحقة فالمرحلة حساسة والصعوبات جمة والمسؤلية امانه .. والتاريخ لن يرحم .

مقالات الكاتب