حزب صالح يدعو إلى مصالحة شاملة في اليمن

الاتحاد --عقيل الحلالي


شعار حزب المؤتمر الشعبي العام
شعار حزب المؤتمر الشعبي العام

 
ا

نفت الحكومة اليمنية أمس الاثنين تقارير إعلامية تحدثت عن إفلاسها وعجزها عن دفع مرتبات موظفي الدولة بسبب الاضطرابات في البلاد، فيما دعا حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى مصالحة وطنية شاملة بهدف تجاوز الأزمة التي تعصف بالبلد منذ الانتفاضة الشعبية في 2011 التي اجبرت صالح على التنحي بعد 33 عاما من السلطة. وقال المتحدث باسم وزارة المالية في الحكومة اليمنية إن التقارير المحلية والأجنبية التي تحدثت عن عدم قدرة الحكومة على دفع مرتبات موظفي الدولة «ليس لها أساس من الصحة».

وأضاف المتحدث جميل الدعيس، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن عملية صرف مرتبات الموظفين الحكوميين «مؤمنة»، مشيرا إلى أن الصعوبات المالية التي تواجهها الحكومة «تتركز بشكل كبير في دفع الالتزامات القائمة في الجانب الرأسمالي والاستثــماري». وأشار إلى أن هناك التزامات أخرى «يتم معالجتها أولا بأول في إطار آلية وإجراءات التنسيق بين وزارة المالية والبنك المركزي للمواءمة بين تدفق الموارد وحدود النفقات». وذكر الدعيس أن تلك الإجراءات تهدف للحفاظ على قدرة مالية الحكومة لتغطية النفقات ذات الأولوية «والتي لا سبيل لتجنبها ودعم السياسة النقدية الهادفة الى الحفاظ على استقرار سعر العملة الوطنية والعمل على برمجة سداد المتأخرات في ضوء توفر الموارد المتاحة لذلك»

وبحث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس الاثنين مع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، سلام فياض، وهو الخبير الاستراتيجي للجهاز اليمني الحكومي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين، آلية استيعاب التعهدات المالية والبرامج المعدة لذلك.وناقش اللقاء الذي حضرته رئيسة الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين، أمة العليم السوسوة، تنفيذ الحكومة اليمنية مشاريع بناء وعمل باستراتيجية جديدة وفق خطط تنفيذية مزمنة وخلال مهلة أقصاها مائة يوم، إضافة إلى امكانية تنفيذ ألف مشروع في المناطق النائية والهامشية بغرض ايجاد فرص عمل مختلفة للشباب على أن لا تتجاوز كلفة المشروع الواحد مائة ألف دولار. وكشف السفير السعودي بصنعاء، محمد سعيد آل جابر، أمس الاثنين، عن توجيهات ملكية بتقديم معونة غذائية لما يقدر بـ45 الف اسرة يمنية بتكلفة 54 مليون دولار.

وأكد السفير السعودي لدى لقائه أمس الاثنين وزير التخطيط اليمني، محمد الميتمي، استعداد المملكة مواصلة تقديم كافة اوجه الدعم اللازم لتعزيز مسارات التنمية والاستقرار في اليمن، فيما ثمن الوزير اليمني «الدور الكبير» للسعودية في دعم اليمن على مختلف الأصعدة. ويعاني اليمن الذي يمر بمرحلة انتقالية منذ اواخر نوفمبر 2011 من اضطرابات وعنف متصاعد بسبب تراجع هيبة الدولة وتنامي نفوذ جماعة الحوثييين المسلحة وتنظيم القاعدة وعشائر قبلية مناهضة للحكومة.

وأصيب ثلاثة مسلحين حوثيين أمس الاثنين برصاص مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية في مدينة إب وسط البلاد، بحسب شهود عيان. وأعلنت جماعة الحوثيين التي تفرض سيطرتها على العاصمة صنعاء منذ ان اجتاحتها في 21 سبتمبر، تفكيك عبوتين ناسفتين وانفجار ثالثة بالقرب من مصالح حكومية شمال المدينة دون أن يخلف الانفجار إصابات تذكر.

وكانت عبوة ناسفة انفجرت في وقت سابق الاثنين بالقرب من منزل عضو في الجماعة في حي الجراف شمال صنعاء دون أن ترد معلومات عن سقوط ضحايا.

وفي سياق آخر، سُجلت أمس الاثنين اعتداءات محدودة ضد شماليين بمحافظة حضرموت في جنوب البلاد الذي شهد الأحد فعاليات احتجاجية لأنصار الحراك الجنوبي طالبت باستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط مع الشمال بعد 24 عاما من توحدهما.بينما ساد مدينة عدن التي احتضنت أمس الأول أضخم مسيرة احتجاجية في تاريخ المعارضة الانفصالية، هدوءا حذرا غداة صدامات ليلية مع قوات الشرطة خلفت قتيل وعدد من الجرحى.

إلى ذلك، دعا حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى مصالحة وطنية شاملة بهدف تجاوز الأزمة الراهنة في البلاد.

وعبرت اللجنة العامة لحزب المؤتمر في اجتماع عقدته صباح الاثنين في صنعاء برئاسة صالح عن أسفها إزاء «استمرار حالة التدهور في الاوضاع الامنية وسفك الدماء وتراجع دور الدولة في مختلف المستويات الأمر الذي انعكس سلبا على وحدة البلاد». ورأت اللجنة العامة لأكبر الأحزاب السياسية في اليمن أن الوضع الراهن «يدفع بالمزيد من الانقسامات في الصفوف الوطنية ويعرض المصالح العليا للبلاد لأخطار كثيرة»، مرحبة في الوقت ذاته بالاتفاق الأخير بين حزب الإصلاح الإسلامي السني وجماعة الحوثيين الإرهابية المسلحة.

وقالت ان هذا الاتفاق «خطوة ايجابية على طريق المصالحة الوطنية الشاملة التي سبق وأن دعا لها المؤتمر الشعبي العام مراراً وما زال يبذل جهوداً من أجلها»، مؤكدة أن الحاجة الوطنية لعقد مصالحة شاملة بين مختلف الأطراف السياسية في البلاد «تزداد يوما بعد يوم» من أجل «تجاوز الازمة وتحقيق الاستقرار» في البلد الذي أصبح على حافة الفوضى.

" الاتحاد"