* *الجنوب العربي شريك استراتيجي قادم.. وسنصنع سلامًا من موقع القوة*
الرئيس الزُبيدي: الجنوب العربي لن يعود إلى الماضي.. والقطيعة مع صنعاء نهائية*
* *الجنوب العربي شريك استراتيجي قادم.. وسنصنع سلامًا من موقع القوة* في حوار اتسم بالهدوء والجرأة والوضوح السياسي، قدّم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عبر شاشة قناة الحرة، رؤية متكاملة لمستقبل الجنوب، أطلق عليها اسم "الجنوب العربي"، كدولة فيدرالية حديثة تستند إلى الشراكات الإقليمية والدولية، وتتجه نحو مرحلة ما بعد الحوثي في إطار حل الدولتين. اللقاء، الذي جرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يكن مجرد حوار إعلامي، بل وثيقة سياسية واضحة المعالم، حددت موقع الجنوب في المعادلة اليمنية والإقليمية، ورسمت ملامح الدولة القادمة، القائمة على السيادة والاستقرار والانفتاح. بعد ثمانية أعوام من تأسيس المجلس، يتحدث الرئيس الزُبيدي من موقع رجل الدولة، واضعًا مشروعًا سياسيًا متكاملًا يهدف إلى استعادة دولة الجنوب العربي على أسس جديدة أكثر استقرارًا وتعددًا وانفتاحًا. الوحدة اليمنية.. من حلم الشراكة إلى واقع القطيعة استعرض الرئيس الزُبيدي في حديثه تجربة الوحدة اليمنية التي انطلقت عام 1990، قائلاً إنها تحولت من مشروع شراكة وطنية إلى وسيلة هيمنة، خصوصًا بعد حرب 1994 التي كرّست سيطرة صنعاء على الجنوب. وأضاف: “الوحدة التي قامت بين غالب ومغلوب لم تكن قابلة للاستمرار، وما حدث في 1994 أنهى فكرة الشراكة وأرسى واقع الاحتلال.” وأكد الزُبيدي أن القطيعة مع مفهوم اليمن الموحّد باتت نهائية، مشددًا على أن الدولة القادمة “لن تحمل اسم اليمن، بل اسم الجنوب العربي، تعبيرًا عن هوية جديدة وسيادة كاملة.” من الحراك الشعبي إلى الكيان السياسي يرى الزُبيدي أن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 كان نتاجًا طبيعيًا لتطور الحراك الشعبي والمقاومة الجنوبية، مشيرًا إلى أن المجلس أصبح اليوم المظلّة السياسية الشرعية لقضية الجنوب، استنادًا إلى اتفاق الرياض والمشاركة في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وإلى قاعدة جماهيرية واسعة في عموم المحافظات الجنوبية. وأكد أن المجلس يعمل على تحقيق التوافق الجنوبي الشامل من خلال الحوار الوطني ومشروع الدولة الفيدرالية، معتبرًا أن “الجنوب الموحد داخليًا هو الأساس لبناء الدولة المستقرة.” خريطة سياسية جديدة تتجاوز حدود 1990 في رؤيته المستقبلية، تحدث الزُبيدي عن مفهوم الجنوب العربي الذي لا يقتصر على حدود ما قبل عام 1990، بل يمتد ليشمل مناطق شمالية باتت ترى مستقبلها في الجنوب، مثل مأرب وتعز. وقال في حديثه: “الكثير من أبناء مأرب وتعز يطالبون بالانضمام إلى الجنوب، ونحن نرحب بهم ضمن الجغرافيا السياسية الجديدة للجنوب العربي. بهذا الطرح، يفتح الزُبيدي الباب أمام تحول جيوسياسي جديد في اليمن، يعيد رسم الخارطة على أساس موازين القوى والتحالفات الواقعية. القوات الجنوبية.. درع الصمود ومصدر الاستقرار شدّد الزُبيدي على أن القوات الجنوبية شكّلت خط الدفاع الأول في مواجهة ميليشيات الحوثي، مؤكدًا أن المقاومة الجنوبية “لم تكن مجرد رد فعل، بل جزء من مشروع وطني لإقامة دولة فيدرالية مستقرة. وأوضح أن الدعم الإماراتي كان محوريًا في تدريب وتجهيز أكثر من 90 ألف مقاتل جنوبي ساهموا في تحرير نحو 93% من أراضي الجنوب واستعادة عدن وبسط الأمن في المحافظات المحررة، مشيرًا إلى أن “هذه القوات تمثل اليوم ضمانة الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة. تحالفات الجنوب.. نحو شراكة خليجية ودولية أوضح الزُبيدي أن الجنوب يسعى لتأسيس تحالفات استراتيجية مع دول الخليج والولايات المتحدة، مستندًا إلى موقعه الجيوسياسي عند مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وقال: “دولة الجنوب العربي ستكون شريكًا موثوقًا للإمارات والسعودية والخليج، وسنسعى للانضمام الكامل إلى مجلس التعاون الخليجي. كما أكد أن الجنوب سيبني شراكات أمنية واقتصادية مع واشنطن في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن البحري واستثمار الثروات الطبيعية. اتفاقيات أبراهام.. انفتاح مشروط بالعدالة وفي ما يخص الموقف من اتفاقيات أبراهام، قال الرئيس الزُبيدي إن “حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين هو الأساس لاستعادة الاتفاق إلى مساره الصحيح”، مؤكدًا أن الجنوب العربي لن ينضم إلى أي اتفاق قبل الاعتراف بدولة فلسطين وأضاف: “ما يجري في غزة مؤلم وغير مقبول على المستويين الإنساني والعربي، وموقفنا ثابت في دعم الشعب الفلسطيني.” ما بعد الحوثي.. دولتان وجغرافيا جديدة. طرح الزُبيدي رؤيته للمرحلة المقبلة بوضوح قائلاً: بعد نهاية الحوثي، ستظهر دولتان: شمال وجنوب. نحن نحترم إرادة الشماليين كما نحترم إرادة الجنوبيين في تقرير مصيرهم.” وأشار إلى أن العملية السياسية القادمة “قد تكون طويلة ومعقدة، لكنها في النهاية ستفضي إلى حل الدولتين على أساس الاحترام المتبادل والسيادة الكاملة.” من الحلم إلى الدولة في ختام الحوار، بدا الزُبيدي أكثر ثقة بأن مشروع الجنوب العربي لم يعد شعارًا سياسيًا، بل رؤية واقعية قابلة للتحقق، مدعومة بالتحالفات الدولية والإنجازات الميدانية. وقال: نحن لا نبني دولة جنوبية لأهل الجنوب فقط، بل نبني ركيزة استقرار للأمن الإقليمي والدولي. الجنوب سيكون شريكًا فاعلًا ومسؤولًا في حفظ السلام في هذه المنطقة الحيوية من العالم.”في حوار اتسم بالهدوء والجرأة والوضوح السياسي، قدّم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عبر شاشة قناة الحرة، رؤية متكاملة لمستقبل الجنوب، أطلق عليها اسم "الجنوب العربي"، كدولة فيدرالية حديثة تستند إلى الشراكات الإقليمية والدولية، وتتجه نحو مرحلة ما بعد الحوثي في إطار حل الدولتين. اللقاء، الذي جرى في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يكن مجرد حوار إعلامي، بل وثيقة سياسية واضحة المعالم، حددت موقع الجنوب في المعادلة اليمنية والإقليمية، ورسمت ملامح الدولة القادمة، القائمة على السيادة والاستقرار والانفتاح. بعد ثمانية أعوام من تأسيس المجلس، يتحدث الرئيس الزُبيدي من موقع رجل الدولة، واضعًا مشروعًا سياسيًا متكاملًا يهدف إلى استعادة دولة الجنوب العربي على أسس جديدة أكثر استقرارًا وتعددًا وانفتاحًا. الوحدة اليمنية.. من حلم الشراكة إلى واقع القطيعة استعرض الرئيس الزُبيدي في حديثه تجربة الوحدة اليمنية التي انطلقت عام 1990، قائلاً إنها تحولت من مشروع شراكة وطنية إلى وسيلة هيمنة، خصوصًا بعد حرب 1994 التي كرّست سيطرة صنعاء على الجنوب. وأضاف: “الوحدة التي قامت بين غالب ومغلوب لم تكن قابلة للاستمرار، وما حدث في 1994 أنهى فكرة الشراكة وأرسى واقع الاحتلال.” وأكد الزُبيدي أن القطيعة مع مفهوم اليمن الموحّد باتت نهائية، مشددًا على أن الدولة القادمة “لن تحمل اسم اليمن، بل اسم الجنوب العربي، تعبيرًا عن هوية جديدة وسيادة كاملة.” من الحراك الشعبي إلى الكيان السياسي يرى الزُبيدي أن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 كان نتاجًا طبيعيًا لتطور الحراك الشعبي والمقاومة الجنوبية، مشيرًا إلى أن المجلس أصبح اليوم المظلّة السياسية الشرعية لقضية الجنوب، استنادًا إلى اتفاق الرياض والمشاركة في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وإلى قاعدة جماهيرية واسعة في عموم المحافظات الجنوبية. وأكد أن المجلس يعمل على تحقيق التوافق الجنوبي الشامل من خلال الحوار الوطني ومشروع الدولة الفيدرالية، معتبرًا أن “الجنوب الموحد داخليًا هو الأساس لبناء الدولة المستقرة.” خريطة سياسية جديدة تتجاوز حدود 1990 في رؤيته المستقبلية، تحدث الزُبيدي عن مفهوم الجنوب العربي الذي لا يقتصر على حدود ما قبل عام 1990، بل يمتد ليشمل مناطق شمالية باتت ترى مستقبلها في الجنوب، مثل مأرب وتعز. وقال في حديثه: “الكثير من أبناء مأرب وتعز يطالبون بالانضمام إلى الجنوب، ونحن نرحب بهم ضمن الجغرافيا السياسية الجديدة للجنوب العربي. بهذا الطرح، يفتح الزُبيدي الباب أمام تحول جيوسياسي جديد في اليمن، يعيد رسم الخارطة على أساس موازين القوى والتحالفات الواقعية. القوات الجنوبية.. درع الصمود ومصدر الاستقرار شدّد الزُبيدي على أن القوات الجنوبية شكّلت خط الدفاع الأول في مواجهة ميليشيات الحوثي، مؤكدًا أن المقاومة الجنوبية “لم تكن مجرد رد فعل، بل جزء من مشروع وطني لإقامة دولة فيدرالية مستقرة. وأوضح أن الدعم الإماراتي كان محوريًا في تدريب وتجهيز أكثر من 90 ألف مقاتل جنوبي ساهموا في تحرير نحو 93% من أراضي الجنوب واستعادة عدن وبسط الأمن في المحافظات المحررة، مشيرًا إلى أن “هذه القوات تمثل اليوم ضمانة الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة. تحالفات الجنوب.. نحو شراكة خليجية ودولية أوضح الزُبيدي أن الجنوب يسعى لتأسيس تحالفات استراتيجية مع دول الخليج والولايات المتحدة، مستندًا إلى موقعه الجيوسياسي عند مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. وقال: “دولة الجنوب العربي ستكون شريكًا موثوقًا للإمارات والسعودية والخليج، وسنسعى للانضمام الكامل إلى مجلس التعاون الخليجي. كما أكد أن الجنوب سيبني شراكات أمنية واقتصادية مع واشنطن في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن البحري واستثمار الثروات الطبيعية. اتفاقيات أبراهام.. انفتاح مشروط بالعدالة وفي ما يخص الموقف من اتفاقيات أبراهام، قال الرئيس الزُبيدي إن “حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين هو الأساس لاستعادة الاتفاق إلى مساره الصحيح”، مؤكدًا أن الجنوب العربي لن ينضم إلى أي اتفاق قبل الاعتراف بدولة فلسطين وأضاف: “ما يجري في غزة مؤلم وغير مقبول على المستويين الإنساني والعربي، وموقفنا ثابت في دعم الشعب الفلسطيني.” ما بعد الحوثي.. دولتان وجغرافيا جديدة. طرح الزُبيدي رؤيته للمرحلة المقبلة بوضوح قائلاً: بعد نهاية الحوثي، ستظهر دولتان: شمال وجنوب. نحن نحترم إرادة الشماليين كما نحترم إرادة الجنوبيين في تقرير مصيرهم.” وأشار إلى أن العملية السياسية القادمة “قد تكون طويلة ومعقدة، لكنها في النهاية ستفضي إلى حل الدولتين على أساس الاحترام المتبادل والسيادة الكاملة.” من الحلم إلى الدولة في ختام الحوار، بدا الزُبيدي أكثر ثقة بأن مشروع الجنوب العربي لم يعد شعارًا سياسيًا، بل رؤية واقعية قابلة للتحقق، مدعومة بالتحالفات الدولية والإنجازات الميدانية. وقال: نحن لا نبني دولة جنوبية لأهل الجنوب فقط، بل نبني ركيزة استقرار للأمن الإقليمي والدولي. الجنوب سيكون شريكًا فاعلًا ومسؤولًا في حفظ السلام في هذه المنطقة الحيوية من العالم.”